جحيم أمل... زوجها اقتلع أسنانها وجزءاً من لسانها، وغرس سيخا في احشائها
وحش كاسر فاجأ أمل الخليل أمس الاحد، بعدما دخل غرفتها في منطقة سرعين، وانهال عليها بالضرب بآلة حادة، فاقتلع بعض اسنانها بواسطة كماشة، اضافة الى قطعة صغيرة من لسانها. ولم يكتف بذلك، بل سخّن سيخا من حديد، واحرق به جسدها، قبل ان يغرسه في احشائها، مما تسبب بتشوهات كبيرة في اعضائها التناسلية.
نحو الجحيم
الوحش ليس غريباً عن ابنة الثامنة عشرة ربيعاً. فهو ابن عمها هلال الذي أحبته يوماً وتزوجته، آملة في أن تعيش حياة كريمة معه. ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها امل للضرب على يد زوجها. فقبل مدة، تركت المنزل للسبب نفسه، وعادت الى بيت أهلها في شمسطار. لكن وعد هلال بعدم تكرار فعلته ليّن قلبها، فحملت ابنتها و"سارت برجليها الى الجحيم"، على قول والدتها لـ"النهار". "هربنا من داعش في الرقة قبل نحو 3 اعوام، من دون ان نتوقع ان داعش بيننا".
وتروي: "عند الساعة 10,00 ليلا، اتصل بي (زوج امل) طالبا مني ان احضر على الفور. سألته عما اذا كانت ثمة مشكلة مع امل. فاجاب لا. وعندما وصلت، رأيتها في حالة يرثى لها. واسرعت الى الاتصال بابني كي يأتي وينقلها الى المستشفى".
الوجه القبيح
"لانها قذرة ولا تنظف جيدا، ضربتها". بهذه الاقوال، ببرر هلال (36 عاما) فعلته امام الوالدة. ووفقا لشقيقها ابراهيم:، "لم يكتفِ بضربها أمام زوجته الاولى واولاده، بل صفع ابنتها روان التي تبلغ 5 اشهر على وجهها. حاولت زوجته التي تسكن مع شقيقتي في المنزل نفسه ان تنقذها منه. لكنه ضربها هي الاخرى".
ويضيف: "طوال ساعات، تفنن في تعذيبها، غير آبه بانها قد تفارق الحياة على يديه. أمنّاه عليها، لكنه خان الامانة. رفضنا بداية ان ترتبط به، لكنها أصرت على ذلك، ورضيت به وبعيشتها المزرية. سكنت معه في خيمة، قبل ان تنتقل الى غرفة داخل مزرعة دواجن يعمل فيها. عاملها في شكل جيد في الاشهر الاولى من زواجهما. لكنه انقلب رأسا على عقب قبل شهرين، واظهر وجهه القبيح، ممارسا افعالا، حتى الحيوانات تخجل من القيام بها".
في العناية الفائقة
الى مستشفى تمنين، نُقلت أمل. ويقول طبيب العناية الفائقة غياث برغوت "انها تعاني التهابات حادة بسبب جروح اصيبت بها على مدى شهرين، الى جانب سوء في التغذية". في تشخيصه، "وضعها مستقر. وهي الآن في العناية الفائقة، وتحتاج الى علاج مكثف".
ويفيد مصدر في ادارة المستشفى "النهار" ان "بعض اسنان امل اقتلع، اضافة الى قطعة صغيرة من لسانها. كُسر انفها، وثمة آثار حروق في معظم انحاء جسدها". ويشير الى "أمر فظيع" آخر هو ان "الزوج ادخل سيخا من حديد في اعضائها التناسلية، مما ادى الى تشوهات فيها. لذلك تحتاج الى عملية، لان التشوهات كبيرة".
محاولات لتخفيف العنف
وقد زار ممثل للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئيين السوريين امل في المستشفى. وتقول المتحدثة باسم المفوضية دانا سليمان لـ"النهار" ان "الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون، لا سيما الضيقة المادية والضغوط النفسية التي يواجهونها، تؤدي الى حالات عنف داخل بعض الاسر. ولتخفيفها، ننفذ حملات توعية تشمل الرجال والنساء، لتوضيح دور كل منهم".
وتشير الى "دعوة اللاجئين الى زيارة مراكزنا الاجتماعية، لتفريغ طاقاتهم السلبية عبر ممارسة نشاطات مختلفة، ضمنها الدعم النفسي. ونؤمن الاختصاصي النفسي عند وجود اية حالة تحتاج الى متابعة". وتقول: "عند تعرض امرأة للاضطهاد والعنف، نؤمن لها الحماية من خلال مراكز تابعة لشركائنا، الى حين تمكنها من الاتكال على نفسها. كذلك، نحاول معرفة السبب الذي ادى الى المشكلة، ونعمل على حله ومساعدة العائلة".
هلال موقوف حاليا في مخفر النبي شيت. وسترفع عليه عائلة الخليل دعوى بتهمة محاولة قتل ابنتها، كي ينال العقاب الذي يستحقه. كذلك، ستعمد الى فسخ زواجها منه. غير ان هذا لا يعفيها من انها مشاركة في شكل غير مباشر في الجريمة التي تعرضت لها أمل، لعلمها بتعرضها للضرب. كذلك، لم تعمد الى زيارتها طوال اشهر، ولم تحاول انتشالها من براثن الوحش، بل تركتها تواجه قدرها لوحدها، حتى كادت تُقتل بوحشية على يديه.