إصلاح ما أفسده مورينيو، أسباب صنعت بطولة كونتي
وصل أنطونيو كونتي إلى غرب لندن، والمشاكل والأزمات تُحاصر تشيلسي من كل النواحي، خيبة الأمل تسيطر على وجوه الأنصار بعد موسم مخيب باحتلال الفريق المركز العاشر والغياب الأوروبي، وشكوك تحوم حول مستقبل نجوم الفريق كدييجو كوستا وهازارد وكورتوا.
لكن كونتي مسح خيبة الأمل تلك بعمله الرائع، ليضع تشيلسي مرة أخرى على زعامة البريميرليج، لكن هذا لم يكن ليتحقق لولا تلك الأسباب التي نستعرضها معكم:
- الاستقرار الفني، 3/4/3
رقم 3 هو الرقم السحري لتشيلسي، استقبال 3 أهداف من آرسنال بعد مرور 55 دقيقة، جعل كونتي يدفع بصفقته الجديدة ماركوس ألونسو على حساب سيسك فابريجاس، في التغيير الأكثر أهمية في الموسم، ليتحول لطريقة 3/4/3.
كونتي كان شجاعًا جدًا، لأن الطريقة أدت لنهاية مسيرة برانيسلاف إيفانوفيتش وجون تيري وأوسكار، وربما تنهي مسيرة سيسك فابريجاس لأنه لم يعد يشارك بشكل منتظم. تأقلم اللاعبون على الطريقة الجديدة بسرعة دون الحاجة لفترة من الوقت، أمر يعود الفضل فيه إلى كونتي بعمله المميز في فترة التحضيرات.
الأمر الثاني أن كونتي بعد البداية السيئة للموسم، وعقب تطبيق طريقة 3/4/3 عمل على إيجاد الاستقرار الفني دون القيام بالكثير من التغييرات، كان الأقل تغييرًا في التشكيلة بين كل مدربي البريميرليج، في المقابل مثلاً جوارديولا كان الأكثر قيامًا بالتغييرات على تشكيلته، هذا الأمر خلق انسجامًا كبيرًا بين اللاعبين في الطريقة المناسبة.
- تغيير مدرب حراس المرمى
بعد نهاية الموسم الماضي، الأسوأ لأي حامل للقب البريميرليج في وجود مورينيو، كانت هناك الكثير من المشاكل داخل تشيلسي، من بين هذه المشاكل أن الحارس تيبوا كورتوا لم يكن سعيدًا بالعمل مع مدرب حراس المرمى كريستوف لوليشون.
هذا الأمر كاد يدفع كورتوا للرحيل عن صفوف تشيلسي، لكن كونتي تدخل وقرر إبعاد لوليشون والتعاقد مع مدرب حراس المرمى السابق لمنتخب إيطاليا، جانلوكا سبينيلي، الذي ساعد على إقناع البلجيكي بالبقاء، وقد أبدى كورتوا مؤخرًا سعادته بالعمل مع سبينيلي، الذي كان له الكثير من الفضل في المستوى الذي ظهر به كورتوا هذا الموسم.
خطوة إطاحة كونتي بلوليشون لم تكن بالسهلة لأن الأخير كان مقربًا من المالك رومان أبراموفيتش، وكانت من الممكن أن تتسبب في خلق علاقة سيئة بين كونتي والمالك الروسي قبل بداية عمله حتى في تشيلسي، لكن المدرب الإيطالي كان جريئًا في قراره، الذي أثبت الموسم صحته.
- الراحة الأوروبية
من أهم الأسباب التي منحت ليستر لقب الموسم الماضي تركيزه على الدوري الإنجليزي وغيابه عن المسابقات الأوروبية، ما مكن رانييري من اللعب تقريبًا بتشكيلة واحدة طوال الموسم في طريقة لعب واحدة (4/4/2)، الأمر نفسه بالنسبة لتشيلسي، لأنه وجد فواصل زمنية جيدة في دوري شاق في مراحل الشتاء تحديدًا، ولا يعرف أي نوع من أنواع الراحة، عكس منافسيه المباشرين (توتنهام، آرسنال، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد)، حتى أن مورينيو قد تحجج بهذا الأمر ليحلل تفوق تشيلسي.
كونتي لم يكن مضطرًا للقيام بعمل تدوير في تشكيلته، ظل محافظًا على تشكيلته الأساسية وطريقة لعبه، وظلت عناصر تشيلسي في أفضل مستويات بدنية دون التعرض لإصابات عضلية نتيجة الإجهاد أو ضغط المباريات.
- إنقاص وزن هازارد
عاش نجم تشيلسي إيدين هازارد، موسمًا كارثيًا في حملة الدفاع عن اللقب 2015، حيث سجل 4 أهداف فقط في الموسم الذي أنهاه تشيلسي في المركز العاشر.
كان كونتي يعرف أنه وللحصول على أفضل مردود من النجم البلجيكي فعليه أولاً إنقاص وزنه، حيث اتضح أن هازارد بعد نهاية الموسم الماضي يعاني من زيادة في الوزن، ليُقرر كونتي في بداية عمله منع البيتزا والكاتشب والمشروبات الغازية من الوجبات الغذائية للاعبيه.
النتيجة لم تكن إنقاص وزن هازارد وإعادته لسابق مستواه فحسب، بل جعلته يعيش أفضل موسم له منذ انضمامه لتشيلسي.
- الانضباط والحزم في غرفة خلع الملابس
في إنجلترا، خسارة غرفة خلع الملابس (أن تجعل كلمتك كمدرب هي الأولى والكل طائع)، هي بداية النهاية لأي مدرب. في يناير الماضي، وبسبب العروض الصينية المغرية، بدأ دييجو كوستا يخرج عن التركيز خلال التدريبات، ودخل في مشادة مع كونتي خلال إحدى الحصص قبل مباراة هامة لتشيلسي أمام ليستر سيتي في ملعب الأخير.
وعلى الرغم أن كوستا هو مهاجمه الأساسي وهدافه، لكن كونتي أظهر «العين الحمراء» لمهاجمه الإسباني وقرر استبعاده فورًا من مباراة ليستر التي فاز بها تشيلسي 3/0، ليفرض المدرب الإيطالي سلطته على الفريق.
كان هذا مجرد مثال للانضباط الذي أعاده المدرب الإيطالي، صاحب الشخصية القوية لغرفة خلع الملابس، ويجب أن نتذكر كيف كان مورينيو يخرج علنًا الموسم الماضي ملمحًا لتخاذل اللاعبين في حقه.
- نجاح مقامرة دافيد لويز
بدا الأمر وكأنه خطوة مجنونة لتشيلسي، كيف لكونتي أن يُقرر إعادة لاعب رحل عن تشيلسي، واتضح أنه لن يخدم طريقته الأولى، لكن المدرب الإيطالي خلق المركز المثالي للاعب البرازيلي في وسط الدفاع الثلاثي.
منح لويز الصلابة لدفاع تشيلسي بفضل قوته في المواجهات الثنائية وهدوئه والكرة تحت قدميه.
بقلم | محمود عبد الرحمن | goal