الامطار تكشف عيوب البنى التحتية
كشفت كميات الامطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين عن وجود عيوبٍ كبيرة في البنى التحتية خاصة في الشوارع الرئيسة والجسور والانفاق التي تربط العاصمة بمحافظات المملكة الاخرى.
وتركز الخلل في تصريف مياه الامطار عبر المناهل والعبارات .
ومن بين المناطق التي تاثرت بذلك منطقة جسر عين غزال الذي يربط شرق عمان بمحافظة الزرقاء حيث تحولت الى بركة مياه تجاوز ارتفاعها المترين جراء تساقط الامطار في المنطقة بالإضافة الى تدفق مياه الامطار من المناطق المجاورة مثل منطقة ابو عليا .
وكالة الانباء الاردنية (بترا) التقت في منطقة جسر عين غزال عددا من العاملين في امانة عمان وادارة السير المركزية الذين يعملون على بذل الجهود الكبيرة لحل مشكلة تصريف المياه المتجمعة والتي تسبب بالارباكات المرورية على الطريق اضافة الى تعطل الكثير من السيارات "التي توقفت منذ الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء " وفقا لمواطنين .
المواطن غالب الارناؤوط 36 عاما انتظر في سيارته كما يقول ل(بترا) لأكثر من ست ساعات لحين قدوم (ونش) لسحب سيارته من المياه التي داهمته بشكل مفاجئ ، في حين ان صديقه احمد الذي كان يجلس بجانبه في المقعد الامامي للسيارة تم نقله من قبل مواطنين الى مستشفى الامير حمزة جراء اصابته ب( نوبة خوف ) حيث لم يتحمل رؤية المياه تتدفق الى داخل السيارة معتقدا انه شارف على الغرق هو وصديقه.
ويضيف الارناؤوط : ان المياه التي تجمعت وشكلت بركة كبيرة وصلت الى الزجاج الامامي للسيارة، ما أدى الى تعطل الكومبيوتر الخاص بها ، ونظامها الكهربائي , متوقعا ان تكلف عملية اصلاحها أكثر من ثلاثمئة دينار ، عدا عن أجرة سحبها التي تصل الى خمسين دينارا جراء استغلال بعض اصحاب ال (ونشات) لمثل هذه الظروف . ويشيد بجهود كوادر امانة عمان الكبرى الذين تواجدوا في المنطقة وتمكنوا من مساعدته في إخراج سيارته بعيدا عن تجمع المياه .
محمد تيسير احد القاطنين في منطقة جسر عين غزال يقول: انه يسكن في هذه المنطقة منذ ما يقارب الثلاثين عاما , وهذه اول مرة يحدث فيها مثل هذا التجمع للمياه فيها.
ويضيف: ان سبب تجمع المياه يعود بالدرجة الاولى الى انسداد المناهل وعبارات التصريف في المنطقة، مبينا ان ذلك أربك عملية المرور بالنسبة لسائقي المركبات والمواطنين في المنطقة والشوارع المحيطة.
ويرى مدير منطقة ماركا المهندس ماجد المدادحة ان السبب الرئيسي لتجمع المياه في منطقة جسر عين غزال يعود لتجمع النفايات والاتربة داخل المناهل التي أغلقت عند تجمع تلك النفايات مع مياه الامطار فيها .
ويقول ان الامانة وجميع اليات التنفيذ فيها ستعمل طوال اليوم وبكل جهودها على فتح هذه المناهل وبالتالي تصريف المياه الى القناة الممتدة على جانب الطريق من الجهة الشمالية والمحاذية لمنطقة ماركا.
وبين المدادحة ان كوادر الامانة تقوم باجراء صيانة دورية للمناهل ، لكن كميات الامطار التي هطلت تجاوزت الطاقة الاستيعابية لها ، ما أدى الى حدوث ارباكات ليس في هذه المنطقة تحديدا , لكن في مناطق اخرى من العاصمة.
وتسبب تجمع المياه في المنطقة بأزمة خانقة اسهمت كوادر الامن العام خاصة ادارة السير التي تواجدت في المكان في تسهيل حركة السير بعد اغلاق المسرب القادم من الزرقاء باتجاه وسط العاصمة حيث تم تحويل السير الى مناطق اخرى تجنبا للازدحام المروري ووقوع المزيد من الحوادث جراء زيادة تساقط الامطار وتدفق المياه من المناطق المحيطة مثل منطقة ابوعليا التابعة لمنطقة طبربور .
وبينما تؤكد امانة عمان الكبرى ان تجمع المياه في المنطقة ستتم معالجته في أقرب وقت الا ان العاملين في الموقع يؤكدون لـ(بترا) صعوبة هذا الامر جراء عدم تأكد المسؤولين في الامانة من مكان الخلل لكون الخط الناقل غير معروف في اي اتجاه موجود والى اين يذهب لعدم وجود مخططات لدى الامانة للمناهل والعبارات التي نفذت من قبل احد مقاولي القطاع الخاص.
( بترا )
