"ليسوا شيوخاً".. العشائر الأردنية تتبرأ من مقابلة بعض أعضائها للرئيس الإسرائيلي في القدس.. فماذا كان هدفهم
جو 24 :
إساءة غير متوقعة تلقاها شيوخ العشائر الأردنية الذين قابلوا الرئيس الإسرائيلي بعد أن قاموا بزيارة للدولة العبرية.
وعقب تناقل وسائل إعلام عربية وعبرية خبراً تضمن الإشارة إلى أن شيوخ قبائل عشائر أردنية في ضيافة إسرائيل، دعا عدد من وجهاء العشائر والشيوخ للتفرقة بين من أطلقوا عليهم "زاعمي الشيخة العشائرية" لمجرد لباسهم العباءة.
وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين استقبل الأربعاء 17 مايو/أيار في مقره إقامته بالقدس، وفداً من زعماء عشائر من العاصمة الأردنية عمان وإربد والزرقاء، قدموا إلى إسرائيل بهدف إجراء جولة مدتها 5 أيام للتعرف على "الدولة العبرية" والمجتمع الإسرائيلي عن قرب.
إلا أن الأمر لدى شيوخ عشائر أردنية بدا مستهجناً بسبب نقاط عدة تتعلق بالموقف من الكيان الإسرائيلي"، فضلاً عن انتحالهم شخصية وصفة شيوخ عشائر، على حد وصفهم.
زيارة مرفوضة
واعتبر الشيخ والمحامي خالد العيطان، أن من قاموا بالزيارة وزعموا صفة "شيوخ العشائر"، لا يمثلون إلا أنفسهم، و"تسميتهم من قبل الإعلام بشيوخ مرفوضة".
وبحسب حديثه لـ "هاف بوست عربي"، فإن من نفذوا الزيارة هم أشخاص مرفوضون على مستوى العائلات الضيقة، وليس فقط على مستوى العشائر، باعتبار أن زيارتهم هي "لكيان غير شرعي ومحتل لأرض عربية وإسلامية".
وتابع العيطان أنه من خلال متابعاته لموضوع الزيارة؛ فإن الأردن على المستوى الرسمي ليس لها علاقة بموضوع الزيارة؛ إذ اتضح من خلال التواصل مع مكونات الدولة أنه تصرف شخصي من طرفهم من خلال شخص رتب لهم الفكرة.
وعلمت "هاف بوست عربي" أن شخصية إعلامية معروف عنها بالتطبيع كانت هي وراء ترتيب الزيارة، وأن نقابة الصحفيين الأردنيين فتحت تحقيقاً خلال الأيام الماضية، بهدف المحاسبة ومنع أي نشاط تطبيعي لمنتسبيها، باعتباره أمراً مرفوضاً.
وذكر العيطان، أنهم من خلال الزيارة "يبحثون عن فرص رخيصة للظهور إعلامياً"، وأضاف أنهم لم يدركوا خطورة ما فعلوا وحساسيته، وهو دليل على قلة وعيهم وخبرتهم السياسية، لكنهم ارتكبوا جريمة بحق العشائر، ووقعوا في المطب؛ لأنهم خسروا كثيرًا، ولن يجدوا قبولاً في أوساط عشائرهم.
التقرب من الدولة
وذكر مصدر داخل العشائر،تحدثت إليه "هاف بوست عربي"، أن من نفذوا الزيارة يبحثون من خلال زيارتهم التقرب من المستويات الرسمية في الدولة، باعتبار أنهم في حال زاروا إسرائيل، فإنهم سيجدون قبولاً في الأوساط الرسمية.
وقال إنهم صرحوا خلال زيارتهم -بحسب ما نقل إعلامياً- قولهم: "نحن نأتيك من بلاد بطل السلام، الملك الحسين، بلاد الصلح والتعاون والعطاء، بلاد السلام والتسامح، لقد جئنا إلى إسرائيل تطبيقاً لعملية السلام ومن أجل القيادة الهاشمية في بلادنا، إننا نؤمن أن السلام سيعم في المنطقة وسنعيش جميعا بسلام ومحبة".
إلا أن العيطان يفرق بين موقف الدولة الرسمي؛ الذي يترك للدول تقدير مواقفها، وبين الموقف الشعبي الرافض للتعامل مع "دولة محتلة تقهر الشعب الفلسطيني"، على حد تعبيره.
ويعتقد الشيخ ووجيه عشيرة الزيود نصر الله الزيود، أن الشخصيات التي زارت الكيان الصهيوني، "ليسوا شيوخاً بل خيل لهم ذلك، لكنهم شباب غرهم المال وقبلوا فرصة الظهور بطريقة لافتة من خلال مقابلة الرئيس الإسرائيلي"، مؤكداً رفض عشائر بني حسن وبني صخر لزيارتهم وهم محتلون للأراضي الفلسطينية ومستمرون في قهر الشعب الفلسطيني.
في ذات السياق، أصدر شيخ عشيرة الخزاعلة بني حسن "تركي عقلة اخورشيدة" بياناً، أوضح فيه أن شيخ الخزاعلة هو تركي عقلة أخورشيدة التي ورثها عن والده وجده منذ تأسيس الدولة الأردنية وأن الشخص الذي خرج وادعى أنه شيخ لا يمثل إلا نفسه، مطالباً بمحاسبة كل من يتقمص دور الشيخ وتسمية نفسه بذلك.
الرئيس الإسرائيلي
وتطرق الرئيس الإسرائيلي في اللقاء للحديث عن طفولته في القدس، والتراجم التي قدمها والده للأدب العبري، أبرزها ترجمة القرآن وقصة "ألف ليلة وليلة" للعبرية.
ريفلين من مواليد القدس، ويعارض إقامة دولة فلسطينية، ويسعى إلى التقارب مع العرب الإسرائيليين، ونقل عنه عندما زار مدرسة "ماكس راين هاند آند هاند" قوله للتلاميذ: " إن والده كان يعرف اللغة العربية وترجم القرآن الكريم إلى العبرية، وأنه نشأ وسط العرب".
وعارض مطالب نواب اليمين المتطرف إقالة عضو الكنيست العربية حنين زعبي من حزب التجمع الوطني الديمقراطي بعد مشاركتها في أسطول الحرية المتجه إلى قطاع غزة في مايو/أيار 2010، وانتقد في شهر سبتمبر/أيلول 2014 رغبة عدد من أعضاء الكنيست من البيت اليهودي والليكود وإسرائيل بيتنا التقدم بمشروع قرار لإلغاء مكانة اللغة العربية كلغة رسمية في إسرائيل، وتأكيده أن العبارات التي تكتب في ظلام الليل كـ"الموت للعرب" ترجمت في النهار إلى عنف في الشوارع.