ولي العهد: لن نسمح لأي تيار بأن يجرفنا فالخيار بأيدينا
جو 24 : افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله؛ أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي تستضيفه المملكة تحت شعار "تمكين الأجيال نحو المستقبل".
ويلتئم المنتدى في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، بمشاركة عدد من رؤساء الدول وأكثر من 1100 شخصية من قادة الأعمال والسياسيين، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والشبابية من أكثر من 50 دولة.
وألقى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني؛ ولي العهد؛ الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى، وفيما يلي نصها "أصحاب الجلالة، أصحاب الفخامة والسمو، البروفسور شواب، الضيوف الكرام؛ شكراً على هذا الترحيب الطيب، والشكر الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية لجهودهما في تنظيم هذا المنتدى الذي يجمعنا".
وقال "يشرفني أن أتحدث هنا باسم وطني الغالي الأردن، وأن أعبر عن آمالنا المشتركة في المنطقة؛ واسمحوا لي أن أشكر، باسم جميع الأردنيين، أصدقاءنا الذين جاؤوا من سائر أنحاء العالم ليسهموا في إنجاح هذا المنتدى".
وزاد "يأتي محور نقاشات المنتدى هذا العام حول مفهوم التحول وتمكين الأجيال نحو المستقبل في الوقت المناسب، فصناع القرار في عصرنا هذا يحتاجون إلى توظيف مهارات التحليل والإدارة والتخطيط بدقة متناهية، ليواكبوا حجم وسرعة التغيير والتحول في عالمنا".
وأضاف الأمير "لكن، بالنسبة للشباب هنا وفي كل مكان، والذين يشكلون الأغلبية في منطقتنا، فنحن ولدنا في عالم يتسم بالتحول المتسارع، حيث الابتكار المستمر هو جزء أساسي من حياتنا؛ فقد نشأنا على وقع التكنولوجيا والتطبيقات وأساليب جديدة للتواصل والتعلم والعمل وإن التغيير المستمر بات، في الواقع، النمط الثابت الذي نعيشه".
وقال "يعيش شباب الشرق الأوسط، كباقي الشباب في أرجاء العالم، في بحر واسع من المتغيرات المستمرة، إلا أن بحرنا يتجاذبه تياران متعاكسان، متساويان في القوة مختلفان في الاتجاه، فأحدهما يدفع باتجاه غادِر، ويستدرج شبابنا نحو واقع ظلامي يغرقنا في المزيد من العنف، والتعصب، والفكر المتطرف الذي يتخذ من المنخرطين فيه وقودا له والآخر يأخذنا إلى شواطئ مشرقة وواعدة تتسم بالاعتدال، حيث تعيش هويتنا العربية والإسلامية بسلام وتناغم إلى جانب التقدم والحداثة، وإلى واقع يمكننا من المساهمة بإيجابية وإنتاجية في العالم من حولنا".
وأضاف الأمير "لن نسمح لأي تيار بأن يجرفنا، فالخيار بأيدينا؛ ما يريده الشباب العربي هو ذاته ما يريده أقرانهم في كل مكان؛ يريدون فرصا عادلة؛ يريدون فرصة ليكون صوتهم مسموعاً؛ وفرصة لإحداث التغيير وما يميز شبابنا العربي أنهم تواقون ومتعطشون لهذه الفرص لدرجة لم أشهد لها مثيلاً قد يعود ذلك إلى التحديات الصعبة التي نواجهها، والتي تدفعنا للتشبث أكثر بالأمل، فالشباب في منطقتنا هم من أكثر الفئات استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، نحن جيل نشط في استخدام الهواتف الذكية والألعاب الرقمية والتواصل اللحظي؛ نحن أيضاً الطلاب الذين ينهلون من المعرفة العالمية من خلال الإنترنت، ونحن كذلك الرياديون الشباب الذين يوظفون التكنولوجيا الرقمية لبناء الأسواق والتوسع بمشاريعهم".
وفي كلمته، أكد الأمير "أن شباب منطقتنا لا يكتفون فقط بتبني التكنولوجيا وتطويعها فهم أكثر من مجرد مستهلكين؛ إذ ستجدون في منطقتنا، وبكل فخر خاصة في الأردن، شباباً وشاباتٍ يقودون الابتكار والتغيير، فقد ابتكروا حلولا وخدمات تواكب عصرنا الحديث، وأنتجوا محتوى عربياً جديداً على شبكة الإنترنت، وأبدعوا أفكارا جديدة لخدمة منطقتنا وعالمنا. وفي هذا المنتدى، ستستمعون إلى هؤلاء الرياديين يتحدثون عن ابتكاراتهم وعن التحديات التي يواجهونها".
وقال "أود هنا أن أهنئ الأردنيين الذين يقودون إحدى وعشرين شركة ناشئة من بين أفضل 100 شركة ناشئة في المنطقة اختارها المنتدى؛ أنتم تمثلون القدوة لمستقبل شبابنا الواعد في مثابرتكم، وطموحكم، وإصراركم؛ وهنا، ومع انطلاقة الثورة الصناعية الرابعة، وشكراً لك بروفسور شواب على حديثك ودورك الرائد في التوعية بأهميتها، فإن أبناء وبنات جيلي يلمسون أثرها العميق في حاضرهم ومستقبلهم. وهم بأمس الحاجة إلى دعمكم جميعا مالياً ومعنوياً ليتركوا بصمتهم، فهم يحتاجون إلى مساعدتكم في تطوير مشاريعهم ليتمكنوا بأنفسهم من استشعار الفرق الذي بإمكانهم أن يحدثوه، ويحتاج شبابنا إلى منظومة دعم تمتد عبر المنطقة بأكملها، تمنحهم الأمل وإمكانية الوصول إلى الفرص. وهذا ما يجعل من شراكاتكم أمرا بالغ الأهمية".
وبين الأمير "أن الشراكة التي نحتاجها تقوم على علاقة متبادلة، فإن أردنا أن نغير حياتنا وأن نغتنم الفرص، علينا نحن الشباب أن نتقبل الدعم وأن نكون مستعدين للاستفادة منه بالدرجة القصوى، وهو ما يتطلب العمل الجاد لنمكِّن أنفسنا بالأدوات والمهارات المطلوبة، فكل شيء حولنا في تطور وتحول مستمر: الأسواق، والمهن، والتجارة والصناعة، والتكنولوجيا، وكذلك المؤهلات المطلوبة لمواكبة هذه التغيرات، مدركين في الوقت نفسه أن هذه التغيرات المتسارعة التي اعتدنا عليها لا تعني السعي نحو النجاح أو الربح السريع، ففي ذلك خطر على أبناء وبنات جيلي من شأنه أن يولد توقعات زائفة. النجاح والتميز والإبداع والوصول إلى القمة أمور تتطلب الصبر والوقت والتفاني والاجتهاد".
وأردف موضحا "إذا ما أدى كل منا واجبه، فسوف نتمكن من استثمار فرصة لن تتكرر لدى جيلنا في قيادة التغيير الجذري في هذه المنطقة، وفي المحصلة القضاء على التطرف، قد تكون هذه فرصتنا لإطلاق العنان لمواهب وطاقات وآمال الملايين من الرجال والنساء، وكذلك فرصتنا لردم الهوة بين ما يراه الشباب ويتوقون إليه في العالم الافتراضي، وما يتاح لهم في الواقع الحقيقي، فلنمكِّن العقول النيرة التي تصنع الإبداع من صناعة المستقبل الواعد لمنطقتنا. فالأمل ومدى توفر الفرص العادلة سيكونان العامل الحاسم في تحديد التيار الذي سيجذب شبابنا في نهاية المطاف، لذا أدعوكم هنا لأن تمدوا أيديكم إليهم لتطلقوا كامل العنان لقوتهم وإمكانياتهم وترشدوهم إلى بر الأمان حيث الأمل والغد الواعد والمشرق".
وفي كلمة للملك فيليب السادس ملك إسبانيا في الجلسة الافتتاحية، عبر عن شكره وتقديره للأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، على الدعوة للمشاركة في أعمال المنتدى، قائلا "إن الملك عبدالله الثاني شريك فاعل ولدينا علاقات تاريخية وثيقة مع العائلة الهاشمية، ونقدر عاليا جهوده في استضافة اجتماعات المنتدى على مستوى المنطقة والعالم".
وأشار إلى أهمية الكلمة التي ألقاها الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وقال "إنها فرصة للإصغاء إليه ونقدر معاني مشاركة الأمير الشاب للأجيال كيفية العمل وتحقيق الأمل في المستقبل".
وأكد الملك فيليب حرص بلاده على تعزيز التعاون بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من ناحية، وأوروبا من ناحية أخرى، خصوصا في مواجهة التحديات، مشددا على أهمية تحرير التجارة بين الدول، مشيرا إلى الأزمة الاقتصادية التي واجهتها بلاده في السنوات الماضية، وقدرتها على تجاوزها. ولفت إلى أهمية دور الشباب في التنمية الاقتصادية، وقال "نتطلع باهتمام لدور الشباب ونخاطبهم: بأن هناك أملا، وسنقوم بمسؤولياتنا وسنعمل أفضل ما لدينا".
وأعرب عن تقديره لجهود المملكة على استضافة العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، ودورها في تحقيق السلام والتطور المستدام، مؤكدا أن الأردن يعد مثالا على التعاون البناء مع المجتمع الدولي.
وفي مجال التعاون الاقتصادي، أكد الملك فيليب استعداد الشركات الإسبانية للتعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية ومعالجة المياه في المنطقة، وقال "نريد تهيئة الظروف للقطاع الخاص لنكون قادرين على المشاركة في التنمية الاقتصادية والتشارك بالتالي في الازدهار".
وأشار إلى "أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي منطقة الإمكانات الكبيرة، لذلك علينا أن نحقق تقدما في مجال تحقيق السلام ومكافحة الإرهاب".
وفي كلمة للرئيس العراقي فؤاد معصوم، أعرب عن شكره وتقديره للأردن والملك عبدالله الثاني على الجهود التي بذلت لتوفير الأجواء الملائمة لعقد المنتدى، الذي يعود بالنفع على جميع دول المنطقة.
وأضاف "أن العراق حقق انتصارا على الإرهاب، ونطمح إلى أن تتكلل الانتصارات باستكمال تحرير الموصل وآخر معاقل داعش في نينوى، وأن يتم طي صفحة تنظيم داعش قبل نهاية العام الحالي".
وأكد الرئيس معصوم "أن على العراقيين الاستعداد للعمل لمعركة البناء والإعمار، والتي لا تقل أهمية عن الحرب ضد الإرهاب والتطرف"، مشيرا إلى أن بلاده تضع عمليات إعادة الإعمار ضمن أولوياتها، إلى جانب إعادة النازحين إلى مدنهم.
وأشار، بهذا الصدد، إلى أن العراق وضع خططا طموحة وشاملة لإعادة الاستقرار، بمساعدة المجتمع الدولي خصوصا البنك وصندوق النقد الدوليين، مؤكدا أهمية استمرار تقديم الدعم للعراق لضمان تسريع إنجاز مشاريع إعادة الإعمار وتعزيز النظام الديمقراطي وتبسيط الإجراءات ومكافحة الفساد وإدخال التكنولوجيا في العمل وبناء الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وقال "إن العراق مفتوح أمام المستثمرين، وإن القانون يقدم مزايا وضمانات لهم لحماية استثماراتهم"، مشيرا إلى حرص بلاده على المشاركة مع دول العالم لتحسين الاقتصاد وضمان بيئة داعمة للحريات وحقوق الإنسان وضمان مشاركة أكبر للمرأة في الحياة العامة والنشاطات الاقتصادية.
ومن جانبه، قال رئيس جمهورية النيجر، محمد يوسفو "إن استضافة المملكة للمنتدى المخصص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا يؤكد التزام الأردن بالتعاون الدولي وتعزيز السلام والتنمية في المنطقة والعالم".
وأضاف "ان تهيئة ظروف التحول للأجيال المستقبلية تتطلب توفير الأمن والسلام في المنطقة وإنهاء النزاعات"، داعيا إلى الاستفادة من الأفكار الطموحة التي يطرحها المشاركون في المنتدى وكذلك من التجارب العالمية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي كلمة لرئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، البروفسور كلاوس شواب، قال "إن حجم المشاركة في أعمال المنتدى العام الحالي يؤكد ثقة قطاع الأعمال في منطقة الشرق الأوسط ومستقبلها، لاسيما وأن الكثير من الشباب الرياديين يشاركون إلى جانب القادة السياسيين ومجتمع الأعمال".
وأضاف "ان الشباب لديهم إصرار على أن يكونوا مشاركين في تحمل المسؤولية، وعلينا كقادة سياسيين وقادة أعمال أن نصغي لهم"، لافتا إلى أهمية المبادرات التي سيتم إطلاقها خلال اجتماعات المنتدى، والتي تركز على تعزيز الريادية وتمكين الشركات الناشئة في المنطقة.
وحضر الجلسة الافتتاحية الرئيسية للمنتدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس جمهورية مقدونيا جورجي إيفانوف، ورئيس كوسوفو هاشم ثاتشي، ورئيس جمهورية النيجر محمد يوسفو، ورئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسيادس، ورئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، ورئيس وزراء جورجيا جيورجي كفيركاشفيلي، إضافة إلى حضور وزاري على المستويين العربي والدولي.
كما حضرها عدد من أصحاب السمو الأمراء، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
ويلتئم المنتدى في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، بمشاركة عدد من رؤساء الدول وأكثر من 1100 شخصية من قادة الأعمال والسياسيين، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والشبابية من أكثر من 50 دولة.
وألقى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني؛ ولي العهد؛ الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى، وفيما يلي نصها "أصحاب الجلالة، أصحاب الفخامة والسمو، البروفسور شواب، الضيوف الكرام؛ شكراً على هذا الترحيب الطيب، والشكر الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية لجهودهما في تنظيم هذا المنتدى الذي يجمعنا".
وقال "يشرفني أن أتحدث هنا باسم وطني الغالي الأردن، وأن أعبر عن آمالنا المشتركة في المنطقة؛ واسمحوا لي أن أشكر، باسم جميع الأردنيين، أصدقاءنا الذين جاؤوا من سائر أنحاء العالم ليسهموا في إنجاح هذا المنتدى".
وزاد "يأتي محور نقاشات المنتدى هذا العام حول مفهوم التحول وتمكين الأجيال نحو المستقبل في الوقت المناسب، فصناع القرار في عصرنا هذا يحتاجون إلى توظيف مهارات التحليل والإدارة والتخطيط بدقة متناهية، ليواكبوا حجم وسرعة التغيير والتحول في عالمنا".
وأضاف الأمير "لكن، بالنسبة للشباب هنا وفي كل مكان، والذين يشكلون الأغلبية في منطقتنا، فنحن ولدنا في عالم يتسم بالتحول المتسارع، حيث الابتكار المستمر هو جزء أساسي من حياتنا؛ فقد نشأنا على وقع التكنولوجيا والتطبيقات وأساليب جديدة للتواصل والتعلم والعمل وإن التغيير المستمر بات، في الواقع، النمط الثابت الذي نعيشه".
وقال "يعيش شباب الشرق الأوسط، كباقي الشباب في أرجاء العالم، في بحر واسع من المتغيرات المستمرة، إلا أن بحرنا يتجاذبه تياران متعاكسان، متساويان في القوة مختلفان في الاتجاه، فأحدهما يدفع باتجاه غادِر، ويستدرج شبابنا نحو واقع ظلامي يغرقنا في المزيد من العنف، والتعصب، والفكر المتطرف الذي يتخذ من المنخرطين فيه وقودا له والآخر يأخذنا إلى شواطئ مشرقة وواعدة تتسم بالاعتدال، حيث تعيش هويتنا العربية والإسلامية بسلام وتناغم إلى جانب التقدم والحداثة، وإلى واقع يمكننا من المساهمة بإيجابية وإنتاجية في العالم من حولنا".
وأضاف الأمير "لن نسمح لأي تيار بأن يجرفنا، فالخيار بأيدينا؛ ما يريده الشباب العربي هو ذاته ما يريده أقرانهم في كل مكان؛ يريدون فرصا عادلة؛ يريدون فرصة ليكون صوتهم مسموعاً؛ وفرصة لإحداث التغيير وما يميز شبابنا العربي أنهم تواقون ومتعطشون لهذه الفرص لدرجة لم أشهد لها مثيلاً قد يعود ذلك إلى التحديات الصعبة التي نواجهها، والتي تدفعنا للتشبث أكثر بالأمل، فالشباب في منطقتنا هم من أكثر الفئات استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، نحن جيل نشط في استخدام الهواتف الذكية والألعاب الرقمية والتواصل اللحظي؛ نحن أيضاً الطلاب الذين ينهلون من المعرفة العالمية من خلال الإنترنت، ونحن كذلك الرياديون الشباب الذين يوظفون التكنولوجيا الرقمية لبناء الأسواق والتوسع بمشاريعهم".
وفي كلمته، أكد الأمير "أن شباب منطقتنا لا يكتفون فقط بتبني التكنولوجيا وتطويعها فهم أكثر من مجرد مستهلكين؛ إذ ستجدون في منطقتنا، وبكل فخر خاصة في الأردن، شباباً وشاباتٍ يقودون الابتكار والتغيير، فقد ابتكروا حلولا وخدمات تواكب عصرنا الحديث، وأنتجوا محتوى عربياً جديداً على شبكة الإنترنت، وأبدعوا أفكارا جديدة لخدمة منطقتنا وعالمنا. وفي هذا المنتدى، ستستمعون إلى هؤلاء الرياديين يتحدثون عن ابتكاراتهم وعن التحديات التي يواجهونها".
وقال "أود هنا أن أهنئ الأردنيين الذين يقودون إحدى وعشرين شركة ناشئة من بين أفضل 100 شركة ناشئة في المنطقة اختارها المنتدى؛ أنتم تمثلون القدوة لمستقبل شبابنا الواعد في مثابرتكم، وطموحكم، وإصراركم؛ وهنا، ومع انطلاقة الثورة الصناعية الرابعة، وشكراً لك بروفسور شواب على حديثك ودورك الرائد في التوعية بأهميتها، فإن أبناء وبنات جيلي يلمسون أثرها العميق في حاضرهم ومستقبلهم. وهم بأمس الحاجة إلى دعمكم جميعا مالياً ومعنوياً ليتركوا بصمتهم، فهم يحتاجون إلى مساعدتكم في تطوير مشاريعهم ليتمكنوا بأنفسهم من استشعار الفرق الذي بإمكانهم أن يحدثوه، ويحتاج شبابنا إلى منظومة دعم تمتد عبر المنطقة بأكملها، تمنحهم الأمل وإمكانية الوصول إلى الفرص. وهذا ما يجعل من شراكاتكم أمرا بالغ الأهمية".
وبين الأمير "أن الشراكة التي نحتاجها تقوم على علاقة متبادلة، فإن أردنا أن نغير حياتنا وأن نغتنم الفرص، علينا نحن الشباب أن نتقبل الدعم وأن نكون مستعدين للاستفادة منه بالدرجة القصوى، وهو ما يتطلب العمل الجاد لنمكِّن أنفسنا بالأدوات والمهارات المطلوبة، فكل شيء حولنا في تطور وتحول مستمر: الأسواق، والمهن، والتجارة والصناعة، والتكنولوجيا، وكذلك المؤهلات المطلوبة لمواكبة هذه التغيرات، مدركين في الوقت نفسه أن هذه التغيرات المتسارعة التي اعتدنا عليها لا تعني السعي نحو النجاح أو الربح السريع، ففي ذلك خطر على أبناء وبنات جيلي من شأنه أن يولد توقعات زائفة. النجاح والتميز والإبداع والوصول إلى القمة أمور تتطلب الصبر والوقت والتفاني والاجتهاد".
وأردف موضحا "إذا ما أدى كل منا واجبه، فسوف نتمكن من استثمار فرصة لن تتكرر لدى جيلنا في قيادة التغيير الجذري في هذه المنطقة، وفي المحصلة القضاء على التطرف، قد تكون هذه فرصتنا لإطلاق العنان لمواهب وطاقات وآمال الملايين من الرجال والنساء، وكذلك فرصتنا لردم الهوة بين ما يراه الشباب ويتوقون إليه في العالم الافتراضي، وما يتاح لهم في الواقع الحقيقي، فلنمكِّن العقول النيرة التي تصنع الإبداع من صناعة المستقبل الواعد لمنطقتنا. فالأمل ومدى توفر الفرص العادلة سيكونان العامل الحاسم في تحديد التيار الذي سيجذب شبابنا في نهاية المطاف، لذا أدعوكم هنا لأن تمدوا أيديكم إليهم لتطلقوا كامل العنان لقوتهم وإمكانياتهم وترشدوهم إلى بر الأمان حيث الأمل والغد الواعد والمشرق".
وفي كلمة للملك فيليب السادس ملك إسبانيا في الجلسة الافتتاحية، عبر عن شكره وتقديره للأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، على الدعوة للمشاركة في أعمال المنتدى، قائلا "إن الملك عبدالله الثاني شريك فاعل ولدينا علاقات تاريخية وثيقة مع العائلة الهاشمية، ونقدر عاليا جهوده في استضافة اجتماعات المنتدى على مستوى المنطقة والعالم".
وأشار إلى أهمية الكلمة التي ألقاها الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وقال "إنها فرصة للإصغاء إليه ونقدر معاني مشاركة الأمير الشاب للأجيال كيفية العمل وتحقيق الأمل في المستقبل".
وأكد الملك فيليب حرص بلاده على تعزيز التعاون بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من ناحية، وأوروبا من ناحية أخرى، خصوصا في مواجهة التحديات، مشددا على أهمية تحرير التجارة بين الدول، مشيرا إلى الأزمة الاقتصادية التي واجهتها بلاده في السنوات الماضية، وقدرتها على تجاوزها. ولفت إلى أهمية دور الشباب في التنمية الاقتصادية، وقال "نتطلع باهتمام لدور الشباب ونخاطبهم: بأن هناك أملا، وسنقوم بمسؤولياتنا وسنعمل أفضل ما لدينا".
وأعرب عن تقديره لجهود المملكة على استضافة العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، ودورها في تحقيق السلام والتطور المستدام، مؤكدا أن الأردن يعد مثالا على التعاون البناء مع المجتمع الدولي.
وفي مجال التعاون الاقتصادي، أكد الملك فيليب استعداد الشركات الإسبانية للتعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية ومعالجة المياه في المنطقة، وقال "نريد تهيئة الظروف للقطاع الخاص لنكون قادرين على المشاركة في التنمية الاقتصادية والتشارك بالتالي في الازدهار".
وأشار إلى "أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي منطقة الإمكانات الكبيرة، لذلك علينا أن نحقق تقدما في مجال تحقيق السلام ومكافحة الإرهاب".
وفي كلمة للرئيس العراقي فؤاد معصوم، أعرب عن شكره وتقديره للأردن والملك عبدالله الثاني على الجهود التي بذلت لتوفير الأجواء الملائمة لعقد المنتدى، الذي يعود بالنفع على جميع دول المنطقة.
وأضاف "أن العراق حقق انتصارا على الإرهاب، ونطمح إلى أن تتكلل الانتصارات باستكمال تحرير الموصل وآخر معاقل داعش في نينوى، وأن يتم طي صفحة تنظيم داعش قبل نهاية العام الحالي".
وأكد الرئيس معصوم "أن على العراقيين الاستعداد للعمل لمعركة البناء والإعمار، والتي لا تقل أهمية عن الحرب ضد الإرهاب والتطرف"، مشيرا إلى أن بلاده تضع عمليات إعادة الإعمار ضمن أولوياتها، إلى جانب إعادة النازحين إلى مدنهم.
وأشار، بهذا الصدد، إلى أن العراق وضع خططا طموحة وشاملة لإعادة الاستقرار، بمساعدة المجتمع الدولي خصوصا البنك وصندوق النقد الدوليين، مؤكدا أهمية استمرار تقديم الدعم للعراق لضمان تسريع إنجاز مشاريع إعادة الإعمار وتعزيز النظام الديمقراطي وتبسيط الإجراءات ومكافحة الفساد وإدخال التكنولوجيا في العمل وبناء الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وقال "إن العراق مفتوح أمام المستثمرين، وإن القانون يقدم مزايا وضمانات لهم لحماية استثماراتهم"، مشيرا إلى حرص بلاده على المشاركة مع دول العالم لتحسين الاقتصاد وضمان بيئة داعمة للحريات وحقوق الإنسان وضمان مشاركة أكبر للمرأة في الحياة العامة والنشاطات الاقتصادية.
ومن جانبه، قال رئيس جمهورية النيجر، محمد يوسفو "إن استضافة المملكة للمنتدى المخصص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا يؤكد التزام الأردن بالتعاون الدولي وتعزيز السلام والتنمية في المنطقة والعالم".
وأضاف "ان تهيئة ظروف التحول للأجيال المستقبلية تتطلب توفير الأمن والسلام في المنطقة وإنهاء النزاعات"، داعيا إلى الاستفادة من الأفكار الطموحة التي يطرحها المشاركون في المنتدى وكذلك من التجارب العالمية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي كلمة لرئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، البروفسور كلاوس شواب، قال "إن حجم المشاركة في أعمال المنتدى العام الحالي يؤكد ثقة قطاع الأعمال في منطقة الشرق الأوسط ومستقبلها، لاسيما وأن الكثير من الشباب الرياديين يشاركون إلى جانب القادة السياسيين ومجتمع الأعمال".
وأضاف "ان الشباب لديهم إصرار على أن يكونوا مشاركين في تحمل المسؤولية، وعلينا كقادة سياسيين وقادة أعمال أن نصغي لهم"، لافتا إلى أهمية المبادرات التي سيتم إطلاقها خلال اجتماعات المنتدى، والتي تركز على تعزيز الريادية وتمكين الشركات الناشئة في المنطقة.
وحضر الجلسة الافتتاحية الرئيسية للمنتدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس جمهورية مقدونيا جورجي إيفانوف، ورئيس كوسوفو هاشم ثاتشي، ورئيس جمهورية النيجر محمد يوسفو، ورئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسيادس، ورئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، ورئيس وزراء جورجيا جيورجي كفيركاشفيلي، إضافة إلى حضور وزاري على المستويين العربي والدولي.
كما حضرها عدد من أصحاب السمو الأمراء، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.