"زوجة أبيها اعتادت ضربها وحرقها بوحشية"... اعتدال توفيت ووالدها متهم أيضاً
بعد أيام على دخولها مستشفى "سان لويس" قبل نقلها الى مستشفى البقاع لاستكمال العلاج، لفظت ابنة السنتين اعتدال المكوم أنفاسها الاخيرة، معلنة الاستسلام وعدم الرغبة في متابعة الحياة، بعد ان ذاقت المر على يد زوجة أبيها التي اعتادت ضربها وحرقها بوحشية، وسط صمت اقرب الناس اليها وعدم تحريكهم ساكنا لانتشالها من الجحيم.
استسلام "الاعتدال"
يوم الاربعاء الماضي انكشفت قصة اعتدال بعدما وصلت في حالة حرجة الى مستشفى "سان لويس" في جونية، اذ كان قلبها متوقفاً عن النبض كما عانت من نزيف داخلي في رأسها، عدا عن الكدمات والحروق في كامل أنحاء جسدها، تم انعاش قلبها، عادت الروح اليها، لكن ما لبثت ان فارقتها بعد أيام.
نقلت الطفلة من مستشفى سان لويس الى مستشفى البقاع التي قال مصدر فيها لـ"النهار" ان "شركة التأمين المتعاقدة مع الأمم المتحدة هي التي نقلتها، وصلت عند الساعة الحادية عشرة ليلاً من مساء الجمعة الماضي، بقيت على قيد الحياة 12 ساعة فقط في مستشفى البقاع، وتوفيت بسبب النزيف الداخلي في رأسها".
توقيف رغم الانكار
مخفر جونية فتح تحقيقاً بالقضية، وعلى الرغم من انكار زوجة أبيها ضربها بـ"نربيش" على رأسها وكامل انحاء جسدها وادعاء والدها عبد العزيز انها سقطت ارضا فيما الحروق قديمة، تم توقيف الاثنين من قبل القوى الامنية، قبل نقل الملف الى تحري جونية.
في حارة صخر، كانت اعتدال تسكن مع والدها وزوجة أبيها وأشقائها، وبحسب مصدر أمني "تم تسليم أولاد عبد العزيز الى عمهم المقيم في سعدين-عكار، وقد عجزنا عن التواصل مع والدة اعتدال كونها تسكن في سوريا".
لم يشفع صغر سن اعتدال وبراءتها لها. عذبت أياماً من دون ان تصل صرختها خارج جدران منزل عائلتها، وعندما فاقت قدرة جسدها الضعيف على تحمل المزيد من الضربات، وادراك والدها انها باتت على شفير الموت حاول انقاذها، مدعياً رواية كاذبة لانقاذ نفسه وزوجته من مسؤولية ما تعرضت له، لكن آثار الضرب والحروق التي حفرت على جسمها كانت اعمق من ادعاءاتهم الواهية، وها هما اليوم يواجهان القضاء لنيل العقوبة التي يستحقانها.
اعتدال ليست الوحيدة التي تضرب وتعذّب على ايدي من اؤتمنوا على حياتها، فكم من قصص مشابهة لا تزال طي الكتمان، تنتظر ان يفتح كتابها للتخلص من الألم الذي تواجهه كل يوم، لكن لم يكتب القدر لها بعد ان ينتهي الفصل الاخير من مأساتها، وسيبقى بيننا وحوش متخفية في هيئة بشر يفرغون عقدهم النفسية وحقدهم وغلهم على اطفال لا قوة لهم في الدفاع عن نفسهم، طالما انهم لا يخشون من افتضاح امرهم وتوقيفهم لمحاسبتهم على افعالهم التي أقل ما يقال عنها حيوانية لا بل ان الحيوانات لا تقبل ان يتأذى ابناؤها، وتدافع عنهم حتى لو كلفها الأمر حياتها.النهار اللبنانية