طلبة صائمون في قاعات الامتحان.. خمول وكسل وضعف في الأداء
يأتي شهر رمضان المبارك لهذا العام، خلال الإيام الأخيرة لدوام طلبة المدارس، وخلال هذه الفترة يؤدي الطلبة الإمتحانات النهائية للفصل الثاني، ومن المتوقع أن تفتح المدارس أبوابها لما بعد العشر الأوائل من الشهر الكريم، وقد ينعكس ذلك على أداء الطلبة (الصائمين) في الإمتحانات، لعدم قدرتهم على الدراسة خلال ساعات النهار من جانب، وما يصيبهم من خمول بعد تناول الإفطار من جانب آخر.
كانت التوقعات من ذوي الطلبة أن يتم تقديم الإمتحانات قبل الشروع في الصيام، لكن وزارة التربية إرتأت أن تقديم الموعد ليس من مصلحة الطلبة، خاصة وأن رمضان هذا العام تقدم عن العام الماضي عشرة أيام، غير أن أهالي الطلبة وجدوا بأن القرار لا يخدم أبناءهم الطلبة وقد يؤثر على تحصيلهم الدراسي.
العديد من الطلبة الصغار يرفضون الإفطار في رمضان وخاصة في بداياته، لكن ذلك يؤدي إلى حالة من الضعف والخمول طوال ساعات النهار، وبالتالي فإن معدل ساعات الدراسة استعدادا ً لتأدية الامتحان يقل كثيراً، وفي أحيان كثيرة تصبح معدومة، وسط إلحاح الأهل على أبنائهم بالإفطار لممارسة الدراسة بشكل طبيعي.
عدد من المتخصصين في تربية الطفل يرون بأن تنظيم ساعات الدراسة والنوم ما بين النهار والليل أمر ممكن، ويساعد الطلبة في الدراسة دون أن يؤثر الصّيام على دراستهم وإستيعابهم؛ بيد أن الكثير من الطلبة يرفضون عمل برنامج دراسي، يسعفهم في التحصيل وتجميع الأفكار، ومنهم من يمضي ساعات طويلة في النوم، هروباً من الشعور بالتعب والجوع والعطش.
وهو ما يؤكده المتخصص في الإرشاد الإجتماعي خالد عبيدات، إذ يرى بأن الصيام تهذيب للطلبة وصقل لشخصياتهم، ومن الممكن أن يجدوا الوقت المناسب للدراسة، وهو يتوقف على ترتيبات الأهل وإيجاد برنامج دراسي ملائم للطلبة، كما أن التقليل من الطعام والشراب يحفز على التفكير والإستيعاب، بحيث يكون تناول الطعام بكميات قليلة، وعلى فترات متباعدة ما بعد تناول الإفطار.
في الجانب الآخر يجد ولي أمر أحد الطلبة عبد الكريم حطيبات، أن الصيام والدراسة لا يجتمعان لدى الأطفال في الصفوف الإبتدائية الأولى، حيث يُصرّ ابناؤنا على الصيام، لكنهم في مقابل ذلك يهجرون كتبهم، ولا يستعدون كما في الأيام العادية، منتقداً قرار التربية بمواصلة دوام المدارس خلال رمضان.
أما خالد أبو حجر، فيجد بأن الطلبة في نهاية الفصل يشعرون بالملل سواء في رمضان أو في غيره، ولذلك فإن استعدادهم للإمتحان يكون ضعيفاً، وبعضهم لا يقرأ صفحة من كتاب، فكيف الحال خلال شهر رمضان، فإن بعض الطلاب وإن كانوا (مفطرين)، إلا أنهم ينضمون لصفوف الخمول والكسل.
ربما يصاحب الخمول والكسل حالة من عدم الإهتمام واللامبالاة، كما أن هناك أولويات يقوم بها الطلبة كممارسة العاب التسلية ومتابعة برامج التلفاز، قبل مطالعة الدروس المقررة؛ وبالتالي فإن العديد منهم يهدرون وقتاً كبيراً، دون أن يقرأوا صفحة واحدة، والحُجّة الكبرى «الصيام».
قد يتعاطف الأهل مع أبنائهم الطلبة، ولا يمارسون ضغوطاً عليهم، لحثهم على الدراسة، خوفاً على إجهادهم، كما أن الطلبة في ساعات ما بعد الإفطار، يهتمون باللعب أكثر والذهاب لأداء التراويح، واللهو في الشوارع؛ فعندما يأتي الوقت للدراسة يكون موعد النوم، وبالتالي فإنهم يؤدون الامتحان دون أدنى استعداد.الراي