(انفعال وعصبية رمضان) تخدش روحية الشهر وتنافي حكمة مشروعيته
رغم أن شهر رمضان هو شهر الصبر وتهذيب النفس، إلا أن صائمين يتخذون من التوقف عن تناول المشروبات «المنبهة» والتدخين عذرا للانفعال والعصبية الزائدة خلال الشهر الكريم ويدفعهم الى المشاجرة والمشاحنة.
ويفقد بعض الصائمين الصبر مع بدء هذا الشهر الفضيل فيلجأون الى النوم لحين موعد الافطار لتجنب العصبية والغضب السريع.
ويميل بعضهم، خصوصا المدخنين، الى الانفعال والعصبية الزائدة في رمضان ويمارسون سلوكيات سيئة مثل الاستخفاف بقواعد السير أو عدم الرغبة بالعمل الى جانب الدخول في مشاجرات ومشاحنات بدون أسباب مقنعة.
وتستذكر أم أحمد رمضان الماضي وتقول: «شهدنا مشاجرة بين الشباب خلال نهار رمضان نتيجة فقدانهم للصبر ولجوئهم الى العنف بدلا من الرحمة في الشهر الفضيل الذي يجب ان يكون شهر الصبر والعبادة».
وتضيف أن زوجها «حاول تهدئة الطرفين إلا أنه لم يفلح في ذلك الا بمساعدة العقلاء مبينة ان المشاجرة ادت الى تعدي كل طرف على الآخر بالضرب والشتم ما أساء الى روحية هذا الشهر وأعطى مثالا سيئا لما يمثله هذا الشهر وخصوصا للأطفال الذين يتحملون الجوع والعطش ولا يلجأون الى هكذا تصرفات».
وقال الناطق الإعلامي لدائرة الافتاء حسان أبو عرقوب «أن رمضان هو شهر الصبر يتعلم الصائم من خلاله الثبات وقوة الارادة والعزيمة ففي رمضان كانت انتصارات المسلمين الكبرى كغزوة بدر وفتح مكة وغيرها».
وأضاف «أن تغير بعض عادات الطعام أثناء الصيام من تأخير للطعام أو عدم شرب المنبهات كالشاي والقهوة يسبب عند البعض حالة من الغضب مؤكدا على ان هذا امر يستطيع الانسان مقاومته ومدافعته بالصبر والتحمل».
وأكد ان الصائم يجب ان يتحلى بمحاسن الاخلاق في بيته وعمله و اثناء قيادته لسيارته وليصبر نفسه ويترك الغضب والعصبية لانها من مساوىء الاخلاق التي نهى عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد الخطيب من ناحيته بين أن رمضان هو شهر الرحمة، ويجب على الصائم أن يكون أرحم الناس، لأنه شعر بالجوع والظمأ وعاش المشقة، فبدأت نفسه تتوق لرحمة الناس والحنان إليهم و اللطف بهم.
واشار إلى أن الصيام يجب أن يعلمنا التراحم، وتلك هي فلسفة الصوم، ورحمة الله لعباده في هذا الشهر الفضيل لا طريق لها إلا طريق واحد ألا وهي تلك الرحمة التي نتزاحم بها فيما بيننا.
ولفت الى أن هذه الرحمة التي ينشئها الصوم هي دليل نجاحه وهي التي نريد أن نراها في هذا الشهر العظيم رحمة بأنفسنا ورحمة في تعاملنا مع الناس ومساعدتهم في قضاء حوائجهم ، يتمثلها ويتعهدها كل من ترفع إليهم حوائج الناس أكانوا أطباء أوتجاراً أو موظفين، يسهلون على الناس في رمضان ولا يعسرون.
ومن فضل رمضان ان أبواب النار تغلق وتفتح أبواب الجنان وفيه فرصة كبيرة للمسلم لتجنب المعاصي والتقرب الى الله تعالى بالعبادات والطاعات والصبر.