الشؤون الدولية تستضيف شخصيات عربية سياسية بارزة
جو 24 :
أجمع المشاركون في الندوة التي أقيمت بمناسبة مرور 50 عاما على حرب حزيران، أن التكامل السياسي والاقتصادي عامل مهم، في وحدة الصف العربي وصناعة موقف موحد، يعيد للامة كرامتها وهيبتها.
واشاروا في الندوة التي نظمتها جمعية الشؤون الدولية، مساء اليوم الاثنين، وأدارها رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، الى انه لا سبيل لاستعادة ما خسره العرب من اراض في حروبها مع اسرائيل الا بوحدة الصف والقرار والهدف، معربين عن تفاؤلهم بتغيير الواقع رغم ما يعتريه من آلام وجراح.
وقال رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة اننا بقدر ما نكون جادين وقادرين على اجتراح البدائل والحجج والبراهين التي تحفظ لنا حقوقنا وتعيد لنا الارض، بقدر ما يجري الاصغاء الينا والتفاعل مع قضيتنا، مشيرا الى ضرورة التوجه للعالم لطلب التضامن في وجه التغوّل الاسرائيلي باعتباره ارهابا موصولا ويشكل الاساس في مشكلة الارهاب المتنامية واحد اهم مصادرها.
وتحدث السنيورة عن اهم الاولويات المطلوبة راهنا وفي مقدمتها ضرورة التقدم على مسارات اقامة انظمة الحكم الرشيد في البلدان العربية التي ابتليت بحكم الاستبداد والتسلط والممارسات الشمولية، مشيرا الى ان تلك الحكومات لم تكتف بالقمع والقتل لمواطنيها بل ضيّعت المصالح القومية والوطنية.
وقال ان السياسة الرشيدة في الاردن ولبنان يمكن ان تحقق التعاون فيما بينها لتحقيق التوزان بين وحدة الدولة والمجتمع من جهة، والاصغاء للتنوع من جهة ثانية، بما يحفظ الاستقرار والمستقبل والنمو والتنمية والمستدامة، مؤكدا ان اي تقدم نحو الحكم الرشيد يبدأ بخطى متساوية ومتتابعة ووسائل تراكمية لا تلكؤ فيها.
وأكد ان من اوليات الامة اليوم هو التصدي وبحزم لتلك التحديات التي يجري فيها تغليب الانتماء الطائفي والمذهبي على الانتماء العربي والوطني، وعلى مبدأ المواطنة والدولة المدنية، الى جانب التصدي بالتكامل والتضامن العربي للتخلف والتراجع الاقتصادي والتنموي ولمختلف المطامع الاقليمية والدولية المحدقة.
وشدد السنيورة على ان الطريق الوحيد لمواجهة الاخطار التي تتهدد الامة يكون بالعودة للعروبة المستنيرة والمنفتحة، وبالاصرار على انتمائنا العربي، واولوية قضيتنا الاولى -القضية الفلسطينية- والاعتراف المتبادل ببعضنا البعض والابتعاد عن سياسات التدخل والسيطرة والتقدم على مسارات التكامل والتعاون الاقتصادي فيما يسهم باستعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية.
ولفت السنيورة الى الانشقاقات الدينية الحاصلة في العالم العربي، معتبرا ان القسم الاكبر منها نتيجة التراجع الفكري والثقافي وكذلك فشل الدولة الوطنية العربية في مرحلتها العسكرية والامنية.
من جهته قال النائب الاول لرئيس مجلس النواب التونسي، الشيخ عبدالفتاح مورو ان خمسين عاما مرت على فشل مشرورع الدولة الحديثة التي انشئت في القرن العشرين بعد ما كنا مستعمرين، معتبرا ان اهم اهداف الاستقلال هو استرجاع قرارنا الاقتصادي والسياسي بايدينا وان نعيش غير غرباء في اوطاننا.
واضاف اننا اليوم ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين التي تغيرت فيه صورة العالم، ولا سيما ان من يحكمه اليوم هو الذي يقرر له باشياء لم يستطع ان يقررها من كان قبله ونشهد تغييرا في الجغرافيا والحدود ومواقع النفوذ، في عالم تحكمه شركات كبرى تمتلك موازنات تفوق موازنات بعض الدول بعشرات المرات.
وشدد مورو على ان الاستقلال والاستقرار السياسي يحتم الرجوع للقاعدة وهو المواطن الذي يجب ان يعامل كمسؤول يتاح له الاختيار، منتقدا المقولات التي تتعلل بان اعطاء القرار للمواطن يمنع من انجاز التنمية على المستوى السياسي والاقتصادي.
بدوره قال امين عام المبادرة الوطنية الفلسطيينة الدكتور مصطفى البرغوثي ان هناك استنتاجات تمخضت في ذكرى الصدمة الثانية التي تلقاها العرب عام 67، معتبرا ان اكبر انجاز تاريخي حققه الشعب الفلسطيني هو صموده على ارضه التي احتلت عام 67 ولولا صموده لضاعت القضية الفلسطيينية.
وقال ان اسرائيل لم ترد سلاما يوما، بل تريد الهيمنة على المنطقة العربية برمتها، مدللا على ذلك بما قام به شارون من اجتياح كامل للارضي الفلسطينية ردا على المباردة العربية عام 2002.
واكد البرغوثي ان خطورة اسرائيل لا تقتصر فقط على فلسطين، بل على كامل المنطقة العربية، ولا سيما ان الواقع والمعطيات تؤكد انه لا سبيل للشعب الفلسطيني والامة العربية لتغيير المسار دون تغيير ميزان القوى بينها وبين اسرائيل، مشيرا الى ان المفاوضات التي تجري لن تؤدي الا الى الاستسلام واستخدامها غطاء لما ترتكبه اسرائيل.
وشدد البرغوثي على ان اهم عوامل تغيير ميزان القوى هو تحقيق الوحدة الداخلية الفلسطينية وانهاء الانقسام.
وقال الفريق المتقاعد فاضل علي السرحان، ان هناك خطوات سبقت حرب حزيران وادت الى وقوعها، حينما ذهب العرب الى حرب عام 1948 على شاكلة الفزعة ثم تكرر الامر في حرب عام 67 وكانت الخسارة.
واضاف "لقد سبق الحرب مؤتمر الرباط عام 1964 وكان من قراراته تحويل روافد نهر الاردن الذي كانت اسرائيل قد حولته الى منطقة النقب، ثم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل القيادة العربية الموحدة، مشيرا الى ان القرارات جاءت ضمن ظروف صعبة ومعقدة الى جانب الاشتباكات بين اسرائيل وسوريا" وانشغال مصر في حرب اليمن".
ولفت السرحان الى الاعتداء الذي شنته اسرائيل على منطقة السموع عام 1966، مشيرا الى ان تلك الارهاصات والمقدمات هدفت منها اسرائيل جر الدول العربية الى الحرب رغما عنها.
واوضح أن النتائج كانت مأساوية للأمة العربية حيث احتلت اسرائيل سيناء والضفة الغربية والجولان، الا ان الجيش الاردني هو الوحيد الذي استمر بالقتال وقدم الشهداء والتضحيات بظروف غير ملائمة للدفاع عن أرض فلسطين، فكانت الضربة مؤلمة وجاءت بعكس طموحات الامة العربية.-(بترا)
واشاروا في الندوة التي نظمتها جمعية الشؤون الدولية، مساء اليوم الاثنين، وأدارها رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، الى انه لا سبيل لاستعادة ما خسره العرب من اراض في حروبها مع اسرائيل الا بوحدة الصف والقرار والهدف، معربين عن تفاؤلهم بتغيير الواقع رغم ما يعتريه من آلام وجراح.
وقال رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة اننا بقدر ما نكون جادين وقادرين على اجتراح البدائل والحجج والبراهين التي تحفظ لنا حقوقنا وتعيد لنا الارض، بقدر ما يجري الاصغاء الينا والتفاعل مع قضيتنا، مشيرا الى ضرورة التوجه للعالم لطلب التضامن في وجه التغوّل الاسرائيلي باعتباره ارهابا موصولا ويشكل الاساس في مشكلة الارهاب المتنامية واحد اهم مصادرها.
وتحدث السنيورة عن اهم الاولويات المطلوبة راهنا وفي مقدمتها ضرورة التقدم على مسارات اقامة انظمة الحكم الرشيد في البلدان العربية التي ابتليت بحكم الاستبداد والتسلط والممارسات الشمولية، مشيرا الى ان تلك الحكومات لم تكتف بالقمع والقتل لمواطنيها بل ضيّعت المصالح القومية والوطنية.
وقال ان السياسة الرشيدة في الاردن ولبنان يمكن ان تحقق التعاون فيما بينها لتحقيق التوزان بين وحدة الدولة والمجتمع من جهة، والاصغاء للتنوع من جهة ثانية، بما يحفظ الاستقرار والمستقبل والنمو والتنمية والمستدامة، مؤكدا ان اي تقدم نحو الحكم الرشيد يبدأ بخطى متساوية ومتتابعة ووسائل تراكمية لا تلكؤ فيها.
وأكد ان من اوليات الامة اليوم هو التصدي وبحزم لتلك التحديات التي يجري فيها تغليب الانتماء الطائفي والمذهبي على الانتماء العربي والوطني، وعلى مبدأ المواطنة والدولة المدنية، الى جانب التصدي بالتكامل والتضامن العربي للتخلف والتراجع الاقتصادي والتنموي ولمختلف المطامع الاقليمية والدولية المحدقة.
وشدد السنيورة على ان الطريق الوحيد لمواجهة الاخطار التي تتهدد الامة يكون بالعودة للعروبة المستنيرة والمنفتحة، وبالاصرار على انتمائنا العربي، واولوية قضيتنا الاولى -القضية الفلسطينية- والاعتراف المتبادل ببعضنا البعض والابتعاد عن سياسات التدخل والسيطرة والتقدم على مسارات التكامل والتعاون الاقتصادي فيما يسهم باستعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية.
ولفت السنيورة الى الانشقاقات الدينية الحاصلة في العالم العربي، معتبرا ان القسم الاكبر منها نتيجة التراجع الفكري والثقافي وكذلك فشل الدولة الوطنية العربية في مرحلتها العسكرية والامنية.
من جهته قال النائب الاول لرئيس مجلس النواب التونسي، الشيخ عبدالفتاح مورو ان خمسين عاما مرت على فشل مشرورع الدولة الحديثة التي انشئت في القرن العشرين بعد ما كنا مستعمرين، معتبرا ان اهم اهداف الاستقلال هو استرجاع قرارنا الاقتصادي والسياسي بايدينا وان نعيش غير غرباء في اوطاننا.
واضاف اننا اليوم ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين التي تغيرت فيه صورة العالم، ولا سيما ان من يحكمه اليوم هو الذي يقرر له باشياء لم يستطع ان يقررها من كان قبله ونشهد تغييرا في الجغرافيا والحدود ومواقع النفوذ، في عالم تحكمه شركات كبرى تمتلك موازنات تفوق موازنات بعض الدول بعشرات المرات.
وشدد مورو على ان الاستقلال والاستقرار السياسي يحتم الرجوع للقاعدة وهو المواطن الذي يجب ان يعامل كمسؤول يتاح له الاختيار، منتقدا المقولات التي تتعلل بان اعطاء القرار للمواطن يمنع من انجاز التنمية على المستوى السياسي والاقتصادي.
بدوره قال امين عام المبادرة الوطنية الفلسطيينة الدكتور مصطفى البرغوثي ان هناك استنتاجات تمخضت في ذكرى الصدمة الثانية التي تلقاها العرب عام 67، معتبرا ان اكبر انجاز تاريخي حققه الشعب الفلسطيني هو صموده على ارضه التي احتلت عام 67 ولولا صموده لضاعت القضية الفلسطيينية.
وقال ان اسرائيل لم ترد سلاما يوما، بل تريد الهيمنة على المنطقة العربية برمتها، مدللا على ذلك بما قام به شارون من اجتياح كامل للارضي الفلسطينية ردا على المباردة العربية عام 2002.
واكد البرغوثي ان خطورة اسرائيل لا تقتصر فقط على فلسطين، بل على كامل المنطقة العربية، ولا سيما ان الواقع والمعطيات تؤكد انه لا سبيل للشعب الفلسطيني والامة العربية لتغيير المسار دون تغيير ميزان القوى بينها وبين اسرائيل، مشيرا الى ان المفاوضات التي تجري لن تؤدي الا الى الاستسلام واستخدامها غطاء لما ترتكبه اسرائيل.
وشدد البرغوثي على ان اهم عوامل تغيير ميزان القوى هو تحقيق الوحدة الداخلية الفلسطينية وانهاء الانقسام.
وقال الفريق المتقاعد فاضل علي السرحان، ان هناك خطوات سبقت حرب حزيران وادت الى وقوعها، حينما ذهب العرب الى حرب عام 1948 على شاكلة الفزعة ثم تكرر الامر في حرب عام 67 وكانت الخسارة.
واضاف "لقد سبق الحرب مؤتمر الرباط عام 1964 وكان من قراراته تحويل روافد نهر الاردن الذي كانت اسرائيل قد حولته الى منطقة النقب، ثم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل القيادة العربية الموحدة، مشيرا الى ان القرارات جاءت ضمن ظروف صعبة ومعقدة الى جانب الاشتباكات بين اسرائيل وسوريا" وانشغال مصر في حرب اليمن".
ولفت السرحان الى الاعتداء الذي شنته اسرائيل على منطقة السموع عام 1966، مشيرا الى ان تلك الارهاصات والمقدمات هدفت منها اسرائيل جر الدول العربية الى الحرب رغما عنها.
واوضح أن النتائج كانت مأساوية للأمة العربية حيث احتلت اسرائيل سيناء والضفة الغربية والجولان، الا ان الجيش الاردني هو الوحيد الذي استمر بالقتال وقدم الشهداء والتضحيات بظروف غير ملائمة للدفاع عن أرض فلسطين، فكانت الضربة مؤلمة وجاءت بعكس طموحات الامة العربية.-(بترا)