الشاعرة هناء البواب: الشهر الفضيل فرصة للراحة والابتعاد عن «مقارعة الخطوب»
] ماذا عن طقوسك الإبداعية في سهر رمضان؟
- رمضان شهر الخير والبركات وبحلوله تتغير الملامح النفسية للإنسان فيبدو أكثر شفافية وأقرب إلى الله وإلى الذات المختبئة بداخله، ولكن يبقى الإبداع يدق أجراسه بداخل صاحبه ليوقظه ويذكره بأنك لابد وأن تتميز الآن.. .ولذلك فإنني كتبت عملا مسرحيا بعنوان «روح طالعة» ويعرض خلال شهر رمضان المبارك وهو يحاكي الحياة السياسية محليا وعربيا ودوليا وإنني أرقبه خلال الشهر باستمتاع ونشوة خاصتين بي ككاتبة للعمل، ولاتنس أن الأديب لايحده وقت ولامكان فهو جواز سفر مفتوح على العالم.
] كيف ترين وقع الشهر الفضيل في حياتك؟
- أراه بصورة علوية مختلفة عن بقية الأيام وذلك لأنني أمتنع فيه عن ذاتي العنيدة وألجأ فيه إلى خنوع الروح وهدوء النفس، فهو فرصة للراحة والابتعاد عن مقارعة الخطوب.
] كيف تقضين انشغالاتك وهل ثمة برنامج تقليدي خلال الشهر؟
- بداية فأنا لا أؤمن بالتقليدية والروتين وأمقتهما وألجأ للتجديد والتطور لي ولمن حولي، ولذلك لا طقوس خاصة به سوى ما يفعله الصائم من تقرب لله فيه خصوصية عن بقية السنة لما يحصده الانسان من أجر وفضل،ولابد أن تتدخل الحياة الاجتماعية لتجبرك على مالم تتعوده خلال العام.
] ما رؤيتك للجانب الثقافي في رمضان على صعيد الأنشطة؟
- أجيب عن السؤال من موقعي الذي أشغله وهو أنني صاحبة بيت الثقافة والفنون وهو تجمع ثقافي يتمركز فيه الكثير من الادباء والشعراء والمثقفين ولذلك النشاط الثقافي متواصل لا ينقطع بل يشتد عوده في رمضان ويقوى وذلك لحب التواصل والتلاقي بين الأدباء ليلا في ساحات الأدب.
] ماذا عن نشاطاتك.. ونشاط بيت الثقافة والفنون؟
- يبقى الأردن سيد المواقف الثقافية بلا منازع - بغض النظر عن النوعية - فالأديب الأردني له كلمته وصولاته وجولاته اللامتناهية في فضاء يلم الآف البشر...
وبما أنني مديرة «بيت الثقافة والفنون»، فإنني أسعى لتطوير المكان بهدف واحد وهو سياسة الانتقاء للإرتقاء وذلك ما نقدمه خلال الأمسيات الأدبية والثقافية والنشاط مستمر خلال الشهر الكريم. وغالبا قبل رمضان أكون قد حضرت عملا مسرحيا كوميديا سياسيا ولي عدة تجارب في المسرح السياسي «سارحة والرب راعيها»، ومسرحية «داعش ع الصاجة ورووح طالعة»، وغيرها من الكوميدية السياسية الساخرة التي تعكس الوجه الآخر للسياسة التي تجعلنا نضحك ليس من الموقف بل نضحك على أنفسنا حزنا وهنا تظهر المفارقة في كون الكاتب يلامس وجعا عند المواطن لم يتمكن أن يعبر فيه بلسانه ويجد امامه متنفسا ليصرخ ويقول الله الله هذا ما نحتاجه.
هنا فقط تشعر أن الديمقراطية الحقيقية تتمثل في الأردن بقيادته الهاشمية فنحن ديمقراطيون قولا وفعلا ولا مجال لان نكون سوى ذلك لان المشهد أمامنا يفرض علينا ذلك. ولا شروط تحكم العمل سوى رؤية متأصلة للفكرة وقدرة على متابعة الحدث ونشأة داخل الكواليس السياسية ليتعمق المشهد داخل الكاتب. وهذا العمل هو رؤية متراكمة للوضع العربي حولنا وتتكون. وأؤكد قدرة الفنان الأردني على إبراز الصورة الحقيقية والمشهد المشرف لمواقف الأردن مع اللاجئين.
