ماتيس "مصدوم" من تدني جهوزية الجيش الأميركي
صرح وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس ليل الاثنين الثلاثاء، امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب انه صدم بتدني مستوى الجهوزية القتالية للجيش الاميركي عازيا ذلك إلى سنوات من التقشف و16 عاما من الحروب المتواصلة.
من جهة اخرى، حذر ماتيس من ان كوريا الشمالية اصبحت التهديد الاكثر الحاحا للسلام والامن، واشار الى ان الولايات المتحدة يجب ان تتبع اسلوبا مختلفا في أفغانستان بدون ان يذكر اي تفاصيل.
وقال ماتيس الجنرال السابق في سلاح البحرية امام لجنة القوات المسلحة "تقاعدت من الخدمة العسكرية بعد ثلاثة اشهر على دخول التقشف حيز التنفيذ". واضاف "بعد اربع سنوات عدت الى الوزارة وصدمت بما رأيته بشأن جهوزيتنا القتالية"، مؤكدا ان "ما من عدو في الميدان الحق ضررا بجهوزية جيشنا كما فعل التقشف".
ومثل وزير الدفاع امام اللجنة لتوضيح بعض النقاط الواردة في مشروع موازنة وزارة الدفاع (البنتاغون) الذي اقترحه الرئيس دونالد ترامب للعام 2018 ويتضمن زيادة ضخمة في النفقات.
ويعتزم الرئيس خفض نفقات وزارة الخارجية وتعزيز ميزانية وزارة الدفاع الهائلة التي لم تبلغ مع ذلك ما يأمل فيه "الصقور" من الجمهوريين.
وطلب البنتاغون من الكونغرس تخصيص 639 مليار دولار لموازنته للعام 2018 موزعة بين 574 مليار دولار كنفقات عامة و65 مليار دولار لنفقات اضافية للحرب.
ويتضمن هذا الرقم زيادة بأكثر من خمسين مليار دولار -- اي حوالى 10 بالمئة -- عن ميزانية 2017 مع ان نسبة الزيادة على ما طلبته ادارة الرئيس السابق باراك اوباما لا تتجاوز ثلاثة بالمئة.
ورأى رئيس لجنة القوات المسلحة ماك ثورنبيري وجمهوريون آخرون ان الزيادة ليست كافية.
وقال ثورنبيري "امضينا ست سنوات نؤمن بالكاد حاجتنا، ونطلب المزيد من الذين يخدمون ونرجئ الخيارات التي يجب علينا القيام بها. لا نستطيع تكليف افراد اجهزتنا بمهمات بدون التأكد من انهم يملكون كل ما يحتاجون اليه لتحقيق النجاح".
ومع ان عددا كبيرا من الديموقراطيين الاعضاء في اللجنة وافقوا على هذا الرأي، عبر كثيرون منهم عن قلقهم حول مصدر هذه الاموال نظرا لضغط ادارة ترامب من اجل خفض الضرائب.
حول كلفة الحرب، اشار ماتيس الى النزاع في افغانستان المستمر منذ نهاية 2001 بدون اي نهاية في الافق. وقال ان مثل هذه الحملات "استنفدت تجهيزاتنا في مدة اقصر مما كان مخططا له". واضاف انه "لم يكن بوسع الكونغرس ووزارة الدفاع التكهن بما ستستهلكه سنوات من القتال المستمر".
وطرح اعضاء اللجنة اسئلة بالحاح عن الوضع في افغانستان وما اذا كان ترامب ينوي نشر آلاف الجنود الاضافيين لمساعدة الشركاء الافغان على التصدي لطالبان بعد نكساتهم.
وقال ماتيس "علينا العمل بطريقة مختلفة"، مكتفيا بالاشارة الى ان اي قرار بشأن افغانستان سيصدر "قريبا".
وخلال الجلسة التي استمرت اربع ساعات، حذر ماتيس من ان كوريا الشمالية تشكل التهديد الاكثر الحاحا للسلام والامن الدوليين، واصفا برامج التسلح التي يملكها النظام بانها "خطر واضح وقائم" على الجميع.
وفي افادة خطية، قال ان بيونغ يانغ تزيد من سرعة وحجم برنامج اسلحتها النووية التي يريد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون ان تكون قادرة على بلوغ الاراضي الاميركية.
وقال ماتيس ان "تحركات النظام الاستفزازية وغير القانونية حكما في نظر القانون الدولي، لم تتراجع على الرغم من حظر الامم المتحدة وعقوباتها".
كما حذر وزير الدفاع من عودة "تنافس القوى الكبرى" الذي تكسب فيه دول مثل الصين وروسيا مكانة عسكرية متنامية وتعرض للخطر التوافق الامني الشامل المطبق منذ زمن طويل.
وقال ان "كلا من روسيا والصين تخل بجوانب اساسية من النظام الدولي بنيت بعناية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".
وكانت كوريا الشمالية اختبرت عددا من الصواريخ خلال السنة الجارية واجرت تجارب نووية مما ادى الى تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بسبب سعيها الى امتلاك اسلحة نووية قادرة على ضرب الولايات المتحدة، وهو امر قال ترامب انه "لن يحدث".
لكن ماتيس ورئيس اركان القوات الاميركية الجنرال جو دانفورد اكدا ان اي عمل عسكري ضد كوريا الشمالية ستكون له عواقب كارثية على الجزيرة.
وقال ماتيس "ستكون حربا لا تشبه في شيء ما شهدناه منذ 1953"، في اشارة الى الحرب الكورية.(أ ف ب)