الجزائر.. جريمة في الجامعة تهز الرأي العام
صدمة في الجزائر بعد إقدام طلبة على قتل أستاذهم الجامعي بسبب منعه لهم من الغش في الامتحان، وحالة استنفار في الوسط الجامعيتنديدا بتزايد العنف داخله.
ووقعت الجريمة التي راح ضحيتها الأستاذ بكلية الحقوق والعلوم القانونية # قروي_بشير_سرحان (44 سنة ) بعد تعرضه لطعنات بالسكين وضربات بالمطرقة، في الليلة الفاصلة بين يوم الأحد والاثنين في ولاية تيبازة غرب الجزائر العاصمة.
والمتهمان اللذان أوقفتهما الشرطة، أمس الثلاثاء، هما شقيقان توأم يبلغان من العمر 23 سنة، يدرس الأول في المركز الجامعي تيبازة، بينما يدرس الثاني بالمركز الجامعي العفرون في ولاية البليدة، ورغم أن الجهات المختصة لم تعلن عن دوافع هذه الجريمةإلا أن وسائل الإعلام المحلية ذكرت أنها تعود إلى ضبط الأستاذ لأحدهما في حالة تلبس بالغش أثناء الامتحان.
وخلّفت هذه الحادثة ضجة كبيرة في الجزائر خاصة داخل الأوساط الجامعية وبين نشطاء الشبكات الاجتماعية، وفتحت النقاش حول الوضع الذي آلت إليه الجامعة والمستوى الذي وصل إليها الطلاب.
وفي هذا السياق تساءل فيصل بوعوارة في تدوينة له على موقعه بتويتر قائلا "كيف سيستقيم حال الجزائر وفي كلية الحقوق والقانون غشاشون ومجرمون وقتلة؟ ".
من جهتها، عبرت سمية خليل عن استغرابها من "تحول طلبة سيصبحون بعد سنة أو سنتين كوادر في المجتمع وقدوة في المعرفة والسلوك إلى مجرمين ليصل بهم الأمر إلى قتل أستاذهم رمز العلم"، مضيفة أن "ذلك هو نتيجة قلّة التربية وانهيار القيم وتفشّي الغش وغياب تطبيق القانون"، مؤكدة أن "البلاد أصبحت اليوم في حاجة إلى ثورة أخلاقيات".
وبدورها علقت مدوّنة سمّت نفسها باتنا قائلة "يبدو أن هذا مصير كل جزائري يقف في وجه العفن، التسيّب، والفساد، أستاذ القانون خرّيج الجامعات البلجيكية، كان باستطاعته توظيف خبرته هُناك في المعاهد الأوروبية، لكنه فضّل أن يستفيد منه وطنه، ليدفع ثمن حُبّه وثمن وطنيته رُوحا".
واعتبر عبد الرزاق المحمودي وهو أستاذ جامعي بجامعة وهران، أن "الغش أصبح حقا مكتسبا اليوم لدى الطلبة حتى وصل بهم الأمر إلى القتل دفاعا عن هذا الحق"، مرجعا ذلك إلى "التنشئة التربوية الخاطئة منذ البداية"، مضيفا أن "هذه ليست الجريمة الأولى التي تستهدف الأساتذة من قبل طلبتهم حيث أصبحت هذه الحوادث متكررة".
وهذه ليست المرة الأولى في الجزائر التي ترتكب فيها جرائم تستهدف الأساتذة الجامعيين داخل الحرم الجامعي، حيث سبق أن تم طعن أستاذ جامعي في جامعة المسيلة شرق الجزائر، كما تعرضت أستاذة جامعية للضرب من طرف طلبتها في جامعة عنابة.
وفي ظل تنامي ظاهرة العنف التي باتت تشهدها الجامعة الجزائرية، سيقوم أساتذة التعليم العالي اليوم الأربعاء بوقفة احتجاجية أمام مقرات رئاسة الجامعات للتعبير عن استنكارهم من الاعتداءات التي أصبحت تطالهم وتهدّد حياتهم.