«التربية»: سؤال الرياضيات من المنهاج ومعلمون يؤكدون تدريسه بمرحلة جامعية
بين نمطية الاسئلة وصعوبتها ووسطيتها، اختلف اليوم الثاني لامتحان الثانوية العامة بدورته الصيفية عن اليوم الاول نظرا لحدية الاراء واختلافها بين الطلبة والمختصين.. اليوم الثاني للامتحان تقدم فيه طلبة الفروع الاكاديمية العلمي والادبي لامتحان الرياضيات المستوى الثالث.
الرياضيات.. تقول بشرى انه « البعبع « التي تصر وزارة التربية على تخويفنا فيه.. و تؤكد ان الامتحان صعب جدا ويحتاج الى وقت اكبر وانه مختلف عن الاسئلة في السنوات السابقة وانها شعرت عند قراءة الاسئلة انها مغيبة ولا تستطيع الاجابة.
وخالفت منى زميلتها بالقول ان الاسئلة تراوحت بين المتوسط والصعب وان الطالب ذي المستوى المتوسط يستطيع النجاح بيسر، موضحة ان هناك صعوبة في الامتحان وانها اجابت كافة الاسئلة الا انها غير متاكدة من سؤالين اثنين وهذا ما يقلقها.
واوضحت منصور ان مادة الرياضيات تحتاج الى وقت اطول لانها تحتاج الى تفكير بالية الحل والاجابة الا انها انهت الاسئلة كافة ضمن الوقت ولكن لم تستطع المراجعة.
و كان لـ « مها « رأيا اخر، حيث اكدت ان كافة الاسئلة بنمطيتها مختلفة عن الاسئلة السابقة مما يدلل بحسبها على ان الوزارة استعانت باسئلة او نماذج من خارج المنهاج مشيرة الى ان الاسئلة صعبة جدا وتحتاج الى وقت اكبر وان الطالب الجيد جدا في الرياضيات يمكنه النجاح اما ذو المستوى المتوسط فـ «راحت عليه « حسب تعبيرها.
نشوى ومنى ومها من الفرع العلمي،، اما اراء الادبي فهي مختلفة نوعا ما وركزت فقط على ان مادة الرياضيات يجب ان لا تدرس اصلا او لا تدرج في امتحانات التوجيهي للفرع الادبي لانها مادة لن يكون لها وجود في تحديد التخصص او المرحلة الدراسية القادمة.
اهالي الطلبة في اليوم الثاني كانوا متوترين ومشحونين بنتائج امتحان اليوم الاول.. وقالت والدة احدى الطالبات ان امتحان التوجيهي امتحان للعائلة امتحان للبيت كاملا ، اسئلة صعبة، ورعب مشحون بالقلق.. مؤكدة ان ابنتها اكدت لها ان الامتحان صعب ويمكن ان تنجح بصعوبة.
وقالت نتمنى ان تطبق التربية اجراءاتها سريعا وتمنت لو ان ابنتها تاخرت سنة ليكون التوجيهي اكثر راحة، معولة على ان ابنتها ادبي وتعرف ما تريد وبالتالي اذا طبق النظام التربوي الجديد فمهما كانت نتيجتها بالرياضيات تستطيع الالتحاق بالجامعة بالتخصص الذي تريده.
ويؤكد مدرسو رياضيات وبعد الاطلاع على الاسئلة لليوم الاول والثاني في المستوى الثالث والرابع ان الاسئلة لم تخرج عن نطاق المنهاج ونمطية الاسئلة للدورات السابقة وان الطالب ذو المستوى المتوسط يستطيع الاجابة على الاسئلة وتحقيق متطلب النجاح اما الطلبة ذو المستوى الجيد فيستطيعون النجاح بعلامات جيدة.
واكد الاستاذ محمد القصير الى ان مادة الرياضيات تشكل احيانا عبئا على عدد من الطلبة لاسيما من يرغبون بدراسة مواد بعيدة عن الرياضيات والكيمياء والفيزياء، وبالتالي أي مادة تحتاج الى تفكير وحل هي مادة تحتاج الى صفاء ذهني بعيدا عن القلق والخوف موضحا ان ما جرى في اليوم الاول من شكاوي من صعوبة الامتحان اثرت على اليوم الثاني الا انه يؤكد ان الاسئلة تتراوح بين المستوى المتوسط والجيد وان من درس جيدا وفكر قليلا يستطيع الاجابة بيسر.
وقال الاستاذ خليل مدني ان الاسئلة تحتاج الى تفكير، الا انها ليست من خارج المنهاج ويؤكد مرور عدد كبير من الامثلة المشابهة للاسئلة على الطلاب على مدار العام مشددا على ضرورة عدم الالتفاف الى الشائعات التي يطلقها عدد من الطلاب لان القدرات للطلاب مختلفة ولا تتشابه بين طالب واخر موضحا ان الاسئلة يجب ان تتناسب مع كافة المستويات ولا يمكن ان توضع لمستوى واحد.
الى ذلك،اكدت وزارة التربية والتعليم ان امتحان الرياضيات وبحسب المختصين من النوع المتوسط ونسبة صعوبته لم تتجاوز 9%، مؤكدة ان جميع الاسئلة من المنهاج المقرر ولا يوجد اي سؤال من خارجه وانه تم وضع الاسئلة لتتناسب مع القدرات المختلفة للطلاب حسب مدير ادارة الامتحانات بالوزارة زيدان علاوي نافيا ما يتم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الاسئلة والتي اثارت ضجة كبيرة ووصفها عدد كبير من الطلاب بالصعبة ووجود سؤال من خارج المنهاج.
وقد حررت التربية 28 مخالفة بحق طلبة التوجيهي في اليوم الاول من الدورة الصيفية.
يشار الى ان عقوبة المخالفات تصل في اشدها الى الحرمان من دورتين للطلبة النظامين واربع دورات للطلبة غير النظامين كلا حسب طبيعة مخالفته
وعلى صعيد الاسئلة،كشفت صورة تناقلها معلمون متخصصون في مادة الرياضيات على صفحات التواصل الاجتماعي من صفحة بنك اسئلة التوجيهي، ان السؤال الذي أربك الطلاب امس الاول في مادة الرياضيات مترجم ومقتبس كاملا من كتاب «Calculus2» الذي يدرسه الطلبة الجامعيون في مرحلة متقدمة.
وقالت الصفحة، إن السؤال موجود في كتاب «Calculus2» بنفس الصيغة وبشكل حرفي، مع فارق ترجمته إلى اللغة العربية، مشيرة إلى أن هذه الحالة قد تكررت أكثر من مرة.
وكان عدد من المتقدمين اكدوا ان السؤال من خارج المنهاج فيما اكد مدرسون انه ضمن دليل المعلم، وقد سبب ارباكا للطلاب وعدد كبير لم يستطع الايجابة عليه.
من جهته اكد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز ان الوزارة تتابع بكل اهتمام وجدية جميع الملاحظات الواردة الى غرفة العمليات لديها حول سير امتحان الثانوية العامة في دورته الصيفية من مدراء التربية والتعليم، وأولياء أمور الطلبة، ومن الطلبة والمعلمين والمختصين ووسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، الى جانب الملاحظات التي ترد من خلال اللجان الزائرة لقاعات الامتحان، ومندوبي الوزارة في القاعات كذلك، للتأكد من جاهزية القاعات ومستوى الاسئلة.
وأكد الوزير في تصريحات صحفية ان الوزارة ومن خلال غرف العمليات التي شكلتها في إدارة الامتحانات ومركز الوزارة والمديريات تتعامل مع كافة ملاحظات الطلبة وأولياء الامور المتعلقة بالامتحان بكل شفافية، لافتا إلى أنه في حال تأكد لها وجود أي خلل، أو نقص في جاهزية أي قاعة فإنها ستعالج ذلك بكل مسؤولية.
وأوضح الدكتور الرزاز أن وضع أسئلة امتحان الثانوية العامة يتم من خلال لجان مختصة، بحيث تراعي هذه الأسئلة الفروق الفردية المختلفة في مستويات الطلبة.
وتابع الوزير أن جاهزية القاعات من حيث توفير المياه والتبريد للطلبة المتقدمين للامتحان تمت متابعتها في جميع مراكز الامتحان وتم توجيه مدراء التربية والتعليم إلى ضرورة معالجة أي خلل.
وختم الدكتور الرزاز تصريحه بالإشادة بمستوى وعي أولياء أمور الطلبة لدعمهم الإيجابي لأبنائهم، وبالجهود التي تبذلها كوادر الوزارة في المركز والميدان، وبالدور الكبير الذي تقوم به الاجهزة الوطنية المساندة، وكل الشركاء في تمكين الوزارة من انجاح عقد الامتحان ؛هذا المنجز الوطني الذي نعتز به.الدستور