محامي النحيلي يؤكد ان عائلة منال العاصي "قبضت مقابل اسقاط الدعوى"... هل غيّرت الأم افادتها؟

ثلاث سنوات ونصف السنة مرتّ على اليوم الدموي الذي شهد واحدة من أفظع الجرائم في لبنان، من دون ان ترتاح الضحية منال العاصي في قبرها، بحكم يأخذ حقها من زوج ضربها حتى الموت على مرأى من والدتها وشقيقها، فبعد ان تنازلت العائلة عن الحق الشخصي في قضيتها، تُتهم اليوم الوالدة بتغيير اقوالها.

القضية تعود الى الواجهة

تحت حجة" الشرف" تفنن محمد النحيلي في تعذيب زوجته، سبع ساعات من الموت البطيء قبل ان تلفظ نفسها الأخير، تفاصيل ما تعرضت له منال، من الضرب بطنجرة الفاصولياء على رأسها، الى العضّ في مختلف أنحاء جسمها،الى "نتف" شعرها حتى ظهرت جلدة رأسها، عدا عن تحطم أسنانها وكسّرأصابعها، ادهش اللبنانيين، لكن الصاعقة كانت عندما تنازلت عائلة الضحية عن الحق الشخصي، حينها وجهت الى افرادها اتهامات بقبض مبلغ من المال مقابل ذلك، انكرت والدتها ندى ذلك، لكن اليوم وبعد ان انتشر خبر تغيير الاخيرة أقوالها في الجلسة التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي امام محكمة التمييز عادت قضية العاصي لتفتح على مصراعيها.

صولات وجولات من المحاكمات شهدتها قضية العاصي، وبعد ان حكمت محكمةجنايات بيروت برئاسة القاضية هيلانة اسكندر على النحيلي في تموز من العام الماضي بالاعدام قبل تخفيف العقوبة الى السجن سبع سنوات وانزالها الىخمس سنوات مع احتساب مدة توقيفه، معتبرة أن شروط العذر المخفف متوافرةفي حالته، تقدمَ النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود بطلبنقض القرار، وبالفعل ميّزت النيابة العامة التمييزية الحكم وأحالته أمام محكمةالتمييز الجزائية برئاسة القاضية سهير الحركه، لتعاد محاكمة محمد النحيليمن جديد.

بين تغيير الأقوال والانكار

في الجلسة الاخيرة التي عقدت أمام محكمة التمييز، تم الاستماع الى والدة منال كشاهدة، ليتداول بعدها انها تراجعت عن قولها بأن النحيلي لم يكتف بضرب زوجته اثناء فورة غضبه، بل خرج من المنزل نحو ساعة ونصف الساعة قبل ان يعود ويكمل ضربها.

تراجع الوالدة عن افادتها اكده محامي النحيلي، احمد بدران في اتصال مع"النهار" حيث قال ان "هذه المقولة هي التي بُني عليها التمييز المقدم من النيابة العامة التمييزية، ففورة الغضب حالة تحدث في لحظتها، وقد حصلت مع محمد عندما اكتشف عبارات جنسية فاضحة جدا في هاتف زوجته، حيث تم تأكيد الزنى باحكام مبرمة، وكونه بحسب اقوال الوالدة سابقا ضربها ثم خرج احتسى قهوة مع اصدقائه قبل ان يعود من جديد ويضربها، يعني ان القتل بات متعمدا، ومع ذلك لم تأخذ محكمة الجنايات بهذه المقولة".

وأضاف: " في هذه الجلسة اكدت انه عندما عاد الى المنزل لم يضربها بل مسح وجهها بالماء ونقلها الى المستشفى، باختصار افادتها هذه المرة تمثل الحقيقة"، وكيف سيؤثر تغيير الافادة على مسار القضية؟ اجاب بدران "على الاقل باتجاه تصديق الحكم ان لم يكن تخفيضه".

من جانبها اكدت والدة منال ل"النهار" انها "لم تغيّر أقوالها قلت انه ضربها بشكل وحشي، خرج وعاد، صفعها على وجهها، بصقت الدم، شرب الدم من فمهما وبصقه على وجهي، قال لي موتي واياها، ليعاود الخروج وقفل باب المنزل، بعدحوالي الساعة ونصف الساعة رجع، حينها كانت تلفظ انفاسها الاخيرة، قلت له انها ماتت، مسح وجهها، حملها وخرج بها الى المستشفى، لكن هل هذا يعني اني تراجعت عن قضيتي؟ هل يعني ذلك انه لم يقتلها؟ هل سيضربها وهي جثة؟".

ماذا خلف اتفاق المصالحة؟

منذ ان خرج خبر تنازل عائلة العاصي عن حق ابنتهم الشخصي الى الاعلام، بدأت التساؤلات وعلامات الاستفهام فيما لو حصلت صفقة بين الطرفين، محامي النحيلي اكد انه" حصل سجال خلال الجلسة بعدما اكدتّ اني دفعت مبلغا مرقوما من المال الى وكيل العائلة، فالامر لا يتعلق فقط باسقاط الحق الشخصي بل باتفاق مصالحة بين الطرفين، تعهدت خلاله عائلة العاصي بامور كثيرة تجاه محمد وعائلته، من بينها اعادة العلاقات الى سابق عهدها، ولو لم يكن الامر كذلك لماذا اقدموا على هذه الخطوة".

والدة منال أنكرت تسلمها اي مبلغ من المال، كذلك فعل محامي الضحية رائد حمدان الذي شدد على ان "هذا الكلام غير صحيح، وان اسقاط الحق حصل من دون مقابل، ولم يستلم اي مبلغ من بدران"، كما لفتت الوالدة ان "اسقاطها الحق الشخصي سببُه خشيتها على عائلتها من بطش محمد وعائلته، وان المصالحة حصلت لكنها قلبت الى عداوة، وبما ان الأمر كذلك سأدّعي مطالبة بفدية ابنتي".

يوم 26 ايلول الآتي ستعقد مرافعة في قضية منال، فهل سيرفع الظلم عنها ويلاقي من سلبها روحها حكماً يليق بكل من تسوّل له نفسه استرخاص حياة الناس!