الفنانة الأردنية صبا مبارك: الطفل السوري الغريق كان السبب... هذا ما فعله بي
صبا مبارك؛ نجمة أردنية غير تقليدية، لا تبحث عن الأفكار المستهلكة في ما تقدمه، وإنما تهتم دائماً بالاقتراب من الواقع وتقديم أعمال متميزة تحمل رسالة، ولهذا تحمست لتقديم فيلم بعنوان "مسافر"، يرصد مآسي اللاجئين السوريين التي تدفعهم إلى إلقاء أنفسهم في المجهول؛ هرباً من واقع مرير، والمفاجأة أنها استعانت فيه بأبطال حقيقيين من اللاجئين السوريين، ليكونوا هم أصحاب الحكايات التي عاشوها على أرض الواقع.
وفي تصريحات خاصة لـ"لها"، تكشف صبا مبارك الأسباب التي حمّستها لتقديم هذا الفيلم قائلة: "تأثرت كثيراً مثل الملايين غيري بصورة الطفل "إيلان" الشهير، الذي قذف الموج جثته ولم تنجُ أسرته الهاربة من لعنة الحرب، حيث انتهت المأساة بالموت غرقاً، ولفترة طويلة انشغلتُ بالتفكير في مصير الأطفالالذين تم تشريدهم، وبالفعل التقيت عدداً من اللاجئين وأحسست بالمآسي، خاصةً أن بينهم أطفالاً فقدوا النطق بعد أن شاهدوا القذائف تنهال على مساكنهم".
وتكمل صبا: "اتفقت مع أسرة الفيلم من البداية على ألا نستعين بممثلين، وانما بأبطال حقيقيين من اللاجئين أنفسهم؛ ليكون الفيلم أكثر واقعية، وبالفعل سجلنا أكثر من 250 ساعة مع لاجئين، بعدها تأكدت أنه مهما أبدعنا في السيناريو والأداء والإخراج؛ لا يمكن أن نصل الى بشاعة الواقع مثلما يقدمه أصحابه أنفسهم".
وتكشف صبا أن بطلة الفيلم طفلة تدعى "روان"، وهي ليست ممثلة بل طفلة عاشت أحداث العمل نفسها، وأنها بعد تصوير الفيلم علمت أن روان هاجرت مع أهلها الى إحدى الدول الأوروبية؛ بعد أن كانوا يعيشون حياة غير مستقرة في تركيا. وتضيف: "ما أحزنني فعلاً، أنني لم أستطع التواصل مع روان أو معرفة مكانها، خاصةً أنهم سافروا من طريق البحر مثل باقي اللاجئين".
الفيلم من تأليف وإخراج أنداش هازيندار أوغلو، وتدور أحداثه حول الطفلة لينا؛ التي تستطيع إنقاذ أختها الرضيعة بعد تدمير بيتهم في الحرب، وتهرب مع جارتهما مريم؛ فتحاول لينا العودة الى الوطن مرة أخرى، بينما تتطلع مريم لاستكمال رحلة الهروب للاستقرار في أوروبا؛ فاقدةً الأمل في العودة مرة أخرى.