ابتعاد الطلبة عن الهواتف الذكية يرفع مستواهم الأكاديمي
أكدت دراسة بريطانية أجريت على طلاب بعمر 16 عامًا أن منع الهواتف الذكية في المدارس خلال ساعات الدوام المدرسي زاد معدّل نتائج اختباراتهم بنسبة تقارب 6.4%.
أمّا الطلاب ذوو النتائج المنخفضة بالتحديد، فقد ارتفع معدّل نتائجهم بنسبة تقارب 14% ونشرت الدراسة في مجلة "الغارديان".
وفي السياق ذاته تشكل التطورات التكنولوجية خطرًا على المستوى الأكاديمي لطلبة المدارس.
وقد أجمع عدد كبير من الطلبة أن الهواتف الذكية هي أحد الأسباب الرئيسة لعدم تركيزهم خلال ساعات الدوام، وأثناء الدراسة لامتحان مهم.
اذ يستحوذ الهاتف على عقول الطلبة، ووجوده في الغرفة يجذبهم لاستعماله بدلًا من الدراسة أو حتى خلال دراستهم. بالإضافة إلى ذلك، أكّد البعض أنه هناك انخفاضًا ملحوظًا على مستواهم الأكاديمي بعدما بدأوا يعتمدون على هواتفهم.
فبدلا من النوم والدراسة، يمضي العديد من المراهقين ساعات طويلة على الهاتف، مما يعرضهم الى قلة النوم وصعوبات بالدراسة تؤثر على مستواهم الأكاديمي.
يقول رامي (16 عاما) الطالب في الصف الأول الثانوي إنه يواجه صعوبة بالغة في التركيز أثناء الدراسة مع وجود هاتفه في الغرفة نفسها، لكونه يستخدمه كثيرا بين وقت وآخر خلال دراسته اضافة الى محاولته الحصول على معلومات أيضا من خلال هاتفه.
في حين تقول الطالبة مريم (16 عاما) "إن الحل الوحيد الذي وجدته مناسبًا لتفادي استعماله أثناء الدراسة هو أن أعطيه لوالدتي لتخبئه خلال فترة الامتحانات، خصوصا وأني بدأت أشعر أن وجود الهاتف الخلوي بجانبي يؤثر على مستواي الأكاديمي".
وحول الموضوع، أكّد الأخصّائي التربوي الدكتور محمد أبو السعود أن الهواتف الذكية قد تضعف قدرة المراهق على إتقان مهارتي إدارة الوقت والضبط الذاتي.
وأضاف أن المراهق لا يستطيع أن يتحكم بالمدة الزمنية التي يقضيها على الهاتف، وهو يتواصل مع أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل تطبيق الـ "What’s App”.
وأشار الى أن الهواتف الذكية قد تزيد اعتماد المراهق على أصدقائه في حل الواجب والحصول على المعلومات التي يحتاجها بدلًا من القيام بذلك وحده، مما يؤدّي إلى تدهور شديد بالمستوى الأكاديمي للطالب.
ونصح د. أبو السعود الأهالي بعدم شراء هاتف لأولادهم إلا بعد إنهائهم المرحلة الدراسية الأساسية على الأقل.
فخلال هذه المرحلة، يمكن للطالب أن يتعلّم كيفية إدارة وقته وضبط نفسه، خصوصًا خلال فترة الامتحانات.الغد