jo24_banner
jo24_banner

القدس الثقافي يحمّل الحكومة مسؤولية حماية الأقصى

القدس الثقافي يحمّل الحكومة مسؤولية حماية الأقصى
جو 24 :

حمل ملتقى القدس الثقافي الحكومة الأردنية ممثلة بالأوقاف الإسلامية في القدس المسؤولية المباشرة عن حماية مباني وأشجار المسجد الأقصى المبارك . ودعا د. اسحق الفرحان -رئيس ملتقى القدس الثقافي- الحكومة الأردنية إلى تشكيل لجنة علمية مستقلة، لفحص عينات من جذور الأشجار التي سقطت في باحات المسجد الأقصى يوم 7/1/2013، وعينات من التربة، لتحدد الأسباب الدقيقة لسقوط هذه الأشجار، ولبحث إمكانية وجود مواد كيميائية أو مذيبات، أو آثار لحفريات تحت هذه الأشجار، وأن تعلن نتيجتها على الملأ.

وفي حادثة خطيرة وغير مسبوقة، سقطت أربع أشجار في باحات المسجد الأقصى المبارك دفعة واحدة، حيث تهاوت ثلاث شجرات صنوبر معمرة من جذورها فيما سقطت أغصان الشجرة الرابعة.

وينوّه ملتقى القدس إلى دلائل قوية تشير إلى وجود حفرية صهيونية غير معلنة تحفر في عمق المسجد باتجاه سبيل الكأس، وبأن هذه الحفرية تطورت في مسارها بين 8/11/2010 و7/1/2013 فباتت أقرب إلى سبيل الكأس وسط المسجد، وأن سقوط أشجار الصنوبر هذه - رغم ما اشتهر عنها من قوة وعمق جذورها ومقاومتها لمختلف الأحوال الجوية - قد يشكل مؤشر على مدى التقدم الذي تحرزه هذه الحفريات.

وأكدت نقابة المهندسين الزراعيين الأردنية أن سقوط هذه الأشجار لا يمكن ردّه إلى الظروف الطبيعية وحدها، وأن ظروفاً غير طبيعية تسببت بذلك، تنحصر بين احتمالين: إما أن تلك الأشجار سقطت بفعل حفريات دمرت جذورها العمودية، وإما أنها مصابة بفطريات أدت إلى تآكل جذورها إلى أن سقطت مع طول الإهمال وانعدام العناية.

ومما يجدر ذكره, أن أشجار الصنوبر من الأشجار القوية التي تحتمل الظروف الصعبة؛ فهي ذات جذور رأسية تضرب عميقاً في التربة وتستطيع تحمل ملوحتها، كما تتحمل وجود نسبة عالية من الكلس فيها، ويمكنها احتمال درجات حرارة دون العشرين تحت الصفر شتاء وفوق الأربعين صيفاً، بل إنها تزرع في المناطق الجبلية لأنها بجذورها العميقة والقوية تسهم في منع انجراف التربة.

ملتقى القدس الثقافي هو هيئة أردنية ثقافية تضم نخبة من الأكادميين والمثقفين والشباب, انشأ علم 2005 بهدف إعادة قضية القدس إلى صدارة وعي الأمة العربية, ونشر الوعي والفهم الصحيح للقضية, وتعزيز الاهتمام العلمي والمعرفي والأدبي والفني وتشجيع الانتاجات التي تخدم قضية القدس وتجعانا نخطو خطوات حقيقية اتجاه التحرير, وصولاً لتعزيز دور الأردن في خدمة قضية القدس في مختلف الجوانب.

وتاليا الرسالة التي وجهها ملتقى القدس لرئيس الوزراء د. عبدالله النسور:
دولة الدكتور عبد الله النسور حفظه الله،
رئيس الوزراء،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

لعلكم علمتم كما علمنا بسقوط عدة أشجار في المسجد الأقصى المبارك يوم الإثنين الماضي 7/1/2013 خلال العاصفة التي ضربت المنطقة، وأثرت على مدينة القدس، ولقد نشرت عدة وسائل إعلام صوراً للأشجار التي سقطت، مركزة على إحدى تلك الأشجار وقد كُسرت من جذعها، لكن ما هالنا، وما ينبغي التوقف المطول عنده، هو صور الصنوبرتين اللتين اقتلعتا من جذورهما غرب المسجد، على الممر الواصل بين المسجد القبلي وباب المغاربة.

وبعد التدقيق في تلك الصور، وبعد استشارة رأي علمي من نقابة المهندسين الزراعيين، فقد بات من المؤكد أن سقوط هذه الشجرات لا يمكن عزوه إلى الظروف الطبيعية وحدها، وأن ظروفاً غير طبيعية تسببت بذلك، تنحصر بين احتمالين: فإما أن تلك الأشجار سقطت بفعل حفريات دمرت جذورها العمودية، وإما أنها مصابة بفطريات أدت إلى تآكل جذورها إلى أن سقطت مع طول الإهمال وانعدام العناية، وإننا نجد في الحالتين أن الحكومة الأردنية، الممثلة بالأوقاف الإسلامية في القدس أمام مسؤولية مباشرة.

دولة رئيس الوزراء،

لقد أجمعت الأمة على أن المسجد الأقصى هو كل ما دار عليه السور بمساحته البالغة 144 دونماً بأبنيته ومحاريبه ومصاطبه وأشجاره، وأن هذه الأشجار تشكل جزءاً لا يتجزأ منه، مشمولة ببركته، وهذا يجعل العناية بها ورعايتها مسؤولية وواجباً وتكليفاً على الأردن الذي ارتضى لنفسه هذه المهمة الجليلة لحين تحرير المسجد، وأمام ذلك فإننا نرفق لكم طي رسالتنا هذه تقريراً علمياً أولياً مصوراً، وبناء على ما ورد فيه من حقائق ودلالات مهمة، فإننا نطالبكم بـما يلي:

أولاً: تشكيل لجنة علمية مستقلة، تفحص عينات من جذور الأشجار التي سقطت يوم 7/1/2013، وعينات من التربة، لتحدد الأسباب الدقيقة لسقوط هذه الأشجار، وتبحث في إمكانية وجود مواد كيميائية أو مذيبات، أو آثار لحفريات تحت هذه الأشجار، وأن تعلن نتيجة أعمال هذه اللجنة على الملأ، للتأكد من حقيقة وجود حفريات تحت عمق المسجد، وهو أمر باتت الأدلة تشير بقوة إلى حصوله.

ثانياً: أن تعطوا توجيهاتكم الفورية والحاسمة لتكثيف العناية بأشجار المسجد على أتمّ وجه، من خلال طواقم الأوقاف الموجودة في المسجد، وأن تؤمن لها المبيدات والأسمدة، وأن تجري فحصاً شاملاً للأشجار القائمة اليوم في المسجد لتتأكد من خلوها من الفطريات، وأن تضيف تدعيماً خارجياً للأشجار التي تثبت إصابتها، لحفظ أشجار هذا المسجد، ولقطع أي ذريعة على الاحتلال حول سبب سقوط هذه الأشجار.

وختاماً لا بد أن نؤكد بأننا أمام التحديات المتفاقمة، وأمام المخططات الصهيونية المعلنة لتقسيم المسجد ونزع الحصرية الإسلامية عنه، والسعي الحثيث لافتتاح مدينة سياحية يهودية تحته، فإننا أحوج ما نكون اليوم إلى تكثيف الجهود، وإلى توحيد الجهود الرسمية والشعبية لحماية المسجد الأقصى المبارك، ودفع ما يحدق به من أخطار.

وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه الخير،

أ.د. إسحق أحمد فرحان
رئيس ملتقى القدس الثقافي

- نسخة معالي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية
- نسخة معالي وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الثقافة
- نسخة معالي وزير الخارجية
- مرفق طيا نسخة من التقرير حول سقوط الأشجار في المسجد الأقصى المبارك

وفيما يلي التقرير الخاص حول الاشجار التي سقطت في المسجد الاقصى:

تقرير خاص حول سقوط أشجار في المسجد الأقصى
صادر عن ملتقى القدس الثقافي- الأردن

شهد يوم 7-1-2013 سقوط عدة أشجار في المسجد الأقصى المبارك خلال العاصفة القوية التي تأثرت بها المدينة المقدسة، وقد سارعت وسائل الإعلام لتناقل الخبر، وعلقت بعض المصادر بأن هذا السقوط جاء نتيجة قوة الريح.

رغم التداول الواسع لصورة شجرة السرو المكسورة، إلا أن هناك أشجاراً أخرى سقطت من جذورها تماماً، وهذه حقيقة تدعو إلى التوقف عندها:

أولاً: الشجرتان اللتان سقطتا من جذورهما هما شجرتا صنوبر، والمعروف عند خبراء علم النبات بأن شجر الصنوبر من الأشجار القوية التي تحتمل الظروف الصعبة، فهي ذات جذور رأسية تضرب عميقاً في التربة، وتستطيع تحمل ملوحة التربة، وتتحمل وجود نسبة عالية من الكلس فيها، ويمكنها احتمال درجات حرارة دون العشرين تحت الصفر شتاء وفوق الأربعين صيفاً، بل إنها تزرع في المناطق الجبلية لأنها بجذورها العميقة والقوية تسهم في منع انجراف التربة.

ثانياً: تُظهر صور الصنوبرات التي سقطت تآكل جذورها وقصرها، كما تظهر أن رأس إحدى الشجرات يحمل فروعاً ميتة، وهي إشارة على سوء تغذيتها بسبب تآكل الجذور.

ثالثاً: تظهر الصور أن الأشجار التي سقطت تقع على مسافة قريبة من باب المغاربة، وهي ضمن صف الأشجار الأقرب إلى جهة مواقع الحفريات المعروفة غرب المسجد.

رابعاً: إن ملابسات سقوط هذه الشجرة تستدعي ملابسات سقوط صنوبرة معمرة قريبة جداً منها في 8/11/2010، وقد أظهرت الصور التي نشرت حينها تعفناً في جذر الصنوبرة المعمرة، وأشار كثير من الخبراء في حينه أن جذر تلك الصنوبرة تم إتلافه بفعل فاعل.

خامساً: تظهر صورة الصنوبرة التي سقطت حديثاً في 7/1/2012 خلف شقيقتها التي سقطت في 2010 لكنها أقرب إلى عمق المسجد منها، كما تظهر الصورة أدناه التي التقطت عام 2010، ولو رسمنا خطاً أفقياً بين الشجرتين فهو يشير إلى سبيل الكأس وسط ساحات المسجد تماماً.

إن هذه الملابسات تزيد من قوة الدلائل التي تشير إلى وجود حفرية صهيونية غير معلنة تحفر في عمق المسجد باتجاه سبيل الكأس، وبأن هذه الحفرية تطورت في مسارها بين 8/11/2010 و7/1/2013 فباتت أقرب إلى سبيل الكأس وسط المسجد، وأن سقوط أشجار الصنوبر هذه، رغم ما اشتهر عنها من قوة وعمق جذورها ومقاومتها لمختلف الأحوال الجوية قد يشكل إشارة على مدى التقدم الذي تحرزه هذه الحفريات.

بعد إعداد هذا التقرير، قمنا بإرسال الصور بجودة عالية إلى نقابة المهندسين الزراعيين الأردنيين لإبداء رأي علمي بهذا الشأن، فجاء الرد ليؤكد دقة المعلومات المذكورة حول طبيعة أشجار الصنوبر المزروعة في المسجد وقوتها ومقاومتها للعوامل الطبيعية، وليؤكد وأن "سقوط هذه الأشجار بهذه الطريقة لا يمكن أن تبريره بأسباب طبيعية فقط"، وحصر التوضيح العلمي الأسباب غير الطبيعية المحتملة بسببين: "هناك ارتباط مباشر مع أسباب غير طبيعية ممكن حصرها إما بالتخريب المتعمد للجذور العمودية لهذه الأشجار أو إهمال الرعاية الدورية للأشجار".

وأوضحت نقابة المهندسين الزراعيين بالقول: "تعتمد شجرة الصنوبر على هذه الجذور [العمودية] لتثبيت الشجرة، وموت هذه الجذور أو تلفها نتيجة وجود حفريات أسفل الشجرة، أو تعريض الجذور المكشوفة لبعض فطريات التربة التي تسبب الموت التدريجي لها والتعفنات، يؤدي الى حدوث ضعف عام للشجرة وسقوط الشجرة في نهاية المطاف".

أمام هذه الحقائق، فإننا ندعو الحكومة الأردنية إلى:

أولاً: تشكيل لجنة علمية مستقلة، تفحص عينات من جذور الأشجار التي سقطت يوم 7/1/2013، وعينات من التربة، لتحدد الأسباب الدقيقة لسقوط هذه الأشجار، وتبحث في إمكانية وجود مواد كيميائية أو مذيبات، أو آثار لحفريات تحت هذه الأشجار، وأن تعلن نتيجتها على الملأ، للتأكد من حقيقة وجود حفريات تحت عمق المسجد، وهو أمر باتت الأدلة تشير بقوة إلى حصوله.

ثانياً: أن تحرص على العناية بأشجار المسجد على أتم وجه، من خلال طواقم الأوقاف الموجودة في المسجد، وأن تؤمن لها المبيدات والأسمدة، وأن تجري فحصاً شاملاً للأشجار القائمة اليوم في المسجد لتتأكد من خلوها من الفطريات، وأن تضيف تدعيماً خارجياً للأشجار التي تثبت إصابتيها لحفظ أشجار هذا المسجد التي هي جزء لا يتجزأ منه، تشملها بركته، ولقطع أي ذريعة على الاحتلال حول سبب سقوط هذه الأشجار.

ثالثاً: إننا ندعو المؤسسات والقوى الشعبية الحية في الأردن بما فيها وسائل الإعلام إلى المتابعة الحثيثة لأوضاع المسجد الأقصى المبارك، وإلى إدراك خطورة مخطط التقسيم الذي يحدق به، وخطورة الحفريات التي تسعى لافتتاح مدينة سياحية يهودية متكاملة تحته، ونؤكد على أن هذا الهم يجب أن يكون على رأس اهتماماتنا جميعاً في الأردن، حكومة وشعباً، ما دمنا مؤتمنين على هذه الأمانة الثقيلة.

...

...

...

...

...

تابعو الأردن 24 على google news