عادات كانت مرفوضة واليوم عادية.. منها القراءة في السّرير!
العادات الاجتماعيّة تتطوّر مع تطوّر المجتمع وطبيعة الأيديولوجيا السائدة والمعتقدات التي يؤمن بها الناس وينصاعون لها، فما كان مباحاً في فترة من الزمن أصبح الآن ممنوعاً، والعكس صحيح أيضاً.
تسبّب التطور التكنولوجي وتُغير أَنماط حياة الأفراد في إدخال سلوكيات جديدة وترك بعضها، وذلك فيما يخدم مصالح الأفراد من جهة وتغير طبيعة العلاقات الاجتماعيّة من جهة أخرى. وفيما يلي قائمة بعادات وتقاليد اجتماعيّة كانت مستهجنة سابقاً وتثير السخرية، أما الآن فنراها عادية جداً.
1- في القرن التاسع عشر كانت القراءة في السرير تعتبر أمراً خطيراً، إلى جانب كونها فعلاً لا أخلاقياً لا يجوز القيام به، وخصوصاً أنها كانت امتيازاً لمن يملكون الكتب فقط، ولا يمكن لأي أحد كان أن يقوم بها لغلاء ثمنها. هذا إلى جانب كونها مرتبطة بنواحٍ إباحيّة تتعلق ببعض الروايات ذات المحتوى الفاضح، ما قد يثير الشبهات حول الشخص وسبب قراءته في السرير، وتأتي خطورتها أيضاً كونه يمكن للشخص حينها أن ينام ويترك الشمعة مشتعلة، ما يتسبّب بإحراق المنزل.
2- لم تكن القهوة دائماً الشراب المفضّل لدى الكثيرين، ففي القرن السادس العشر أفتى علماء المسلمين في مكّة بمنعها، كونها قد تحرض على الأفكار الثورية والسياسيّة، وكونها تخرب الحواس وتسبّب التباس العقل، كما أن القرن السابع في أوروبا شهد منعها من قبل الفاتيكان، كونها شراب الشيطان، إلى أن قام البابا بتذوقها و"تعميدها" ثم السماح بتناولها.
3- استخدام المظلة في لندن في القرن الثامن عشر كان مثار انتقادات كثيرة، فجوناس هاناوي المخترغ كان يتعرض للسخرية، كما كانت القمامة ترمى عليه لأنّه كان يستخدم المظلة، بحجة أنّه كان يتشبّه بالفرنسيين، كما أن استخدامها كان يعتبر دليلاً على ضعف الشخصيّة، وخصوصاً حين يستخدمها الرجال.
4- عندما اخترع سوليفن غولدمان عربات التسوّق عام 1937 رفض الكثيرون استخدامها، فالكثير من الرجال وجدوها تهين "رجولتهم"، كما أنّ النساء وجدنها متعبة كحالة عربة الأطفال، ولحلّ هذه المشكلة قام غولدمان بتوظيف أشخاص يقومون بدفع عربات الزبائن.
5- لفترة طويلة ظن الكثيرون أن الهواء في اللّيل خطير ويسبب الأمراض، والكثيرون لم يغادروا منازلهم ليلاً، بل كانوا يغلقون النوافذ، لكن لاحقاً اكتُشف أن السبب كان الحشرات والبعوض التي تحمل الأمراض المعدية.
6- الكثيرون في الولايات المتحدة يظنّون أن التعليم الإلزامي لا يتناسب مع القيم الأميركيّة، بل وينتهك وثيقة الحريات بوصفه يجبر الأطفال على ما قد لا يريدون، الكثير من الأهل رفضوا إرسال أطفالهم للمدارس، كونهم كانوا يعتمدون عليهم في الأعمال المختلفة.
7- كان للعرب الكثير من العادات التي وجدوها لا تليق بالرجل وتحط من مروءته ومكانته، فمنها أن يجلس في الشوارع والطرقات ويمازح من حوله ويراقب المارة من الرجال والنساء خاصة، وهذا يعني أنّه لو أننا ما زلنا نلتزم بهذه القاعدة لما كنا نمتلك مقاهي في الهواء الطلق.
8- كذلك وجد العرب أن من يرتدي ملابس مختلفة عن ملابس أهل بلدته فيه قلة حياء، وخصوصاً اللون الأحمر، فهو يخالف عادات الرجال، وفيه تشبه بالنساء، ويبدو أن البعض ما زال ملتزماً بهذه القاعدة حتى الآن.
9- كما اعتقد العرب أنّه لا يجوز لأحدهم أن يأكل من منتصف الصحن أو أطرافه؛ لأن ذلك دليل على سوء العشرة والخلق السيئ، ويمكن أن يعزى ذلك حينها إلى أن الوجبات كانت تقدم في طبق واحد يأكل منه الجميع.
10- كانت العرب ترى أن الأكل والشرب في الشارع أو السوق من قلة المروءة، ولا يجب أن يقوم به إلا المضطر جداً، إذ إن مفاهيم الطعام السريع والأكل على أطراف الأرصفة والحدائق التي نعرفها الآن لم تكن موجودة ولا تحبّذ ممارستها.تتطور العادات الاجتماعيّة بتطور المجتمع وطبيعة الأيديولوجيا السائدة والمعتقدات التي يؤمن بها الناس وينصاعون لها، فما كان مباحاً في فترة من الزمن أصبح الآن ممنوعاً، والعكس صحيح أيضاً.
(هافنغتون بوست)