كيف غيّرت "التواصل الاجتماعي" سوق انتقالات لاعبي كرة القدم؟
جو 24 :
نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن سوق انتقالات اللاعبين الحديث ودور الصناعة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي في تغيير مفهوم عقود اللاعبين حول العالم، حيث إن الأندية لم تعد تضم النجوم إلى فرقها فقط بل أصبحت أيضا ترغب في عدد أكبر من المتابعين لهم على "تويتر".
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن إمضاء واين روني لعقده أمام عدسة الكاميرا، في فيلم يتحدث عن عودته إلى نادي إيفرتون لم تتجاوز مساهمته فيه أكثر من 40 ثانية، كان له الأثر البالغ مقارنة بأي شيء آخر نشره النادي على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ حصد 27 ألف مشاركة و45 ألف إعجاب و1300 تعليق في حساب النادي على "تويتر" وحده.
هذا الفيلم الذي بلغ أماكن لا يعلم فيها أحد عن شأن إيفرتون، مثل الجنوب الشرقي لآسيا وجنوب أمريكا، يجسد فكرة أن الانتقالات هذا الصيف قد أصبحت شكلا من أشكال الفن، إذ أصبح اللاعبون وأنديتهم ينشرون مقاطع فيديو تجذب الانتباه في منصات التواصل الاجتماعي وتحقق نسب متابعة عالية.
وقال سكوت ماكليود، أحد التقنيين العاملين على فيديو روني، معلقا على مكانة روني في مواقع التواصل الاجتماعي "هو متفرد في هذا، فعدد متابعيه كبير جدا يفوق أي نادي آخر في الدوري الممتاز، إنه علامة تجارية في حد ذاته".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن كريستيانو رونالدو يفوق جميع اللاعبين من حيث عدد المتابعين له على مواقع التواصل الاجتماعي بقرابة 55.2 مليون متابع على "تويتر" و107 مليون متابع على "إنستغرام"، بينما يحتل روني المرتبة السابعة في قائمة اللاعبين الأشهر على "تويتر"، ولكنه رغم هذا يسبق غاريث بيل وسيرجيو أغويرو ولويس سواريز.
عموما، يمثل حضور اللاعبين في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل قوي قيمة تجارية للنادي الراغب في انتداب اللاعب، ما يزيد من رسومه ورواتبه، لأن نسبة كبيرة من تلك المبالغ تدفع لحقوق الصورة. لهذا السبب فإن هؤلاء اللاعبين يقومون بمشاركاتهم الخاصة في مثل هذه الأفلام.
وقالت الصحيفة إن اللاعب الفرنسي تيموي باكايوكو المنتدب حديثا من قبل تشيلسي قد جلب معه فريقا خاصا به للعمل على إنتاج الفيديوهات. فقد التقطوا له مقاطع فيديو منذ سفره على يوروستار وقت غروب الشمس حتى وصوله إلى بانكراس، ثم وهو يستقل سيارة أجرة تجوب به شوارع لندن.
وذكرت الصحيفة أيضا أن وجود بول بوغبا في مواقع التواصل الاجتماعي تجاوز مفاهيم عالم كرة القدم التقليدية، فعندما أعلن عن عودته إلى ملعب أولد ترافورد جمعت أديداس اللاعب بالفنان ستورمزي من أجل صناعة فيديو موسيقى، انتشر كانتشار النار في الهشيم.
كما نقلت الصحيفة عن جيم داولينغ، المدير العام لوكالة كايك للتسويق الرياضي قوله "إن أديداس سعت من وراء هذا الفيديو إلى تطبيق أجندة تجارية بحتة، فهي ترغب في بيع الأحذية لمن أعمارهم تقارب 16 عاما، وهي تعلم جيدا أن متابعي التلفزيون أعمارهم 44 عاما. لذا عليك أن تلاقي أبناء الألفية الثانية في فضائهم وخاصة عبر الهواتف الجوالة".
وذكرت الصحيفة أن سوق الانتدابات قد تغير كثيرا حتى أن النائب التنفيذي للمدير العام، إد وودوارد كان يخبر وكلاء اللاعبين عن الإضافة والشهرة التي سيوفرها للاعبيهم بالتحاقهم بنادي مانشستر يونايتد بدل تشيلسي. وكان عادة ما يذكر أن متابعي دالي بليند قد زاد بنسبة 72 بالمائة بعد 14 يوما من إمضاء العقد مع مانشستر يونايتد.
وقالت إن مراقبة اللاعبين لمتابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهم في ولادة صناعة جديدة من المختصين الذين يعملون على مساعدتهم في زيادة متابعيهم في تلك المواقع. وقد قال أحد الوكلاء "لقد أصبحت هناك مؤسسات كبرى توفر هذه الخدمة، بعضها يلصق الصور مع بعضها وبعض الآخر يسعى لفهم اللاعب".
وقد استعان اللاعب المنتدب حديثا من قبل نادي مانشستر سيتي كايل والكر، والذي حطم رقما قياسيا عالميا من حيث قيمة عقده كمدافع، في إنتاج فيلمه الخاص بمختصين في منصات التواصل الاجتماعي من مؤسسة 90/24. كما عملت هذه المؤسسة مع ديفوك أوريجي لاعب ليفربول وإيريك لاميلا لاعب توتنهام هوتسبير وأريين روبن لاعب بايرن ميونخ.
ورأت ديلي ميل أن الصناعة الرقمية قد أخذت موقعها في المشهد الرياضي. فكريستال بالاس نشر فيلما يسجد دخانا أبيض ينبثق من مدخنة محل تجاري يوجد في زاوية سيلهرست بارك. وقد كان تعبيرا ساخرا منهم عن رغبتهم في انتداب مدرب جديد. كما أثار ساوثهامبتون إعجاب الكثيرين بذلك الفيديو الذي أصدره عن تجديد حارس مرماه الاحتياطي ستيوارت تايلور عقده مع النادي.
وذكرت الصحيفة أن القليلين في إنجلترا قادرون على هزيمة واين روني والتفوق على ما قام به في "تويتر"، ولكن يبقى رونالدو يحتل الصدارة عالميا، فهو يوظف استراحته الموسمية لتعزيز موقعه في منصات التواصل الاجتماعي وجذب أنظار أنصاره في الصين إليه. ذلك أن 3 صور له وهو يرتدي لباس الشباب الصيني قد حصد بها مليوني إعجاب.