حريق "كرفان" سكن الرمثا.. "فيديو"
أسامة المومني- على ما يبدو ان الطقس يستمد قساوته وبرودته من قلوب بعض المسؤولين؛ فبعد حادثة الليلة الماضية في مخيم الملك عبد الله للاجئين السوريين شمال العاصمة عمّان كشفت حقائق لم يعد بالإمكان إخفاؤها.
تجاوزات عديدة واستغلال يتمثل بأبشع صوره؛ فبسبب التنصل من المسؤولية في اصلاح الاعطال الكهربائية داخل المخيم توفي 7 اشخاص واصيب 4 اخرين من نفس العائلة، بعد أن التهمت النيران كل شيء في المسكن الذي لم يتبقَ منه سوى اشلاء متفحمة.
ورغم سوء الأحوال الجوية والرياح العاتية والبرد القارس، قام قاطنو المخيم والذي وصل عددهم الى ما يقارب 1000 لاجيء بالتعبير عن سخطهم بتظاهرة ليلية في سكن الحديقة حملوا خلالها مسؤولية الحادثة لادارة المخيم.
وخلال جولة لفريق jo24 داخل المخيم، الذي بالكاد تتوافر فيه المياه والكهرباء والحمامات وغيرها من المرافق اللازمة، كان اشد المناظر ايلاماً هو مشاهدة الطفلة سارة 9 سنوات والتي ترفض المبيت في المسكن وتقف في العراء والبرد ودرجات الحرارة التي تصل حد التجمد خوفاً من ملاقاة مصير رفقائها الذين فقدتهم في لمحة بصر،
سارة، رفضت الكلام واكتفت بالدموع مشهد اخر ابكى جميع الحاضرين بعد ان تم العثور على اشلاء طفل لم يتجاوز السنة ولا تبدو من ملامحه شيئ سوى بقايا عظام جمعها بعض الرجال ليتم تسليمها للمشرحة.
وأما الحاجة أم وليد، فقالت والدموع تنهمر من إحدى عينيها -لأن الأخرى اقتلعتها قوات الأمن بحسب قولها- "في سورية قتل وتشريد وهنا مذلة وهدر لكرامتنا".
أم لؤي لاجئة أخرى قالت إنها فقدت ابنها الشاب احمد بسبب الاهمال الطبي وعدم تجاوب ادارة المخيم لنقلة الى المستشفى واختتمت القول ليس بشار وحدة من يقتلنا.
وعلى مدخل المخيم تجلس الطفلة حنين 13 عاما على ما يبدو انها قد نضجت في غير موعدها ويتجسد ذلك حديثها ومناشدتها للعرب والمسلمين بالوقوف الى جانبهم وبعد ذلك بداءت بالدعاء بأن يمنّ الله على وطنهم بالأمن والاستقرار لتعود وتحقق احلامها في وطنها.
ويستمر صناع القرار بالتنصل من المسؤولية الإنسانية تجاه اللاجئين بالحديث الرسمي حول صعوبة الأوضاع الاقتصادية، وعدم قدرة الأردن على تحمل المزيد من الأعباء، لتبرير منع اللاجئين من حق الحياة، التضييق عليهم في مخيمات القهر التي تشهد أوضاعاً مأساوية.
ويستضيف الأردن ما يقارب 300 ألف لاجئ منهم حوالي 100 في المخيم. وتفيد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأن عدد اللاجئين السوريين المسجلين والذين ينتظرون التسجيل في الأردن يبلغ 142 ألفا و664 لاجئا.
شاهدوا الفيديو..
