الفنان طارق الناصر : مفهوم الموسيقا يستدعي التجريب والدمج بين انواعها المختلفة
جو 24 :
قال الموسيقار طارق الناصر إن مفهوم الموسيقا يستدعي الدمج والتجريب بين مختلف الالات وانواعها المختلفة.
واضاف الناصر ان التزاوج بين الموسيقا الشرقية وآلاتها، والغربية وآلاتها وتطويعهما لخدمة الموروث الشعبي رغم صعوبة المهمة، يحقق فكرة التلاقي بين الثقافات والشعوب وخصوصا الموسيقيين منهم.
ورفض فكرة تحديد توظيف الات موسيقية بعينها في الموروث مشيرا الى ان آلة الكمان في الاصل تستخدم للموسيقا الكلاسيكية وخصوصا موسيقا الحجرة، وآلة القرب النفخية ذات الاصول الاسكتلندية هي آلة احتفالية في الموروث الشعبي الاسكتلندي ووظفت كآلة للموسيقات العسكرية في بلدان كثيرة وفي الاردن تم تطويعها لتخدم الموروث.
وحول الحفل الموسيقي الذي سيقمه غدا الاربعاء في المدرج الروماني بعمان ضمن فعاليات مهرجان موسيقا البلد بعنوان "اصيل"، بين انه سيشارك في الحفل عدد من الموسيقيين والمغنين من الجيل المؤسس لفرقة رم، وممن عايشوا التجربة في فترات لاحقة ومن الجيل الجديد، علاوة على موسيقيين من مصر وسوريا والعراق وبريطانيا والمانيا وبيلاروسيا.
وبين ان استقدام موسيقيين غير محليين واستضافتهم للمشاركة في هذا الحفل يهدف لاثراء المشهد الموسيقي بكل تجلياته، لاسيما ان ان فكرة مهرجان موسيقا البلد تهدف الى تحقيق غاية التقاء الموسيقيين من مختلف المدارس الموسيقية والجنسيات، وهو ما يتقاطع مع فكرة "رم" التي انطلقت منها في بداياتها الاولى والتي تقوم على المزاوجة بين الموسيقا الشرقية والغربية وتطويع الالات الغربية في القوالب الموسيقية الشرقية والمتكئة على الموروث الشعبي، مؤكدا ان الموسيقا تكسر الحواجز.
ولفت الى ان آلات القرب النفخية والناي ستكون حاضرة بقوة جنبا الى جنب مع الالات الموسيقية الاخرى المختلفة لاسيما الجيتار الكهربائي الغربي، اضافة للالات النفخية والنحاسية لتوضع جميعها في خدمة قوالب موسيقية تتكيء على الموروث الاردني -الفلسطيني بشكل خاص وبلاد الشام بشكل عام وتخدمه.
وحول المقطوعات التي سيتضمنها الحفل، قال ان هناك مقطوعات مختارة ستكون حاضرة بالحفل من الفلكلور الفلسطيني قام بإعادة توزيعها لفرقة الفنون الفلسطينية ضمن البومي "زاجل" و"الزريف" ومقطوعات من البومه السابق "يابوردين" الذي انتجته امانة عمان الكبرى عام 2006 والمتضمن فلكلورا اردنيا، ومن موروث بلاد الشام ومن الاعمال الموسيقية القديمة التي لم تقدمها الفرقة منذ زمن طويل وموسيقا اعمال درامية قام بتأليفها وتوزيعها ومنها الموسيقا التصويرية للعمل الدرامي "بوابة القدس" عدد من الاغاني القديمة اضافة الى مقطوعات ومختارات موسيقية اخرى.
واوضح ان موسيقا التراث الاردني الفلسطيني مشترك ومتشابه، مشيرا الى ان الموروث الغنائي والموسيقي واحد، إذ ان ما يطلق عليه في الاردن من لوحات من الموروث الفني "المعانية" هو نفسه ما يسمى بفلسطين "الطيارة".
واشار الى ان تحضيرات الفرقة لهذا الحفل استغرقت شهرين وبشكل متواصل سعيا لتقديم عرضا موسيقيا يتفاعل معه الجمهور ويلقى استحسانه واعجابه، لافتا الى ان الحفل الذي سيقدم موسيقات مختلفة من عدة مناطق يهدف الى اشاعة السلام الداخلي والسكينة والرضا بين المتلقي ونفسه وبين الجمهور.
وقال الموسيقار الناصر "اننا عندما نقدم للجمهور شيئا جميلا، فهو يغادر راضيا مستمتعا وسعيدا، ونحن وظيفتنا هنا تحقيق السعادة الداخلية للناس".
(بترا)