اخطاء ارتكبها الامن العام في قضية الشهيد الربابعة
جو 24 :
أحمد عكور - لم يكن فقدان الشهيد من مرتبات الأمن العام، الرقيب جعفر الربابعة، السبب الوحيد لغضب ذويه من أهالي بلدة جديتا في محافظة اربد، على العكس تماما؛ فقد نذر الربابعة نفسه للأردن ووضع روحه على راحته منذ انتسابه للأمن العام، غير أن ما أغضبهم وأثار سخطهم هي تفاصيل استشهاده وتعامل الأمن العام معه ومعهم بعد اصابته برصاص صاحب أسبقيات معروف لدى الأمن..
حادثة استشهاد الربابعة على يد صاحب أسبقيات عمره 21 سنة بـ (12 قيدا جرميا)، لفتت الأنظار إلى ظاهرة طالما شكا منها الأردنيون؛ وهي الافراج عن المجرمين وأصحاب الأسبقيات بالالتفاف على نصوص القانون وتكييف قضاياهم بحيث لا يمكث أحدهم مدة طويلة في محبسه، بالإضافة إلى الوساطات التي تجري في أحيان كثيرة للافراج عنهم!
الواقع إن هنالك عدة روايات وقصص حول الجاني في حادثة استشهاد الربابعة، وجميعها يؤشر على خلل في التعاطي الأمني مع المجرمين وأصحاب السوابق، في الوقت الذي نشاهد فيه تشددا بفرض القانون على المخالفين لأول مرة أو من هم مطلوبون على قضايا مالية بسيطة.
الأمر الاخر الذي أثار سخط ذوي الربابعة كان سوء التعامل مع الشهيد وزميله المصاب، وطريقة نقلهم إلى المستشفى بشكل لا نقبله لأيّ من أبناء الشعب الأردني، وخاصة إن كان من منتسبي الأجهزة الأمنية..
كما يروي شقيق الشهيد أنه حاول ولعشر مرات التواصل مع مديرية الأمن العام للوقوف على حقيقة الأنباء المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الاخبارية، وهنا نشير إلى سوء تعاطي ادارة الإعلام الأمني مع الحادثة واللجوء إلى "تسريب الخبر" لمواقع بعينها قبل ابلاغ ذوي المصاب أو الشهيد بالواقعة.
والحقيقة إن استغلال مثل تلك الحوادث لـ "مكافأة" وسائل اعلام ومعاقبة أخرى على حساب ذوي الشهيد أو المصاب هو أمر مرفوض وغير أخلاقي..
وأما الأكثر أهمية، فهو عدم إلقاء القبض على الجاني بالسرعة المطلوبة، خاصة وأنه معروف لدى الأجهزة الأمنية ولا يمكن أن تكون الأرض قد "انشقت وبلعته"، فهذا من شأنه الاضرار بصورة الأمن العام ويؤجج مشاعر ذوي الشهيد وباقي منتسبي الأجهزة الأمنية.
كان الواجب على مدير الأمن العام اللواء أحمد سرحان الفقيه أن يحضر إلى ديوان عشير الربابعة منذ مساء السبت ويطيّب خاطر ذوي الشهيد ويستمع إلى مطالبهم ويثبت أن مهام موكبه الضخم لا تقتصر على مرافقته إلى بيوت عزاء كبار المسؤولين في عمان، تجنّبا لإثارة غضبهم كما حدث بالأمس عندما أعلن ذوو الشهيد رفض استلام جثمانه قبل القبض على الجاني ويعبروا عن غضبهم من تعاطي الأمن العام مع قضية ابنهم وأحد مرتباته.








