الاميرة هيا تعرض تجربتها مع المرض
جو 24 :
شاركت الأميرة هيا بنت الحسين عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تجربتها مع المرض ورحلة علاجها، داعية متابعيها إلى مشاركة قصصهم مع المرض ليستفيد منها الجميع.
وقالت الأميرة إن حالتها تحسنت كثيرا لدى قراءتها قصصا كثيرة جدا عن أناس شجعان اعترفوا بمشكلاتهم ثم واجهوها، حيث استفادت من نصائحهم وخبراتهم، معبرة عن أملها في أن يستفيد الناس من تجارب بعضهم البعض.
وتاليا نصّ ما نشرته الأميرة:
أود في البداية ان اتحدث عن الغدة التي تشبه الفراشة والموجودة في الجهة الامامية من الرقبة.. منذ ثلاث سنوات، عانيت من مشكلة في الغدة الدرقية. ربما يعرف الكثير منكم أعراض هذه المشكلة الصحية المتمثلة في الخمول والإرهاق الشديد وزيادة الوزن وضعف النظر وفي بعض الأحيان كنت اواجه صعوبة في التركيز.
بصراحة كنت اعتقد ان هذه الاعراض هي نتيجة للتقدم في السن.. لم اسأل أي شخص ولم اناقش الموضوع مع أحد بل تعايشت مع الامر. بعد ستة أشهر أجريت فحص للدم كأحد الفحوصات القياسية عند اجراء الفحوصات الطبية واظهر التحليل ارتفاع كبير في مستويات هرمونات الغدة الدرقية. امضيت تلك الليلة وانا أقرأ عن هذا الموضوع وما عرفته كان شيقا بالفعل.
أحد مشكلات الغدة الدرقية التي تشبه الأعراض التي اعاني منها كانت متلازمة تسمى مرض هاشيموتو، وسمي بهذا الاسم لأنه اكتشف سنهة 1912 على يد الجراح الياباني هاكارو هاشيموتو، والمرض يسبب إنتاج اجسام مضادة تهاجم خلايا الغدة الدرقية.. ذهبت الى فراشي في ذلك اليوم وانا أفكر ان هذه أخبار جيدة لان هناك علاج لحالتي المرضية باستخدام علاج شائع الاستخدام اسمه "ثيروكسين".
في اليوم التالي ذهبت الى عيادة الطبيب وأخبرته انني قمت بتشخيص حالتي المرضية وانني مصابة بمرض هاشيموتو وطلبت منه عمل الاشعة المقطعية للتأكد من التشخيص تم اعطائي والدواء لكي اعود الى حياتي الطبيعية..وصف لي طبيب دوار الـ "ثيروكسين" وأخبرني انني سأشعر بتحسن خلال 15 يوم وسيبدأ وزني بالنزول. شعرت بتحسن طفيف ولكني لم أفقد أي وزن فقررت القيام بأبحاثي الخاصة على الانترنت وهو قرار خاطئ لان هناك الكثير من المعلومات الغير صحيحة عن الموضوع.
كما قررت مراجعة ملاحظاتي الخاصة التي دونتها عندما كنت اتدرب استعدادا للألعاب الأولمبية لأرى ان كنت أقوم بأي أمر بطريقة مختلفة..من خلال قراءتي عن تجارب أناس آخرين على الانترنت لاحظت ان هناك شيء واحد يتكرر باستمرار، وهو انه يجب عدم تناول الغلوتين. لطالما اعتقد ان عدم تناول الغلوتين يعتبر من أنواع الحميات الغذائية الرائجة ولكني لم اهتم به كثيرا بذلك. لكن جميع كتابات المصابين بأمراض لغدة الدرقية على الانترنت، ومن ضمنها مرض هاشيموتو، أكدت ضرورة الامتناع عن تناول الغلوتين تماما.. عندما قرأت عن الغلوتين بدأت أفكر انه ربما كان جسدي مليء بالغلوتين وان هذا هو ما سبب المشكلة في المقام الأول، فعندما عملت مع أخي علي في حملته الانتخابية للفيفا لم يكن لدي الوقت لتناول وجبات غذائية متوازنة وقد تناولت الكثير من البيتزا وشطائر الهامبرجر كما انني لم امارس الرياضية كثيرا خلال تلك الفترة. في كل الأحوال قررت الابتعاد عن الغلوتين فورا وقد كان لهذا القرار أثر كبير جدا، وعندما راجعت مستويات الهرمونات في جسمي وعملت على إعادة التوازن اليها حدث تغير كبير وسريع وبدأت المعدلات تنخفض بسرعة حتى انها سجلت انخفاض وصل الى 40-60 نقطة في الشهر.. قمت بتغيير نظامي الرياضي، ففي البداية قللت نشاطي الرياضي لإعطاء نفسي فرصة للراحة والاستشفاء ثم قمت بممارسة مجموعات التمارين الخاصة السريعة (Fixes) لمدة 20 دقيقة وحرصت على ممارسة التمارين في الصباح الباكر لتحفيز نظام الأيض كما انني حرصت أيضا على زيادة المشي خلال اليوم وحاولت المشي في الهواء الطلق قدر الإمكان.
حتى عندما لم أكن ارتدي حذاء رياضيا كنت امشي، فليس عليك ان تمشي بقوة ولكن المهم ان تمشي.. انخفضت مستويات الدم لدي الآن الى 46، ويجب ان تنخفض الى 5، لقد كانت في شهر آب من العام الماضي قد وصلت الى 1090 وكنت اراقبها وهي تنخفض شهريا ولم تسجل أي ارتفاع. أتمنى ان ترجع الى مرة أخرى الى 5 لكي اتوقف عن تناول دواء الـ "ثيروكسين" لأنني لا اريد ان استمر في تناوله طوال حياتي كما ان آخرون تمكنوا من تحقيق هذا الهدف.. اعرف ان هناك عدد كبير من الأطباء البارزين حول العالم كرسوا حياتهم لفهم هذا المرض وإيجاد حلول أفضل، وان أعمالهم ومجهوداتهم تساهم في ايجاد تشخيص أفضل وعلاج أنجع لأمراض الغدة الدرقية، لكن سبب الإصابة بهذا المرض تضل غير معروفة ولكن الرحلة نحو تحقيق هذا الهدف ماتزال مستمرة.
أقول للمصابين بهذا المرض ان العلاج يختلف من شخص لآخر، فبحسب التشخيص وتطور الحالة، قد يحتاج البعض الى علاج بالأدوية مدى الحياة بينما يستفيد آخرون من تغيير الحمية الغذائية واتباع أسلوب حياة صحي، وهذا ما حدث معي.. ما أقوله هو ان الأبحاث مستمرة ومن صالح الجميع ان نبقي عقولنا مفتوحة لكل ما هو جديد، امنا بالنسبة لي فقد كان من المهم ان أقف واواجه التحدي، ففي بعض الأحيان لا يحب الناس مواجهة التحديات التي تواجههم.
لقد تحسنت حالتي عندما قرأت قصص كثيرة جدا عن أناس شجعان اعترفوا بمشكلاتهم ثم واجهوها. لقد استفدت من نصائحهم وخبراتهم، وربما يمكنكم أنتم أيضا الاستفادة منها.
أعرف ان هناك الكثير من الناس لم يكونوا محظوظين مثلي وليس لديهم الرعاية الطبية اللازمة والمال الكافي لمقابلة أطباء أكفاء لسماعهم ومساعدتهم، ولكني أرجو من خلال مشاركة قصتي ودعوة اخرين لإخبارنا بقصصهم ان نستفيد جميعا.