إلى وزير التربية: لماذا المباغته في اعلان نتائج التوجيهي.. وما جدوى مؤتمرك؟
جو 24 :
أحمد عكور - يستغرب المراقب لأداء حكومة الدكتور هاني الملقي من الحديث عن ارتفاع مستوى التنسيق بين المؤسسات الحكومية، فالواقع لا يشير إلى ذلك أبدا، ولعلّ هذا ما يتكشّف للناس في كلّ يوم وحدث، وكان اخرها خلال اعلان نتائج الثانوية العامة.
وزارة التربية والتعليم، أعلنت، الأربعاء، أن وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز سيعقد المؤتمر الصحفي الخاص بنتائج الثانوية العامة في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر الخميس، وفي العرف الراسخ أن موعد اعلان النتائج يكون بالتزامن مع موعد عقد المؤتمر "إلا إذا أعلنت الوزارة خلاف ذلك بشكل صريح"، ولكن ما جرى هو ايهام الناس بأن النتائج ستعلن في تمام الثانية عشرة ظهرا فيما جرى اعلانها في الرابعة فجرا.. وفي ذلك ضرب لعلاقة الناس بالوزارة، وعلاقة الوزارة بوسائل الاعلام التي تُركت لتستقي الخبر اليقين من الأهالي ووسائل التواصل الاجتماعي!
الوزارة لم تُباغت الناس وحدهم، بل يبدو أنها فاجأت كلّ الجهات الرسمية التي اعتقدت -كما هو الطبيعي- أن موعد اعلان النتائج هو تمام الثانية عشرة ظهرا، وربما كانت مديرية الأمن العام من الجهات التي تفاجأت أيضا بموعد اعلان النتائج، ولم تتمكن من ضبط الأشخاص الذين قاموا باطلاق العيارات النارية مطلع فجر الخميس وأثاروا الذعر والرعب في قلوب المواطنين الاخرين.
الواقع أن الوزارة نسفت كثيرا مما تمّ بناؤه في ضبط الرعب والتوتر المصاحب لاعلان نتائج الثانوية العامة، وسنعود إلى الأيام التي كانت تشهد سهر طلاب التوجيهي وذويهم أمام شاشات الحاسوب لتفقد إذا ما كانت النتائج صدرت أم لا، وسيشكك كثيرون باعلانات وزارة "التربية والتعليم" المتعلقة في هذا المجال، خاصة وأن تصريحات صحفية واضحة كالشمس صدرت عن مدير ادارة الامتحانات، زيدان العلاوين، الأربعاء أكد فيها الأخير أن لا اعلان للنتائج قبل المؤتمر الصحفي الخاصّ بالوزير الرزاز..
لا نعلم بأي وجه سيبرر الرزاز للأهالي والناس الذين أصابهم الرعب جراء اطلاق النار مطلع الفجر -وهو وقت غير متوقع لاعلان النتائج- وكيف سيقنعهم بقبول الاعتذار، ولا نعلم كيف سيكون الحال لو تزامن اطلاق النار مع وجود مداهمة أمنية في إحدى مناطق المملكة وذهب ضحية ذلك أحد الأبرياء، وكيف سيتمكن الوزير من استعادة مصداقية مجددا؟!
والسؤال الاخر الآن عن جدوى المؤتمر الصحفي الذي سيعقده الوزير ومدى أهميته عند الناس، ولماذا لم يكتفِ بخبر وبيان صحفي يذكر فيه أسماء الطلبة الأوائل في مختلف التخصصات؟!
في الحقيقة إن خطأ وزارة التربية والتعليم اليوم يُصنّف ضمن الأخطاء الجسيمة التي يصعب اصلاحها على المدى القريب، وأعادنا خمس سنوات إلى الخلف، بعدما كادت مسألة اعلان النتائج تكون "أمرا اعتياديا".. ونعتقد أن الوزير الرزاز كان في غنى عن هذا الـ"اكشن"..