مواقع التواصل الاجتماعي: كن ذكياً واحذر الأفخاخ!
جو 24 :
من منّا لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي عشرات المرات يومياً؟ "فايسبوك" اقتحم حياتنا بصوره ومنشوراته، و"تويتر" دخل إلى يومياتنا ليعلمنا بالأخبار لحظة بلحظة. نتابع أشخاصاً ونتجاهل آخرين. ننشر صوراً وكتابات تعبّر عن شخصيتنا وآرائنا، لكن هل نستعمل هذه الوسائل بشكل لائق ومتماش مع الإتيكيت الحديث لهذا العالم الإفتراضي؟ وماذا عن الممنوعات والضوابط؟
العالم الافتراضي المتمثّل بمواقع التواصل يختلف عن العالم الواقعي، لكن هو وليد هذا الأخير، وعلى الرغم من أنه افتراضي، يجب خلال استخدامه المحافظة على آداب الكلام، حتى لو كان كلّ شخص منّا يتواصل مع الآخر من وراء شاشة كمبيوتره أو هاتفه الخلوي، وفق ما تشير خبيرة الإتيكيت سلام سعد.
وتنصح سعد، في حديث إلى "النهار"، أن يعتبر كلّ شخص أنّ ما يكتبه في مواقع التواصل ستقرأه أمه أو فرد من عائلته أو مدير عمله، وبالتالي ليطرح على نفسه السؤال التالي: "هل أرضى أن أقول هذا الكلام في حضرة أمي أو أبي أو مديري؟".
كن ذكياً!
من جهة أخرى، وفي شأن "خصوصيتنا المنتهكة" عبر وسائل التواصل، تقول سلام: "نحن من نفضح خصوصيتنا على هذه المواقع. وبطبيعتنا كبشر، نحب أن نتشارك يومياتنا مع الآخرين، هذا أمر طبيعي إذ منذ القدم إنّ عادة نشر أخبارنا ويومياتنا وصورنا مألوفة بين الأفراد، إلا أنّ الفارق اليوم هو وجود هذه المنصة المجانية.
وتلفت سلام إلى أنّ دراسات حديثة أشارت إلى أن 70 في المئة من الشركات يبحثون عن اسم الشخص الذي يتقدم إلى العمل، عبر مواقع التواصل ومنها "فايسبوك"، وبالتالي صفحاتنا وصورنا في هذه المواقع تؤثر في حياتنا المهنية والعملية.
وتشدد على أنّ الذكي هو من يكتب أموراً ويحمّل صوراً لن يندم عليها لاحقاً.
الصور... الممنوع والمسموح
صورة الـprofile في الصفحات الخاصة بمواقع التواصل وخصوصاً في "فايسبوك"، من المحبّذ أن تكون رسمية، لا مبالغات فيها بالاتجاهات الدينية أو السلوكية، وأن تبرهن عن وجودنا، وفق ما توضح سعد.
وتتابع: "الصورة غير المناسبة هي التي لا تعبّر عن الشخص كصور الطبيعة، مع العلم أن بعض المجتمعات تمنع نشر الصورة الشخصية عبر مواقع التواصل".
إلى ذلك، توضح سلام أنه حالياً، في الإتيكيت العالمي، الشخص غير ملزم أن يستأذن أصحابه لتحميل صورة تجمعه بهم، بل يجب على أحد هؤلاء الأشخاص، إذا رغب في عدم الظهور على مواقع التواصل، أن يلفت نظر من ينشر الصورة بأنه يرفض تحميلها.
وتشير إلى أنّه "ممنوع وضع صورة للعروس خلال حفل زفافها إلا إذا سمحت بذلك، وذلك لعدم إفساد المفاجأة، وإذا أراد الشخص المدعو أن ينشر صورة من الحفل، من المحبّذ أن تجمعه بالمدعوين والأصدقاء فقط من دون العروس".
وعن صور السيلفي، تقول سعد: "عند التقاط صورة "سيلفي"، ممنوع أن يظهر أشخاص لا نعرفهم في خلفية الصورة".
وتتابع: "إنّ الصور الممنوعة هي التي تظهر فيها الأحذية، "السيلفي" في أماكن الحزن كالعزاء أو المستشفى، الصور الملتقطة من داخل الحمام، ممنوع تحميل عدد كبير من الصور في الوضعية نفسها (الـpose نفسه)، فضلاً عن انه من غير المحبذ التقاط "سيلفي" في وضعية "فم البطة" أو الوجه العابس". وتضيف: "تالياً يجب عدم تحميل صورة سنندم عليها لاحقاً ونلوم أنفسنا على نشرها. الموضة والـtrends ستنتهي يوماً ما لكن المهم عدم التخلي عن اولوياتنا في الحياة".
وتوضح أنّ أفضل الصور هي التي تُرفق بكلام (caption).
إلى ذلك، تشدد على أنه ليس مقبولاً إن كان عن وعي أو عن جهل أن نرى صوراً للأطفال بوضعيات لا تناسب أعمارهم أو بلباس غير مناسب لهم. وتقول: "هذا الامر مرفوض رفضاً قاطعاً!".
ماذا عن المعايدات والتهانئ والعزاء؟
إنّ إرسال معايدة واحدة لمجموعة من أشخاص عبر مواقع التواصل، يشير إلى أن المُرسَل لم يعايد فعلاً بل تذكر هؤلاء الأشخاص، وفق سعد التي تلفت في هذا الإطار، إلى أنّ الاتصال الهاتفي أو الزيارة الشخصية يكسران الرتابة.
وفي شأن تأدية واجب التهانئ أو العزاء، توضح أنه كلما كانت العلاقة بالشخص الآخر قريبة وجبت زيارته، مشددةً على موضوع تأدية واجب العزاء بالقول: "إذا وُجدنا في البلد نفسه مع المحزون، وجبت زيارته، وينفع أن نجمع تقديم واجب العزاء عبر مواقع التواصل والزيارة معاً".
خبيرة الإتيكيت السيّدة سلام سعد.
طلبات الصداقة: ملزمون قبولها؟
إذا تابعت شخصاً ما، هو ليس مرغماً على متابعتك في المقابل (عبر"تويتر" مثلاً) ، ومن له أسبقية اجتماعية أو مهنية يحق له أن يرفض طلب الصداقة أو أن يقبله (عبر "فايسبوك")، توضح سعد. وتقول: "مثال على ذلك، إذا مدير العمل أرسل طلب صداقة لموظف، يجب على الأخير قبولها، لكن في المقابل إذا بادر الموظف بإرسال طلب صداقة إلى المدير ليس مجبراً أن يقبلها".
اخبارنا، صورنا وافكارنا اصبحت منشورة على منصات يتابعها الملايين، إذاً لا بدّ من الحذر في كيفية استخدام وسائل التواصل والتزام الاتيكيت واللياقة في التواصل والتعبير. كن ذكياً في صفحاتك الالكترونية ولا تقع في أفخاخ مواقع التواصل الاجتماعي.
النهار اللبنانية