المدارس حرمت 37% من الطلبة من الوصول لامتحان التوجيهي.. ونسبة النجاح 31%
جو 24 :
* التربية استثنت 46 ألف و244 مشتركا ومشتركة رسبوا في الامتحان المدرسي والغياب، وليس كما ادعت التربية بانهم لم يحضروا!
* 85 ألف و588 طالبا وطالبة رسبوا من أصل العدد الكلي للمشتركين 125 الف و375
* الادارات المدرسية تحرم 37% من طلبة الثاني الثانوي من الوصول لامتحان التوجيهي!
كتب خالد الخواجا -
عذرا يا وزير التربية والتعليم، فالأرقام التي ذكرت حول نسبة النجاح غير صحيحة وهي اقل بكثير من ذلك.. فنتائج الثانوية التي اعتادت الوزارة اعلانها في كل عام وليس لهذا العام تحديدا تكون نسبة النجاح فيها اقل بكثير.
نتائج الثانوية هي معيار ما يقدمه الطلبة على مدار ال 12 عام ويجب ان تكون هذه النتائج غاية في الدقة حتى لا نضلل الشعب الاردني والاعلام والمتخصصين في الشؤون التربوية وشؤون الجامعات.
بحسب الارقام التي ذكرها وزير التربية فان عدد المشتركين للدورة الصيفية لعام 2017 قد بلغ 125 الف و375 مشترك ومشتركة حضر منهم 79 الف و131 مشترك فقط! هنا فلنقف.. ليس قليلا بل كثيرا لما لها من اهمية خطيرة على النتائج برمتها.
نحن الان بصدد الطلبة الذين لم يحضروا والذي بلغ عددهم 46 الف و244 مشترك وهنا التساؤل اين هم ولماذا لم يشاركوا؟ ومن هم؟ وكيف لم يحضر هذا العدد الهائل الذي دفع رسوم الاشتراك للامتحان..؟
هؤلاء الذين لم يحضروا تم ترسيبهم في امتحان الثانوية العامة المدرسي أو لغياب الطالب زيادة على المقرر له من الغيابات المشروعة، أو لأسباب كان من المفروض على وزير التربية توضيحها وفي الغالب هو "رسوب الطلبة المدرسي".
هنا لن اخوض في اسباب الرسوب واحقيتها وظلمها للطالب ومن المسؤول عن رسوبه او غيابه وهل يطبق هذا الرسوب في كافة المناطق او من قبل كافة المعلمين؟ وهل ادى المعلم واجبه التدريسي للطلبة على اكمل وجه ليضع له علامة الرسوب تمنعه من التقدم للامتحان الى الفصل الثاني ودفع 100 دينار؟ وغيرها من التساؤلات الكارثية والكثيرة حول آلية ترسيب الطلبة مدرسيا.
هذا الرقم يشكل ما نسبته قرابة 37% من عدد المشتركين الذين سجلوا للامتحان، وهنا يكمن السؤال حول سبب حذف هذا العدد من الطلبة لتعتمد التربية على نسبة النجاح على الطلبة حيث حضرفقط 79 الف و131 طالب وطالبة وهم الذين تقدموا فعليا للامتحان علما ان الذين لم يحضروا هم مشاركون وراسبون.
التربية هنا لم تذكر انه تم ترسيبهم وانما ذكرت انهم لم يحضروا وهذا للاسف تضليل للمتابعين والقراء بينما المختصون بالتربية يعرفون تماما أن التربية تعمدت اخفاء رسوب هؤلاء الطلبة وعددهم لرفع نسبة النجاح واعتمادها من خلال الذين حضروا فقط .
في الحقيقة إن عدم الحضور يختلف تماما عن الرسوب؛ فهؤلاء رسبوا ولم يتمكنوا من اجتياز شرط الامتحان المدرسي والغياب، وهنا أصبحوا في حكم الراسبين بعدما أخفقوا في الوصول للامتحان أسوة بعدد الطلبة الراسبين في امتحان التوجيهي، لذا فإن هذا العدد لزاما على التربية اضافته للطلبة الذين حضروا امتحان "التوجيهي" ورسبوا فيها.
أما وسم الطلبة الذي رسبوا في الامتحان المدرسي بعدم حضورهم للامتحان فهذا غير صحيح وغير مبرر، وانما رسوبهم منعهم من الحضور، وهنا استخدمت التربية "عدم حضور" لتضليل المشاهد والمتابع والتخفيف من وقع الكارثة التي ارتكبت بهذه العدد الهائل من الراسبين في المدارس.
ما أريد الوصول إليه وتوضيحه للمواطن والقارئ بوضوح وشفافية ان عدد الطلبة الذين نجحوا او رسبوا نسبتهم من عدد المشتركين الاولي وهو 125 الف و375 مشترك وليس اجراء الحسابات بناء على الذين حضروا بحسب وزارة التربية وعددهم 79 الف و131 مشترك في المسار الاكاديمي والدراسة الخاصة.
ووفق الحقائق الواضحة والبسيطة والتي لا تحتاج الى تفسير يكون عدد مجموع الطلبة الذين نجحوا من هذا العدد الاجمالي من الذين تقدموا فعليا للامتحان هو 39 الف و787 طالب وطالبة وبنسبة نجاح 50.2% وفق ارقام الوزارة الرسمية.
وفي حال تم اضافة الذين لم يحضروا او من الذين رسبوا في الامتحان المدرسي والبالغ عددهم 46 الف و244 فان نسبة النجاح لعدد الناجحين من اصل العدد الكلي للمشتركين والبالغ عددهم 125 الف و375 مشترك تكون 31.7% وفي حال طرح عدد الذين لم يحضروا للدراسة الخاصة والبالغ عددهم 10 الاف و331 مشترك كونهم لم يتقدموا فان نسبة النجاح الدقيقة تكون 34% فقط.
* الكاتب صحفي متخصص في الشؤون التربوية في صحيفة الرأي
kkwaja@yahoo.com