jo24_banner
jo24_banner

ما الذي يحدث في مدارس الذكور الثانوية يا وزير التربية.. وهل ستكون الجامعات للاناث فقط؟!

ما الذي يحدث في مدارس الذكور الثانوية يا وزير التربية.. وهل ستكون الجامعات للاناث فقط؟!
جو 24 :
* 10% فقط نسبة الذكور الناجحين في التوجيهي
* 2% فقط نسبة اوائل الذكور في اربع فروع "العلمي والادبي والمعلوماتية والصحي" لثلاث سنوات
* لا وجود لطالب ذكر من الاوائل في الفرع الادبي منذ ست سنوات وكلهن بنات
* لا وجود لطالب ذكر من الاوائل في المعلوماتية والصحي والادبي لخمسة سنوات
* 12% نسبة نجاح الذكور على اوائل المحافظات لثلاث سنوات


كتب – خالد الخواجا -

هل ننتظر يوما وخلال السنوات القليلية المقبلة بان يكون كل الناجحين من طلبة التوجيهي من الفتيات فقط..؟

تدقّ نسبة النجاح الكبيرة للفتيات في التوجيهي والتي تعدت الـ90% بحسب تفاصيل الاحصائيات التي سيكشفها هذا التقرير ناقوس الخطر بأن ابناءنا الذكور سيخرجون من معادلة التعليم الجامعي وربما لن يحظى أي منهم بمنافسة الفتيات، وهذا يثير تساؤلات فيما إذا كان وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز يعلم بهذه الفروقات واذا كانت الوزارة استعدت لكشف اسباب هذا الاختلال الخطير وما هي مسبباته واين القصور في ذلك.

لن نقف عند الارتياح الذي يلوح به البعض بأن الفتيات على مستوى عال من الذكاء وأنهنّ أولى بالنجاح خلافا للاتهامات الشعبية والمجتمعية وحتى الاعلامية منها بان سبب اخفاق الطلبة الذكور يعود الى كونهم غير مبالين وفاسدون ومدللون ولا يكترثون بالتعلم وغيرها من هذه الاتهامات التي لن تجدي في حل هذه الاختلال التعليمي.

هذه النظرة الأحادية والظالمة وضعت الطلبة الذكور في مصاف "عدم الاكتراث"، وتركهم دون ان تكلف الوزارة نفسها باجراء دراسة علمية تقف على هذه الاسباب وحلولها، وأين تسير نتائج هذه الفروقات التي اخذت تتسع بشكل خطير حسب نتائج الوزارة.

وتكشف الأرقام والنسب التي سنطرحها هنا والتي تستند إلى النتائج الرسمية عن وجود كارثة قد يصل فيها المطاف خلال سنوات قليلة فقط لنشاهد ان كل الناجحين من الفتيات.

ومن النتائج التي "لا تصدق" أيضا والتي لا يمكن السكوت عنها انه خلال السنوات الست الماضية لم يكن اي طالب من الذكور في المراتب العشرة الاوائل على المملكة في الفرع الادبي.

ولم يكن الحال في الفرع العلمي بافضل حال حيث بلغ مجموع الطلبة الاوائل خلال الثلاث سنوات لعام 2011/2012/2013 من الاناث والذكور 36 طالب وطالبة منهم 28 فتاة وثمانية طلاب ذكور وبنسبة تفوق الاناث تقارب ال 80% .

أما النتائج الحالية لاوائل المملكة فقد كشفت عن تمكن طالبين في الفرع العلمي من حصد موقع ضمن الاوائل في الفرع العلمي، بينما لا احد في الفرع الادبي تمكن من ذلك، أي أن 18 طالبة من أصل 20 حصدن مقاعدهن ضمن الأوائل وبنسبة 90% .

الامر لم يقف عند ذلك بل ظهرت الكارثة الكبرى في مجاميع الاوائل لكل التخصصات وهي العلمي والادبي والمعلوماتية والتعليم الصحي والشرعي والزراعي والفندقي والاقتصاد المنزلي، اضافة لأوائل مديريات التربية والتعليم لعام 2011 حيث فازت 292 طالبة بالمراكز الاولى من اصل 324 كانوا الاوائل في ذلك العام وبنسبة تفوق زادت عن ال90% وللذكور 10% فقط.

وفي التفاصيل ايضا وبنفس العام لم ينجح اي طالب في الفروع الادبي والزراعي والتعليم الصحي.

وفيما يتعلق بأوائل مديريات التربية والبالغ عددها 43 مديرية في فرع الادارة المعلوماتية، لم يحصد سوى طالب واحد فقط مقعدا ضمن الأوائل، مقابل 44 طالبة، وبنسبة نجاح للذكور 2% فقط.

وفي الادبي كان هنالك طالبان فقط من بين 40 طالبا وطالبة، وبنسبة نجاح 5% فقط، وفي الفرع العلمي 11 طالبا من 44 طالبا وطالبة وبنسبة 33% ، بينما في التعليم الصحي لم يكن هنالك سوى ثلاث طلاب من بين 38 طالب وطالبة وبنسبة نجاح 7% فقط ، لتكون نسبة حصد الطلبة في أوائل المديريات للاربع تخصصات السالفة الذكر 10% فقط.

أما نتائج الثانوية في عام 2012 فلم تكن باحسن حال من سالفتها حيث كشفت نتائج الاوائل بان الثلاث تخصصات الرئيسية وهي الادبي والمعلوماتية والتعليم الصحي لم يحظَ بها أي طالب وفي العلمي طالب واحد فقط.

وفي أوائل المديريات للفروع الاربعة "الادبي والعلمي والمعلوماتية والتعليم الصحي" فقد بلغ عدد الطلبة الذكور فقط 20 طالب من أصل 163 طالب وطالبة وبنسبة نجاح 12% فقط .

أما في عام 2013 فتكررت نفس النتائج والفروقات، حيث لم يكن اي طالب من الاوائل في ثلاث فروع رئيسية وهي الادبي والمعلوماتية والتعليم الصحي بينما في العلمي لم يكن سوى طالب واحد فقط من أصل 16 طالب وطالبة، وفي حال استخراج النسبة لهذه التخصصات الاربعة فإن نسبة عدد الطلبة الاوائل 2% فقط من العدد الاجمالي للاوائل والبالغ عددهم 45 طالب وطالبة.

بينما تشير احصائية اوائل المديريات بأن طالبين فقط حصلا على أوائل المديريات في فرعي المعلوماتية والادبي من اصل 83 طالبا وطالبة، وبنسبة 2% ، بينما نسبة نجاح الذكور في ذلك العام بين أوائل المديريات قد وصل عددهم إلى 21 طالبا من أصل 154 طالب وطالبة، وبنسبة وصلت الى 13% فقط.

هذه الارقام تكشف مدى الوضع الكارثي والمستقبلي للطلبة الذكور حيث ان 90% من الراسبين هم من الطلاب الذكور.

وبلغت نسبة نجاح الطلبة الذكور خلال السنوات الثلاث في اوائل المديريات في المللكة والبلغ عددها 42 مديرية 12% فقط والبلغ عددهم 463 طالبا وطالبة.

ماذا يجري يا وزير التربية في مدارس الذكور واين هي المنافسة وكيف لنا ان نقبل هذا الفارق الواسع بين الجنسين حيث اكد العديد من الخبراء والمهتمين والمسؤولين ان مدارس الذكور لا تدرس كما هو الحال في مدارس الاناث، علما ان ميزات المعلم هي اعلى واحسن من ميزات المعلمة..

اين التقييم المدرسي الحقيقي واين دور الاشراف التربوي والادارات المدرسية والزيارات المفاجئة والمتابعة والتقيم لمدراء التربية فهل يعقل ان يبقى الطالب لـ 12 عاما دون تقييم حقيقي لمستواه الى ان يصل الى عنق الزجاجة وهو امتحان التوجيهي للخروج منها؟! وأين التغذية الراجعة التي كان من المفترض أن تكشف هذا القصور التعليمي في مدارس الذكور قبل التوجيهي بمراحل؟!!

هل يعقل أن تخصص الحكومة مليار دينار في كلّ عام وأن تكون النتائج بهذا الانحدار والفوضى ورسوب هذا العدد الكبير من الطلبة؟ علما ان تكلفة الطالب الحكومي الواحد تصل إلى ألف دينار سنويا وفق مجمل المصاريف، حيث اكد التقرير الاممي ان الأردن يصرف على التعليم أموالا أكثر من اللازم.

كما أن السؤال الاخر يدور حول مئات المدارس الذكورية لم ينجح منها اي طالب، فهل تم علاجها ومتابعتها؟!

رئبس الوزراء الأسبق الدكتور معروف البخيت وفي زيارة مفاجئة لمدرستين في أبو نصير كشف عن وضع مأساوي لمدرسة الذكور من غياب للمعلمين وتكسير المقاعد وخراب المرافق الصحية والفوضى التي كانت تسيطر على المدرسة أثناء الزيارة، مقابل ذلك وجد الرئيس البخيت خلال زيارته لمدرسة الاناث في نفس المنطقة انضباطا والتزاما عاليا.

وبالنظر إلى جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز، نجد أن أكثر من 90% من الحاصلين على الجوائز هنّ من المعلمات، بينما لم يحصل كثير من المعلمين على هذه الجائزة، فأين التدريب والحافز والعطاء والقسم الذي تخر له الجباه والامانة التي يحملها المعلمين؟!

وهنا ألفت إلى وزير التربية والتعليم الأسبق، الدكتور تيسير النعيمي، والذي منع مدراء التربية من زيارة مدارس الاناث إلا للضرورة، وطلب التركيز على مدارس الذكور -بعد ان كان بعض المدراء لا يعرفون مدارس الذكور ودائمي الاقامة في مدارس الاناث-.

أين المشرفون التربويون من تقييم الوضع واين تقاريرهم السنوية للمعلمين الذكور وماهي انجازاتهم.

أين نقابة المعلمين ودورها المهني لانقاذ ابنائهم وأبناء هذا الوطن من شبابنا الذكور والذين بلغت أعداد الراسبين منهم عشرات الآلاف.

لا بدّ من تفعيل تدريب المعلمين بشكل حقيقي، ولا بدّ من تكثيف الزيارات إلى كافة مدارس البنين، ومعالجة وتقييم المدارس التي لم ينجح منها احد.

إن تأنيث التعليم تجاوز كل الحدود، وغيّب العدالة عن التعليم، واصلاحها لن يكون الا بمواقف واجراءات وطنية ومجتمعية تترأسها وزارة التربية ونقابة المعلمين والمجتمع المحلي ومجالس أولياء الامور وكل معني بالتعليم في مدارس الذكور ومحاسبة المقصرين فيها، فالطالب والطالبة سيان وعددهم في المرحلة الثانوية 213 الف و778 طالبا وطالبه منهم 111 ألف و477 طالبة اي نصف العدد، وعلينا أن لا نجلد ابناءنا ونشوه صورتهم بأنهم غير اسوياء، وأن لا نتركهم في رسوبهم يعمهون، بل علينا اعادة النظر بشمولية أكثر للتعليم فيها.


* الكاتب مختص في شؤون التعليم

kkwaja@yahoo.com
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير