لمى توفيت في المستشفى خلال الولادة... الوالد يتّهم، والطبيب: السبب ردّة فعل على دواء
ودعتوالدتهابعدما اطلعتها انها تشعر بالخوف، دخلت الى غرفة العمليات لتضع مولودها الذي انتظرت رؤيته بفارغ الصبر، لكنها سلمت الروح قبل ان تكحل عينيها به. هي لمى زرقط ابنة بلدة الزرارية التي حرم أولادها الثلاثة من حنانها، بعدما فارقتهم رغماً عنها.
مرور الكرام
27 عاماً هي عدد السنوات التي كتب للمى المرور بها في هذه الحياة، قبل ان تنطفئ شمعتها في اللحظة التي خططت ان تكون فرحتها، أطبقت عينها بعد ساعات من وضع جنينها محمد مهدي، والدها عباس المفجوع من هول الخسارة، تحدثَ لـ"النهار" عن المصاب، ومع ذلك كما قال " اسلم امري الى الله، اطلب منه ان يأخذ حق ابنتي التي قتلوها في المستشفى". وأشار "لم تكن تعاني من اي مرض، اوصلتها الى المستشفى للولادة، لأتلقى بعدها بساعات اتصالاً من قريبتي تطلعني ان لمى بحاجة الى دم، سارعت وأمنت لها 4 وحدات، لأتفاجئ بعد وفاتها انها لم تكن تعاني من نزيف وقد اجري لها بنج عمومي بدلا من الموضوعي، وكل التبريرات التي سمعتها من الاطباء لا اصدقها".
#الدواءخلف المصاب؟!
الاحتمال الاكبر لما حصل مع لمى هو كما قال طبيب البنج علي علاء الدين " ردة فعل على دواء للغثيان اعطي لها قبل العملية، استفز دماغها، فقام جسدها بتقلصات بعد نصف ساعة، على الرغم انه في العادة لا تكون ردة فعل المريض عليه الى هذه الدرجة"، وشرح ان "هذا الدواء يعطى للسيدات قبل الولادة، بعضهن يقمن بحركات لا ارادية عن وعي، لكن ما حصل مع لمى تدهور كبيرفي حالتها الصحية، نوبات قوية، ارتفاع في درجة حرارة جسدها وعدم استجابتها للأدوية المضادة للسيطرة على الوضع".
تفاصيل#الكارثة
أدخلت لمى قبل ظهر امس الى غرفة العمليات للولادة، وقال علاء الدين "أعطيت بنجا نصفيا، كانت تتحدث بشكل طبيعي، لكن عندما همّت الممرضة لوضع ميل لها، بدأت تقوم بردة فعل لا ارادية عن وعي، اي تحريك جسمها من دون امكانية السيطرة عليه، طلبنا منها ان تهدأ أجابت انها لا تستطيع، بدأت التقلصات تقوى، عندها خشيت طبيبتها من انفجار رحمها كونها الولادة القيصرية الثالثة لها، كان هدفنا ولادتها بأسرع وقت ممكن لانقاذ الجنين، وبالفعل شق بطنها وسحب الجنين من دون ان تتوقف النوبات".
لم تعطَ للمى أدوية منومة قبل الولادة كي لا يتأثر الجنين، لكن كما لفت الطبيب "بعد عملية ولادتها التي استغرقت نحو ربع ساعة، أدخلت الى غرفة الانعاش، أعطيت أدوية منومة من دون ان تستجيب، كان ذلك نحو الساعة الواحدة بعد الظهر، ارتفعت حرارة جسدها الى 42 درجة خلال 20 دقيقة، أجرينا لها فحصاً اظهر ان نسبة التأكسد مرتفعة في دمها، تم تبنيجها عمومياً كي تتوقف التقلصات، استجابت، الا انه عند الساعة الثالثة حصل اضطراب في كهرباء قلبها اجرينا لها صدمات كهربائية حتى الساعة الخامسة والنصف، لكن للاسف فارقت الحياة مع العلم ان الصورة الصوتية التي اجريت اظهرت عدم تعرضها لأي نزيف "، لكن لماذا يعطى المرضى دواء الغثيان هذا ان كان له ردة فعل سلبية؟ اجاب علاء الدين" هو كأي دواء له تأثيرات جانبية، وقد سألت الطبيبة المريضة مرتين ان كانت تعاني من أية حساسية على دواء معين أجابت بكلا".
اليوم وصل زوج لمى من أفريقيا، ليشارك في وداعها الأخير، فبدلاً من يلتقيها ومولودها، سيحضن نعشها قبل أن تلتحف التراب وتفارق الأهل والأحباب!