هل يجيب أردوغان طلب رقية "التركية" في غزة؟ (فيديو)
جو 24 :
بنت "العصملّي" كما تقول عن نفسها رقية ديمير 27 عامًا، ترتبط اليوم بذاك الباسل الفلسطيني الذي بلغ أشده بإتمامه الأربعين من عمره، "كيف ولماذا" قد يدفعك التساؤل تلقائيًا لحظة معرفتك بالخبر، لاسيما وأن "التركية" كانت قد رفضت العشرات ممن تقدموا لخطبتها وقبلت بــ "القسامي" "باسل صالحية"!
رؤيا وشقة
للمعجزة وجه شبهٍ في قصة التركية وخطيبها، بدءًا من تلك الشقة في البرج السكني الذي يعمل فيه باسل رئيسا لمجلس إدارته، حيث طلب صاحبها منه تأجيرها قبل أسبوعين فقط من حضور رقية لطلب شقة، وليس انتهاءً برقية التي صرّحت عبر وسائل الاعلام المحلية والدولية بأنها سترتبط بمجاهد من فلسطين وستزور الأقصى معه!
في لغة الضاد، تحولت الحروف الحلقية عند رقية الى "هاء" بشكل تلقائي، الا أنه كان من السهل علينا فهمها، حيث أمضت عامًا كاملًا في قطاع غزة لدراسة الماجستير تخصص صحة نفسية ومجتمعية.
اذهب حيث يرتاح قلبك، اذهب حيث تشعر بالأمان والاطمئنان، كان شعارها في الحياة، فلم تأبه العشرينية رقية بوضعها الاقتصادي والأسري الممتاز وتركت كل الرفاهية خلفها لأجل غزة وتعزيز صمودها، فاشتد وثاقها بها بعد أول لقاء لها مع ذاك المجسم على مكتب باسل!
فوق مجسم الكرة الأرضية كانت راية التوحيد والتي وضعها باسل، وكانت أول ما لفت انتباه رقية لها في المكان لحظة اتفاقهما على الشقة التي ستقيم فيها.
تقول رقية ولم تغب ابتسامتها طيلة المقابلة:" سألته، ماذا تعني لك هذه؟، فأجابني:" هدفي في الحياة أن يعم الايمان على كل سكان الكرة الأرضية وأن ينطقوا بلا إله الا الله محمد رسول الله وأن يفعلوا بها، وأضعها أمامي حتى لا أنسى هدفي من الحياة، فأنا أحارب لأجل أن تعم العدالة".
حتمًا ستدعو لهما بالسعادة بعد درايتك بأنهما لم يتقاسما الملامح فحسب، بل تقاسما الهدف كذلك، حيث ردت عليه رقية وهي تشعر بالصدمة:" أتدري وأنا جئت من تركيا لهذا الهدف".
توركيش كافيه
في شقة رقية تبادلنا أطراف الحديث، وعلمتنا بعضًا من الكلمات التركية كـ "صباح الخير" و"إلى اللقاء"، إلى أن تعرفت مراسلة "الرسالة" على طريقة تحضير "توركيش كافيه".
حديثها كان هادئًا كما ملامح وجهها وهي تخبرنا عن تعلقها بغزة وحبها لها، وكما النار الهادئة التي تعتبر البند الأهم لتتذوق قهوة تركية وفق نصيحتها لنا.
رغوة القهوة "فارت" على عجالة، بالتزامن مع سؤالنا لها: "لماذا باسل؟ " ارتشفت رقية القليل منها قبل أن تجيب، وقبل أن توزعها في فناجين بيضاء اللون، ثم قالت:" رجل يحب العدالة، لم يخطبني لجمالي، مجاهد وهدفه في الحياة سامٍ جدًا(...) هو انسان يفعل ما يقول".
الانطباع الأول الذي تركه باسل في نفس رقية بأنه انسان بسيط ومتواضع، فلا يمكن لها أن تنسى اليوم الأول لها في البرج السكني وقد ظنت بأنه أحد عمال البناء، حيث كان منهمكًا في ترميم احدى الجدران، قبل أن تقابله بعد نصف ساعة وهو خلف مكتبه يتفقان على تفاصيل شقتها!
كيمياء وشرف
مشهد القهوة التي تغلي حضر فجأة خلال حديثها عن رفض أهلها، كقلب أمها الذي كان يغلي هو الآخر حيث تعيش أسرتها حالة من الصدمة حتى اللحظة، وفق رقية.
"بنت الدلال "البرنسيسة" لماذا ترتبطي بمجاهد من غزة؟" كانت تصلها هذه الرسائل تباعًا من أهلها في تركيا، الى أن تم الاتفاق والخطبة كذلك.
"إلى أبي وأمي" هي مطلع رسالة باسل الأولى لعائلة رقية، ذاك الفلسطيني الذي أنهى ماجستير في فسيولوجيا النبات وآخر بالتكنولوجيا الحيوية، ويدرس الدكتوراه، وألّف عشرة كتب في الشؤون العسكرية، كان لديه القدرة على مخاطبة العقول أيضًا والوصول الى كيمياء مشتركة بينه وبين أهل رقية!
لم يغب عن بالنا ذاك السؤال: "هل أتيت من تركيا لتمسي أرملة مجاهد في غزة؟" كان سؤالًا لتذكيرها فقط بواقع القطاع، وتعرضه المستمر للعدوان الاسرائيلي، الا أن لمعة عينيها أقرت المصير ذاته الذي من الممكن لباسل أن يلقاه، وقالت باقتضاب: "إنه لشرف لي".
الى هنية وأردوغان
الساعة كانت تشير الى منتصف النهار عند مغادرتنا لشقة رقية بغزة متجهين معها الى شاطئ البحر، تلك الساعة هدية باسل الأولى لعروسه، في إشارة منه لأن وقتنا كفلسطينيين ثمين، وفي رسالة منه لرقية "إذا تسلل لقلبك شيء من اليأس، تذكري هدفك الأسمى في الحياة، ولا تقتلي الوقت".
قريبا من تركيا، جلسنا مع رقية على الشاطئ، لأنه المكان الأحب الى قلبها، ويبدو بأنها أدركت، كما أهل القطاع، بأنه المتنفس الوحيد لهم.
"فرحي ليس للرقص" كانت حازمة وهي ترددها، يبدو بأنها تعي جيدًا أن حفل زفافها هو رسالة بحد ذاته، وتكمل بالقول:" رسالة من الشعب الفلسطيني القادر على الحياة، ورسالة سلام بين الشعوب الإسلامية والعربية في كل العالم، وأن نستمر في تركيا بدعم غزة بالفرح ومحاولة لرفع الحصار عنها".
كأي عروس تحلم بالكثير وتبدأ بالتحضير لقائمة المدعوين، أهدتنا ابتسامة ثم راحت بنظرها الى الأمواج التي تسابق بعضها البعض وقالت:" أدعو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان حضور حفل زفافي وأن يكونا شهود عليه في غزة".
مراسم الفرح والتي ستبدأ في المسجد العمري الكبير لما له مكانة تاريخية إسلامية كبيرة وفق رقية، ثم ستكمل تلك المراسم بحفل فلسطيني ترتدي خلاله الثوب الفلاحي المطرز، آملة أن تباركه غزة كلها بألوانها وأطيافها.
(الرسالة)
رؤيا وشقة
للمعجزة وجه شبهٍ في قصة التركية وخطيبها، بدءًا من تلك الشقة في البرج السكني الذي يعمل فيه باسل رئيسا لمجلس إدارته، حيث طلب صاحبها منه تأجيرها قبل أسبوعين فقط من حضور رقية لطلب شقة، وليس انتهاءً برقية التي صرّحت عبر وسائل الاعلام المحلية والدولية بأنها سترتبط بمجاهد من فلسطين وستزور الأقصى معه!
في لغة الضاد، تحولت الحروف الحلقية عند رقية الى "هاء" بشكل تلقائي، الا أنه كان من السهل علينا فهمها، حيث أمضت عامًا كاملًا في قطاع غزة لدراسة الماجستير تخصص صحة نفسية ومجتمعية.
اذهب حيث يرتاح قلبك، اذهب حيث تشعر بالأمان والاطمئنان، كان شعارها في الحياة، فلم تأبه العشرينية رقية بوضعها الاقتصادي والأسري الممتاز وتركت كل الرفاهية خلفها لأجل غزة وتعزيز صمودها، فاشتد وثاقها بها بعد أول لقاء لها مع ذاك المجسم على مكتب باسل!
فوق مجسم الكرة الأرضية كانت راية التوحيد والتي وضعها باسل، وكانت أول ما لفت انتباه رقية لها في المكان لحظة اتفاقهما على الشقة التي ستقيم فيها.
تقول رقية ولم تغب ابتسامتها طيلة المقابلة:" سألته، ماذا تعني لك هذه؟، فأجابني:" هدفي في الحياة أن يعم الايمان على كل سكان الكرة الأرضية وأن ينطقوا بلا إله الا الله محمد رسول الله وأن يفعلوا بها، وأضعها أمامي حتى لا أنسى هدفي من الحياة، فأنا أحارب لأجل أن تعم العدالة".
حتمًا ستدعو لهما بالسعادة بعد درايتك بأنهما لم يتقاسما الملامح فحسب، بل تقاسما الهدف كذلك، حيث ردت عليه رقية وهي تشعر بالصدمة:" أتدري وأنا جئت من تركيا لهذا الهدف".
توركيش كافيه
في شقة رقية تبادلنا أطراف الحديث، وعلمتنا بعضًا من الكلمات التركية كـ "صباح الخير" و"إلى اللقاء"، إلى أن تعرفت مراسلة "الرسالة" على طريقة تحضير "توركيش كافيه".
حديثها كان هادئًا كما ملامح وجهها وهي تخبرنا عن تعلقها بغزة وحبها لها، وكما النار الهادئة التي تعتبر البند الأهم لتتذوق قهوة تركية وفق نصيحتها لنا.
رغوة القهوة "فارت" على عجالة، بالتزامن مع سؤالنا لها: "لماذا باسل؟ " ارتشفت رقية القليل منها قبل أن تجيب، وقبل أن توزعها في فناجين بيضاء اللون، ثم قالت:" رجل يحب العدالة، لم يخطبني لجمالي، مجاهد وهدفه في الحياة سامٍ جدًا(...) هو انسان يفعل ما يقول".
الانطباع الأول الذي تركه باسل في نفس رقية بأنه انسان بسيط ومتواضع، فلا يمكن لها أن تنسى اليوم الأول لها في البرج السكني وقد ظنت بأنه أحد عمال البناء، حيث كان منهمكًا في ترميم احدى الجدران، قبل أن تقابله بعد نصف ساعة وهو خلف مكتبه يتفقان على تفاصيل شقتها!
كيمياء وشرف
مشهد القهوة التي تغلي حضر فجأة خلال حديثها عن رفض أهلها، كقلب أمها الذي كان يغلي هو الآخر حيث تعيش أسرتها حالة من الصدمة حتى اللحظة، وفق رقية.
"بنت الدلال "البرنسيسة" لماذا ترتبطي بمجاهد من غزة؟" كانت تصلها هذه الرسائل تباعًا من أهلها في تركيا، الى أن تم الاتفاق والخطبة كذلك.
"إلى أبي وأمي" هي مطلع رسالة باسل الأولى لعائلة رقية، ذاك الفلسطيني الذي أنهى ماجستير في فسيولوجيا النبات وآخر بالتكنولوجيا الحيوية، ويدرس الدكتوراه، وألّف عشرة كتب في الشؤون العسكرية، كان لديه القدرة على مخاطبة العقول أيضًا والوصول الى كيمياء مشتركة بينه وبين أهل رقية!
لم يغب عن بالنا ذاك السؤال: "هل أتيت من تركيا لتمسي أرملة مجاهد في غزة؟" كان سؤالًا لتذكيرها فقط بواقع القطاع، وتعرضه المستمر للعدوان الاسرائيلي، الا أن لمعة عينيها أقرت المصير ذاته الذي من الممكن لباسل أن يلقاه، وقالت باقتضاب: "إنه لشرف لي".
الى هنية وأردوغان
الساعة كانت تشير الى منتصف النهار عند مغادرتنا لشقة رقية بغزة متجهين معها الى شاطئ البحر، تلك الساعة هدية باسل الأولى لعروسه، في إشارة منه لأن وقتنا كفلسطينيين ثمين، وفي رسالة منه لرقية "إذا تسلل لقلبك شيء من اليأس، تذكري هدفك الأسمى في الحياة، ولا تقتلي الوقت".
قريبا من تركيا، جلسنا مع رقية على الشاطئ، لأنه المكان الأحب الى قلبها، ويبدو بأنها أدركت، كما أهل القطاع، بأنه المتنفس الوحيد لهم.
"فرحي ليس للرقص" كانت حازمة وهي ترددها، يبدو بأنها تعي جيدًا أن حفل زفافها هو رسالة بحد ذاته، وتكمل بالقول:" رسالة من الشعب الفلسطيني القادر على الحياة، ورسالة سلام بين الشعوب الإسلامية والعربية في كل العالم، وأن نستمر في تركيا بدعم غزة بالفرح ومحاولة لرفع الحصار عنها".
كأي عروس تحلم بالكثير وتبدأ بالتحضير لقائمة المدعوين، أهدتنا ابتسامة ثم راحت بنظرها الى الأمواج التي تسابق بعضها البعض وقالت:" أدعو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان حضور حفل زفافي وأن يكونا شهود عليه في غزة".
مراسم الفرح والتي ستبدأ في المسجد العمري الكبير لما له مكانة تاريخية إسلامية كبيرة وفق رقية، ثم ستكمل تلك المراسم بحفل فلسطيني ترتدي خلاله الثوب الفلاحي المطرز، آملة أن تباركه غزة كلها بألوانها وأطيافها.
(الرسالة)