هل تمضي عطلة العيد دون حوادث في العقبة؟
تطرح الحوادث المتكررة على شواطئ العقبة، خصوصا في الإجازات والعطل الرسمية، اسئلة ما تزال تبحث عن إجابات، حول أهلية الشاطئ، وقدرة القائمين عليه بتوفير شروط السلامة العامة لمرتادي الشاطئ.
يجد كثير من الأردنيين في شاطئ العقبة المتنفس الوحيد للراحة بعيداً عن أجواء وإيقاع العمل اليومي، إلا أن بعضاً منهم لم يتوقع أن يغادرها راكباً ضاحكاً ليعود منها غارقاً ومن حوله يبكون، ليصبح مجرد خبر تبثه وسائل الإعلام «غرق شاب / طفل في العقبة».
ومع اقتراب عطلة عيد الاضحى التي تتزامن مع أجواء مناسبة لزيارة العقبة مع توقعات بانحسار موجات الحر، واكتظاظ الزوار في المدينة الجنوبية جالت الرأي على شواطئ العقبة للوقوف على إجراءات السلامة العامة ومدى تطبيقها على الشواطئ.
وبحسب أحصائية صادرة عن الدفاع المدني شهد العام الحالي 36 حالة غرق في مختلف مناطق المملكة في حين أنه لا توجد إحصاءات رسمية حول العقبة، إلا أن إرقاماً غير رسمية تشير الى وفاة ما لا يقل عن 7 أشخاص غرقاً منذ بداية العام الحالي حتى شهر تموز الماضي، بالاضافة الى عشرات حالات الاصطدام والاصابات التي خلفتها حالة الفوضى التي يعيشها الشاطئ.
رصدت «الرأي» خلال جولتها على شاطئ العقبة حالة الفوضى التي يعيشها الشاطئ العام، فما تزال القوارب الزجاجية تعوم فوق سطح البحر بشكل عشوائي إلى جوارها الزلاجات البدالات وبعض المراكب السريعة في حين يغامر زوار الذين فضلوا السباحة بمخاطرها، على الجلوس على الشاطئ والاستمتاع بمشاهدته عن بعد.
أطفال يسبحون على بعد أمتار من الشاطئ تسير بمحاذاتهم قوارب زجاجية تصدح سماعاتها بموسيقى عالية ويقودها مراهقون بأعمار صغيرة بشكل خطر في حين تبعد عنهم القوارب السريعة أقل من 200 مترٍ تقريباً مع وجود عدد من قوارب البدالات، كلها تكتظ في محيط محدود جغرافياً داخل حرم البحر.
وفي بعض الأحيان وبسبب «فوضوية المشهد» يفضل كثيرون من زوار الثغر الباسم الجلوس على الشاطئ «وإقناع النفس» بأن الإستلقاء على الشاطئ ومراقبة المشهد عن بُعد متعة لا تضاهيها متعة، مقارنة مع مغامرة غير محسومة العواقب في الدخول إلى البحر.
واكد مدير الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية ايهاب عيد ضرورة تطبيق معايير السلامة في الشاطئ من خلال معايير العلم الازرق للسلامة والتي هي ضرورة تهدف الى الارتقاء بالشواطئ وتطبيق أعلى المعايير العالمية للسلامة بما يحفظ سلامة وارواح الزورا ويقدم لهم متعة ترفيهية بدون مخاطر.
وذكر عيد ان الجمعية لديها خبرة دولية في تأهيل المؤسسات للتقيد بمعايير العلم الازرق، حيث تعتبر الممثل الرسمي للمؤسسة العالمية للتعليم البيئي من بين الجمعيات البيئية في المنطقة العربية لتمثل المؤسسة في برنامج العلم الازرق والذي يعتبر من أهم البرامج الدولية ذات الطابع السياحي البيئي التفاعلي المستدام.
واضاف عيد ان الجمعية اطلقت منذ بداية العام مشروع الحق في الأمان على البحر الممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية من خلال برنامج دعم مبادرات المجتمع المدني المنفذ من قبل (FHI360) يهدف الى تحقيق سبل السلامة العامة والامان لمرتادي الشواطئ العامة في العقبة من خلال تطبيق برنامج العلم الازرق الدولي على احد الشواطئ العامة بالعقبة.
يذكر ان برنامج العلم الازرق مطبق في 64 دولة في العالم لما له من آثار إيجابية جدا في تحسين الشواطئ وملاءمتها للاستخدام.