يقتل بصمت خلال 3 أيام.. "عطر" حذرت منه الجزائر وموجود في كل من مصر والكويت والعراق
جو 24 :
تداولت المواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية، بشكل واسع، ورقة منسوبة لوزارة الدفاع الجزائرية، تحذر من اقتناء ووضع عطر قاتل، وقالت مصالح وزارة التجارة إثر انتشار هذا القرار أنها باشرت تحقيقاً ستنشر نتائجه لاحقاً.
وبالتقصي عن حقيقة القضية، يظهر أنها أثيرت في أوقات سابقة بعدد من البلدان العربية، وأنها حملت طابع الإشاعة الموجهة للاستهلاك، في انتظار نتائج التحقيقات الرسمية.
يقتل بصمت
وبحسب الورقة المنسوبة لوزارة الدفاع الجزائرية، المؤرخة في 17 آب/أغسطس 2017، والصادرة عن المديرية الجهوية للصحة العسكرية التابعة للناحية العسكرية الأولى، فإن "المعلومات المتوفرة أفادت بأن التحاليل بينت أن للعطر سمية لا تظهر عند استعماله مباشرة بل لها مفعول متأخر يظهر بعد 3 أو 4 أيام من رشه على الجسد حيث يكون الموت المفاجئ".
وجاء فيها أنّ "العطر القاتل تم اكتشافه في دول عربية وإسلامية، كالعراق، مصر، لبنان، البحرين، السودان والكويت".
ولم يتسن لـ"هاف بوست عربي" التأكد من مسؤولية وزارة الدفاع عن الورقة التي تم تداولها بشكل كبير على شبكات التواصل الإجتماعي، وأثارت حالة من الذعر.
وطالبت مديرية الصحة العسكرية التي نسب إليها، البيان، زيادة وعي الأفراد "بعدم اقتنائه وعدم استعماله"، مشددة على أن يتم العمل التحسيسي بالتركيز على خطر الموت وليس الموت المفاجئ لتفادي إحداث الذعر لدى الأشخاص الذين استعملوه.
جمعية تؤكد
وفي خضم الضجة الكبيرة التي أحدثتها الورقة المنسوبة لوزارة الدفاع، أكدت المنظمة الجزائرية حماية المستهلك المعتمدة في الجزائر، صحة المعلومات بشأن المخاطر القاتلة للعطر.
وكتبت على صفحتها الرسمية على فيسبوك "بعد التأكد من صحة المعلومة ولكوننا منظمة مسؤولة لم نشأ نشر المنشور المتداول حتى نكون على بينة تامة من جهات رسمية نرجو من كل المستهلكين التوقف عن شراء عطر relax.. وكل من يستعملها أو يملك عبوة شخصية التوقف عن استعمالها".
وتابعت "ونؤكد أنه لم تسجل أية حالة وفاة بالجزائر بسببها والقرار احترازي يتعلق بدول عربية وإسلامية أخرى".
فتح تحقيق
ورفضت من جهتها وزارة التجارة، التعليق على القضية، وقررت مباشرة تحقيق للإحاطة بتفاصيل المعلومات المتداولة عن العطر السام الذي يسبب مشاكل تنفسية تنتهي بوفاة مستعمليه، على أن تعرض نتائج التحقيق لاحقاً.
أقرب إلى الإشاعة
وتحوم حول حيثيات القضية، مؤشرات "الفبركة" و"الإشاعة"، لأن الورقة لم تصدر باسم وزارة الدفاع الوطني، وإنما عن المديرية الجهوية للصحة العسكرية التابعة للناحية العسكرية الأولى، ويفترض أن تصدر عن المديرية العامة للصحة العسكرية وتوجه لكافة النواحي وأفراد الجيش.
كما جاء فيها أن العطر يستهدف "المسلمين"، وهو تعبير ليس مألوفاً في بيانات الجيش الجزائري، إذ يركز دائماً على الأخطار الأمنية ومكافحة الإرهاب، ولم يتدخل يوماً في قضايا من اختصاص قطاعات أخرى.
وجاء فيها أيضاً القيام بحملة زيادة وعي لدى "الأفراد"، وفي اللغة العسكرية، يستخدم عادة "عناصر الجيش"، "أفراد الجيش"، وعلى الأغلب "المستخدمين العسكريين وشبه العسكريين".
ولا يظهر التوقيع أسفل التعليمة رتبة ولا الاسم الكامل للمسؤول عن إصدار التعليمة، مثلما هو متعارف عليه دائماً.
ونشر بعض رواد التواصل الاجتماعي، صوراً تظهر وقوع أحداث مماثلة في بلدان عربية اتضح فيما بعد أنها محض إشاعات.
واللافت أيضاً، أن علامة العطر "رولكس"، غريبة على أغلب المواطنين الذين تحدثوا "لهاف بوست عربي"، وحتى أصحاب المحلات أكدوا أنهم لم يسبق لهم التعامل بعطر يحمل هذا الاسم. ولا يوجد تقرير رسمي، يؤكد صحة وجود تحليل طبي أثبت خطر العطر على صحة البشر.