معاناة حجاج أردنيين وخداع الشركات - تفاصيل
جو 24 : تتحطم أحلام البسطاء على صخرة الواقع دائما، وتتشظى تلك الأحلام كما السفن التي ترتطم بجبل من الجليد.
ذلك هو ما يجري للكثير من المواطنين الأردنيين الذين يتوقون لأداء مناسك الحج ولومرة واحدة في العمر.. ولذلك يدفعون الغالي والنفيس من أجل زيارة الأراضي المقدسة.
ذلك التوق الشديد تترصد به رغبة جامحة للعديد من الشركات ومكاتب الحج والعمرة وتسيل لعابها لاستغلال اللحظة/ موسم الحج إلى أقصى مدى لتحقيق الربحية إلى أقصى حد.
فتلك الشركات تسلب من بعض المواطنين "تحويشة" عمرهم وهم راضون، مقابل ان يذهبوا لأداء الركن الخامس من اركان الإسلام، لكنهم ما إن يركبوا "الباص" حتى تتكشف اقنعة بعض تلك الشركات، فيجدون ان الشركة لا يهمها سوى دفع القسط كاملا قبل الصعود إلى الباص، وما إن تطأ اقدامهم ارض مكة المكرمة يفاجأون بمدخل الفندق الذي تم الحجز فيه الخالي من اي طاولة استقبال، فهو عبارة عن بهو فارغ من اي شيء، والمكان او الفندق المزعوم عبارة عن عمارة سكنية مهجورة لا يسكنها أحد خلال الاشهر الاخرى من العام، فيما توزيع الحجز ليس كما جرى الاتفاق عليه، حيث يتم توزيع الغرف من قبل مندوب خدمات الشركة في مكة يدويا بعدما يتحلق عشرات الحجاج حوله، فيقوم المندوب بتوزيعها عشوائيا وفق أهوائه، ليصار إلى ان يسكن الغرفة 4 و 5 اشخاص وأحيانا 6 و7، وليكتشف ان هناك غير محارم في توزيعه العشوائي، فيعيد التقسيم مرة أخرى.
الغرف عبارة عن اسرة وثلاجة صغيرة، ومكيف قديم، وتفتقر لأدنى درجات النظافة، فيما الحمام مشترك بين 10 اشخاص من بينهم عمالة بنغالية وهندية وآسيوية تقطن في الفندق، وهناك مطبخ هو بمثابة مكرهة صحية، فلا خدمات طعام ولا شراب ولا نظافة.
أم اسامة حاجة لا تخفي امتعاضها الشديد من رحلة الحج عبر تلك الشركات الانتهازية، حسب وصفها، قائلة ان المسلمين هم من شوهوا دين الله، واستغلوا بعضهم استغلالا بشعا، مشيرة إلى انها دفعت وزوحها للشركة ما قيمته 2500 دينار، علما بأن تأشيرة الحج حصلت عليها بشكل شخصي، لكنها لم تجد مقابل ذلك المبلغ اي شيء سوى جدران للسكن والمأوى بلا اي خدمات، او حتى اهتمام من اصحاب مكتب السياحة والسفر، الذين "اخذوا المبلغ ولم يقم اي واحد منهم بالسؤال عن احتياجاتنا او برنامجنا خلال الايام المقبلة".
وتقول ام اسامة، "نحن في متاهة ليس للشركة برنامج او مخطط، فبعد سفر طويل في الباص استمر مدة 30 ساعة متواصلة من عمان إلى المدينة المنورة، ويوم كامل من المدينة إلى مكة، نزلنا إلى فندق بوابته معتمة وبلا عنوان أو مسمى".
الحاج أبوتيسير يقول بغضب: "إن الشركة ألقت بنا وبأمتعتنا في هذا المكان، كمن ألقي في الصحراء"، لافتا إلى سوء الخدمات في الفندق الذي لا نعرف اسمه"، متندرا بقوله: "نحن نسكن فندقا لا نعرف اسمه".
ويقول ابو تيسير "نتجمل بالصبر والهدوء، ولا نريد ان نرفث او نضيع الحج، لكنني ادعو على الشركة من كل قبلي، فقد تقاضت مني نحو 1600 دينار ناهيك عن المسار الالكتروني الذي فرض علينا وكلفني نحو 1350 ديناراً أنا وامي وزوجتي".
وتساءل ابوتيسير عن المسؤول عن مراقبة سلوك شركات الحج والعمرة، التي تستغل المواطنين، ناهيك عن استغلال التجار ووسائل النقل للحجاج في مكة حيث تتضاعف الاسعار ولاسيما وسائل النقل التي تصل إلى 20 ضعفا.
اما ام محمد، التي قدمت بمفردها إلى الحج، فتشتكي امرها إلى الله، قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل بمكتب الحج الذي "كذب علينا"، مبينة ان "الحشرات والصراصير تنتشر في الغرف التي نسكنها، وتم تسكيننا في مكان لا يقدم الخدمات بنفسه، ما يضطرنا للخروج بهدف شراء مستلزماتنا وحاجياتنا، وأحيانا نستعين بأهل الخير من الحجاج".
وتقول: "إن شركات الحج سائبة لا حسيب ولا رقيب لها، فيما الحكومة لا تعلم ما يجري لحجاجها في مكة المكرمة، وليس هناك من يشرف على شؤونهم واحتياجاتهم، ويقتصر اهتمامها على "حجاج الوزارة"، متسائلة من هو المسؤول عن الحجاج الأردنيين خارج إطار وزارة الأوقاف".
من جهته، أقر مدير إدارة التسويق والمبيعات في الفندق (تحت التسمية دار السلام) مجاهد الطيب عبدالدايم، ان الفندق ليس مؤهلا لحجاج الخارج، لكن إصرار مكتب الحج الأردني على الحجز جعلنا نتعاطف معه من اجل تسكين ضيوف الرحمن، سيما وان المكتب الأردني قال انه قد يضطر لتسكين حجاجه في خيم اذا لم يوافق الفندق، لأن الفنادق في منطقة العزيزية لا يوجد بها غرف شاغرة".
وبين عبدالدايم ان مكتب الحج الأردني دفع مقدما لنا وكان بقيمة 3000 ريال، وهو مبلغ اثثنا من خلاله الاسرة واشترينا الثلاجات، وقام مكتب الحج الأردني بعد ذلك بالاطلاع على الوضع ومعاينته والموافقة عليه، سيما في ظل محدودية الوقت". من جانبه، قال مدير (الفندق) علي الحلوي ان كلفة الغرفة الواحدة خلال موسم الحج 800 دينار فقط، وهو المبلغ الذي بعنا به الغرفة للمكتب الأردني، وفيها من 5 إلى 6 اشخاص..(علما بأن الحاج الواحد دفع للمكتب ما بين 550 و600 دينار).
واتصلت "الغد" بمسؤولي مكتب الحج الأردني (وهو عبارة عن ائتلاف بين مجموعة شركات)؛ أبومحمد، قال إن عمارات الأردنيين الحجاج الفرادى تتميز بمواصفات متواضعة جدا، وهناك غرف فيها خمسة اشخاص، مشيرا إلى أن كلفة الغرفة ضعف ذلك وتقدر بـ1500 دينار، وهو ما نفته ادارة الفندق جملة وتفصيلا.
اما الحكومة، فعلى لسان وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور وائل عربيات، فقد نأت بنفسها عن الحجاج الفرادى، او خارج اطار الوزارة، متنصلة من المسؤولية عنهم، حيث قال في مقابلة مع "الغد" اول من امس ان "الحجاج الفرادى هم من يسببون الإرباك، موضحا "الوزارة لا تستطيع التدخل بشؤون هذه الفئة كونه لم يتم إخضاعهم لشروط وقواعد وأنظمة الحج الأردني وهي مشكلة تتكرر كل سنة وستبقى تتكرر اذا استمرت بهذا الشكل".
وأشار إلى انه وبالرغم من ان الحجاج الفرادى "خارج مسؤولية الاوقاف، لكنها تعاونت معهم وسعت لإسكانهم وحل مشاكلهم".
ذلك هو ما يجري للكثير من المواطنين الأردنيين الذين يتوقون لأداء مناسك الحج ولومرة واحدة في العمر.. ولذلك يدفعون الغالي والنفيس من أجل زيارة الأراضي المقدسة.
ذلك التوق الشديد تترصد به رغبة جامحة للعديد من الشركات ومكاتب الحج والعمرة وتسيل لعابها لاستغلال اللحظة/ موسم الحج إلى أقصى مدى لتحقيق الربحية إلى أقصى حد.
فتلك الشركات تسلب من بعض المواطنين "تحويشة" عمرهم وهم راضون، مقابل ان يذهبوا لأداء الركن الخامس من اركان الإسلام، لكنهم ما إن يركبوا "الباص" حتى تتكشف اقنعة بعض تلك الشركات، فيجدون ان الشركة لا يهمها سوى دفع القسط كاملا قبل الصعود إلى الباص، وما إن تطأ اقدامهم ارض مكة المكرمة يفاجأون بمدخل الفندق الذي تم الحجز فيه الخالي من اي طاولة استقبال، فهو عبارة عن بهو فارغ من اي شيء، والمكان او الفندق المزعوم عبارة عن عمارة سكنية مهجورة لا يسكنها أحد خلال الاشهر الاخرى من العام، فيما توزيع الحجز ليس كما جرى الاتفاق عليه، حيث يتم توزيع الغرف من قبل مندوب خدمات الشركة في مكة يدويا بعدما يتحلق عشرات الحجاج حوله، فيقوم المندوب بتوزيعها عشوائيا وفق أهوائه، ليصار إلى ان يسكن الغرفة 4 و 5 اشخاص وأحيانا 6 و7، وليكتشف ان هناك غير محارم في توزيعه العشوائي، فيعيد التقسيم مرة أخرى.
الغرف عبارة عن اسرة وثلاجة صغيرة، ومكيف قديم، وتفتقر لأدنى درجات النظافة، فيما الحمام مشترك بين 10 اشخاص من بينهم عمالة بنغالية وهندية وآسيوية تقطن في الفندق، وهناك مطبخ هو بمثابة مكرهة صحية، فلا خدمات طعام ولا شراب ولا نظافة.
أم اسامة حاجة لا تخفي امتعاضها الشديد من رحلة الحج عبر تلك الشركات الانتهازية، حسب وصفها، قائلة ان المسلمين هم من شوهوا دين الله، واستغلوا بعضهم استغلالا بشعا، مشيرة إلى انها دفعت وزوحها للشركة ما قيمته 2500 دينار، علما بأن تأشيرة الحج حصلت عليها بشكل شخصي، لكنها لم تجد مقابل ذلك المبلغ اي شيء سوى جدران للسكن والمأوى بلا اي خدمات، او حتى اهتمام من اصحاب مكتب السياحة والسفر، الذين "اخذوا المبلغ ولم يقم اي واحد منهم بالسؤال عن احتياجاتنا او برنامجنا خلال الايام المقبلة".
وتقول ام اسامة، "نحن في متاهة ليس للشركة برنامج او مخطط، فبعد سفر طويل في الباص استمر مدة 30 ساعة متواصلة من عمان إلى المدينة المنورة، ويوم كامل من المدينة إلى مكة، نزلنا إلى فندق بوابته معتمة وبلا عنوان أو مسمى".
الحاج أبوتيسير يقول بغضب: "إن الشركة ألقت بنا وبأمتعتنا في هذا المكان، كمن ألقي في الصحراء"، لافتا إلى سوء الخدمات في الفندق الذي لا نعرف اسمه"، متندرا بقوله: "نحن نسكن فندقا لا نعرف اسمه".
ويقول ابو تيسير "نتجمل بالصبر والهدوء، ولا نريد ان نرفث او نضيع الحج، لكنني ادعو على الشركة من كل قبلي، فقد تقاضت مني نحو 1600 دينار ناهيك عن المسار الالكتروني الذي فرض علينا وكلفني نحو 1350 ديناراً أنا وامي وزوجتي".
وتساءل ابوتيسير عن المسؤول عن مراقبة سلوك شركات الحج والعمرة، التي تستغل المواطنين، ناهيك عن استغلال التجار ووسائل النقل للحجاج في مكة حيث تتضاعف الاسعار ولاسيما وسائل النقل التي تصل إلى 20 ضعفا.
اما ام محمد، التي قدمت بمفردها إلى الحج، فتشتكي امرها إلى الله، قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل بمكتب الحج الذي "كذب علينا"، مبينة ان "الحشرات والصراصير تنتشر في الغرف التي نسكنها، وتم تسكيننا في مكان لا يقدم الخدمات بنفسه، ما يضطرنا للخروج بهدف شراء مستلزماتنا وحاجياتنا، وأحيانا نستعين بأهل الخير من الحجاج".
وتقول: "إن شركات الحج سائبة لا حسيب ولا رقيب لها، فيما الحكومة لا تعلم ما يجري لحجاجها في مكة المكرمة، وليس هناك من يشرف على شؤونهم واحتياجاتهم، ويقتصر اهتمامها على "حجاج الوزارة"، متسائلة من هو المسؤول عن الحجاج الأردنيين خارج إطار وزارة الأوقاف".
من جهته، أقر مدير إدارة التسويق والمبيعات في الفندق (تحت التسمية دار السلام) مجاهد الطيب عبدالدايم، ان الفندق ليس مؤهلا لحجاج الخارج، لكن إصرار مكتب الحج الأردني على الحجز جعلنا نتعاطف معه من اجل تسكين ضيوف الرحمن، سيما وان المكتب الأردني قال انه قد يضطر لتسكين حجاجه في خيم اذا لم يوافق الفندق، لأن الفنادق في منطقة العزيزية لا يوجد بها غرف شاغرة".
وبين عبدالدايم ان مكتب الحج الأردني دفع مقدما لنا وكان بقيمة 3000 ريال، وهو مبلغ اثثنا من خلاله الاسرة واشترينا الثلاجات، وقام مكتب الحج الأردني بعد ذلك بالاطلاع على الوضع ومعاينته والموافقة عليه، سيما في ظل محدودية الوقت". من جانبه، قال مدير (الفندق) علي الحلوي ان كلفة الغرفة الواحدة خلال موسم الحج 800 دينار فقط، وهو المبلغ الذي بعنا به الغرفة للمكتب الأردني، وفيها من 5 إلى 6 اشخاص..(علما بأن الحاج الواحد دفع للمكتب ما بين 550 و600 دينار).
واتصلت "الغد" بمسؤولي مكتب الحج الأردني (وهو عبارة عن ائتلاف بين مجموعة شركات)؛ أبومحمد، قال إن عمارات الأردنيين الحجاج الفرادى تتميز بمواصفات متواضعة جدا، وهناك غرف فيها خمسة اشخاص، مشيرا إلى أن كلفة الغرفة ضعف ذلك وتقدر بـ1500 دينار، وهو ما نفته ادارة الفندق جملة وتفصيلا.
اما الحكومة، فعلى لسان وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور وائل عربيات، فقد نأت بنفسها عن الحجاج الفرادى، او خارج اطار الوزارة، متنصلة من المسؤولية عنهم، حيث قال في مقابلة مع "الغد" اول من امس ان "الحجاج الفرادى هم من يسببون الإرباك، موضحا "الوزارة لا تستطيع التدخل بشؤون هذه الفئة كونه لم يتم إخضاعهم لشروط وقواعد وأنظمة الحج الأردني وهي مشكلة تتكرر كل سنة وستبقى تتكرر اذا استمرت بهذا الشكل".
وأشار إلى انه وبالرغم من ان الحجاج الفرادى "خارج مسؤولية الاوقاف، لكنها تعاونت معهم وسعت لإسكانهم وحل مشاكلهم".
الغد