وضعت العائلة جثتها في حقيبة ورمتها في أنبوب... قصة باناز محمود هزّت الانسانية
جو 24 :
تعرضت باناز محمود، 20 عاماً، للتعذيب في محنة استمرت ساعتَين في منزل والدَيها في لندن قبل أن يتم خنقها ودفنها في حقيبة في الحديقة الخلفية، كما ذكر موقع "ميرور".
ومؤخراً استلهم الروائي مارك بيلينغهام قصة باناز لكتابة رواية، وهو تأثّر كثيراً بهذه القضية وأخرجها في روايته "حب كما الدماء" (Love Like Blood): "كيف كانت تستيقظ كل صباح، وتنزل السلالم من دون أن تدري ماذا سيحدث في ذلك اليوم؟" مضيفاً: "كانت تعيش كل دقيقة من كل ساعة في كل يوم في رعب مطلق".
وفي التفاصيل، أقامت باناز علاقة مع شاب خارج إطار المعايير الصارمة والمتشدّدة التي وضعتها أسرتها، ودفعت حياتها ثمناً لذلك عبر إقدام والدها وعمّها وأبناء عمها على تعذيبها حتى الموت ثم وضع جثتها في حقيبة سفر.
لقد تعرضت باناز محمود للتعذيب، ثم خُنِقت بواسطة حبل بلاستيكي في منزل والدَيها في جريمة شرف همجية بعدما شعرت أسرتها بأنها "ألحقت العار" بها بإقدامها على الطلاق من زوجها الذي عقدت قرانها عليه في زواج مدبَّر، والوقوع في غرام شاب اختارته بنفسها.
حتى إن الشابة الكردية سمعت أفراد أسرتها يتباحثون في مخطط قتلهما هي وحبيبها، في "مجلس حربي عائلي"، فسلّمت الشرطة رسالة مكتوبة بخط يدها تكشف فيها أسماء الرجال "المستعدّين لتنفيذ المهمة".
بعد أشهر لقيت باناز مصرعها عام 2006، ودُفِنت على عمق بضعة أقدام تحت الأرض تحت أنبوب تتسرّب منه المياه الآسنة، وذلك بعد إخفاء جثتها في حقيبة سفر حيث تُرِكت لتعفن وتتحلل إلى درجة أنه لم يكن بالإمكان أخذ عينة منها لإجراء تحاليل الحمض النووي.
قُبلة بريئة خارج محطة المترو في موردن في جنوب لندن كانت كفيلة برسم المصير المأسوي للشابة باناز – بعدما رآها شخص يعرفها ويعرف عائلتها العراقية المتزمتة، برفقة الشاب الذي وقعت في غرامه.
قال الروائي مارك بيلينغهام الذي يكتب روايات بوليسية، والذي تأثّر كثيراً بهذه القضية إلى درجة أنه استلهم منها روايته "حب كما الدماء" (Love Like Blood): "كيف كانت تستيقظ كل صباح، وتنزل السلالم من دون أن تدري ماذا سيحدث في ذلك اليوم؟" مضيفاً: "كانت تعيش كل دقيقة من كل ساعة في كل يوم في رعب مطلق".
وقد حُكِم على والدها، محمود محمود، بالسجن عشرين عاماً على الأقل، وعلى شقيقه آري، رئيس العائلة، بالسجن 23 عاماً. وحُكِم على محمد حما، 30 عاماً، بالسجن 17 عاماً على الأقل بتهمة القتل في الجريمة التي وقعت في حي ميتشام في سورام جنوب غرب لندن. وحُكِم على محمد علي، 30 عاماً، وعمر حسين، 32 عاماً، بالسجن المؤبّد بعد ترحيلهما من العراق حيث لاذا بالفرار هرباً من المملكة المتحدة عام 2006.
قال القاضي بريان باركر في محكمة إنكلترا وويلز الجنائية المركزية المعروفة بـ"أولد بايلي"، للمتّهمين لدى صدور الحكم: "كان عملاً بربرياً. بالنسبة إليكم، كان الاحترام أهم من رابط اللحم والدم".
بعد الواقعة، اضطُرّ حبيب باناز، وهو إيراني يدعى رحمت سليماني، إلى التخفّي خلف هوية سرية والحصول على الحماية من الشرطة، وقال في مقابلة معه إنه لم يعد يقوى على العيش بعد وفاة باناز. العام الماضي، بعد عشرة أعوام على وفاة حبيبته، أقدم على الانتحار شنقاً.