الخصاونة يكتب عن رؤساء جامعات أردنية يلفظون أنفاسهم الأخيرة في السلطة
جو 24 :
كتب الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة -
حالة ترقب وارتباك شديد تسود الأوساط الأكاديمية في عدد من الجامعات الرسمية وسط تنبؤات بتغييرات مهمة في رؤساء بعض الجامعات ممن ترافقت ولايتهم لمهامهم بأزمات داخلية خانقة عاشتها جامعاتهم ، وتراجع كبير في الأداء الإداري والأكاديمي ، وميل رؤساء الجامعات لتصفية الحسابات مع زملائهم، ناهيك عن نشوء حالات غير مسبوقة لسلوك بعض رؤساء الجامعات كأن يتدخل رئيس إحدى الجامعات بترتيب علاماته أحد أبنائه الذي يدرس في نفس الجامعة. لقد أضحى مناخ العمل في بعض جامعاتنا مناخا غير أكاديمي وانتشرت ظواهر سلبية مثل المحسوبية، والإفراط في استخدام السلطة، ونشر أجواء الترهيب والتخويف وهي مناخات تتناقض مع أبسط متطلبات وأعراف العمل في المؤسسات الأكاديمية والعلمية .
رئيس جامعة آخر يقوم بالتعارك الجسدي مع أحد الموظفين والاشتباك في الأيدي في مبنى رئاسة الجامعة وأمام بعض عمداء الجامعة وذلك على خلفية ادعاء الموظف بتعرضه للظلم والإفراط في استخدام السلطة من قبل الرئيس. وفي الوقت الذي لا نؤيد أي مظاهر سلوكية تتعرض بالعنف الجسدي لرئيس أي جامعة فإننا نتساءل هنا كيف ترك هذا الرئيس الأمور تصل إلى هذا الحد ؟وكيف لم يتمكن من اتخاذ إجراءات تحافظ على هيبة رئيس الجامعة علما بأنه وكما هو معروف في المنظمات الإدارية فإن القائد الذي يتم النيل من هيبته من قبل أحد موظفيه لا يصلح للاستمرار في قيادة تلك المؤسسة وينبغي نقله.
رئيس جامعة رسمية أخرى يقوم باستهداف وإقصاء مدير وحدة الرقابة في مؤسسته، والذي كان من المفروض أن يكون ساعده الأيمن في متابعة أي معاملات غير صحيحة أو غير مشروعة أو ينطوي عليها الاعتداء على المال العام، يقوم هذا الرئيس بنقل هذا المدير إلى موقع هامشي بسبب تقريره لرئيس الجامعة الذي يبين فيه استخدام عائلة الرئيس وأولاده لسيارات الجامعة دون وجه حق وبشكل يتعارض مع القانون.
لا أعلم كيف يمكن لرئيس جامعة رسمية أن يقوم أثناء تواصله مع أحد الصحفيين بتوجيه الشتائم والألفاظ السوقية لعضو هيئة تدريسية بسبب ما يكتبه في الصحافة عن السفرات المفرطة لرؤساء الجامعات وتجاوزاتهم، مما يؤشر إلى أن تعيين هذا الرئيس في موقعه كان ليس خطأ فحسب ولكن خطيئة كبيرة.
وفي الوقت الذي يقدر العاملون في الجامعات جهود مجلس التعليم العالي للتعامل مع حالات عدم الاكتراث وسوء الإدارة في بعض الجامعات الرسمية ، فإن المقاومة الكبيرة للتغيير التي تبديها بعض الإدارات الجامعية والتي تجلت في انتقاداتها اللاذعة لعملية تقييم أداء رؤساء الجامعات ينبغي أن تدفع مجلس التعليم العالي للاستمرار في التركيز على تقييم أداء الإدارات الجامعية واعتماد نتائج هذا التقييم كأساس لقرارات التجديد أو عدمه لرؤساء الجامعات .
حالة الترقب الشديد التي تسود الجامعات الرسمية تعكس أجواء غير صحية تم خلقها وتشجيعها من بعض رؤساء الجامعات ونوابهم الذين لا يعدمون الوسيلة في التواصل مع الصحفيين ورجائهم بعدم نشر أية مقالات ناقدة تتعرض للأوضاع في جامعاتهم أو مؤسسات التعليم العالي .والأدهى من ذلك هو قيام بعض رؤساء الجامعات باستكتاب بعض الصحفيين وأعضاء الهيئة التدريسية ليكتبوا مقالات إيجابية تدعي بانجازات غير موجودة على أرض الواقع .العاملون في الجامعات من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية ينتظرون ما ستفضي له عملية تقييم رؤساء الجامعات وما يمكن أن يترتب على ذلك من وقف للتراجع والتقهقر إلى الخلف الذي تسببت به إدارات لا تتوفر لديها القدرة ولا الكفاءة لقيادة مؤسسات علمية وطنية تم تشييدها وبناؤها بعرق وأموال الأردنيين .....