المدرسة تغيّر زيّها .. والأهالي يتورطون
جو 24 :
أحتفظ بملابس ابني الأكبر كي یستفید منھا أخوه الأصغر عمرا ،بما في ذلك الزي المدرسي، محاولة مني بتوفیر النقود فأشتري ما یلزم»
تعلیمھم المدرسي بالمبلغ الذي وفرتھ».. بھذه الكلمات بدأت ربة الأسرة والدة 3 أبناء «رھام كمال» ،سرد قصتھا مع الزي المدرسي
.«ل«آخر الأسبوع
وتابعت: «الا أنني تفاجأت بقرار المدرسة الصادم بأنھا قررت تغییر زیّھا المدرسي، مما دفعني للوقوع في ورطة اذ ان لدي 3 أبناء
وجمیعھم طلاب مدرسة، وعل ّي شراء زي لھم جمیعا، مع العلم بأن الزي لا یقتصر على قطعتین فقط وإنما یتعدى ذلك بكثیر فلدیھم زي
.«صیفي وآخر شتوي وكذلك الأمر لبدلة الریاضة منھا صیفي وآخر شتوي وسترة شتویة ثقیلة
كثیرون یتعرضون لمثل الموقف الذي تعرضت لھ «رھام» یتفاجأون بقرار المدرسة بتغییر ز ّي الطلاب والطالبات، فتزداد عدد الضربات
التي یتلقونھا فلا تكفیھم صفعة أسعار الكتب المدرسیة الباھظة، ولا ركلة الأقساط المدرسیة التي لا یعرفون كیف یسّددونھا، ولا خبطة
أقساط وسائل النقل، فتأتیھم الضربة القاضیة بتغییر الزي، وذلك كلھ بسبب طمع وجشع معظم المدارس الخاصة التي أصبحت تجاریة
.
وتبتكر أي وسیلة لجلب النقود وتغییر الزي إحداھا
في السیاق .. ذكر والد 4 أبناء «أمجد كسواني»: «بعض المدارس الخاصة تغیّر زیّھا الى آخر بنوعیة ردیئة، یتلف بسرعة أو یتغیّر حجمھ
.«مع كثرة الاستخدام والغسیل، ونتعرض لخسائر مادیة نحن في غنى عنھا
قال الخبیر الاقتصادي حسام عایش: «تحاول الأسر الاستفادة من الزي المدرسي بشكل عام وذلك بإعطاء الإبن الأصغر الزي المدرسي من
أخیھ الأكبر عمراً وخاصة عندما لا توجد فروقات عمریة كبیرة بینھما، محاولة منھم بتوفیر ھذه الكلفة وخاصة في المدارس الخاصة التي
.«توفر الزي المدرسي بكلف مرتفعة وبالوقت ذاتھ بإمكان إعادة استخدام الزي المدرسي دون الحاجة لشراء آخر جدید
وتابع: «المدارس انتبھت لھذه العملیة، وأخذت تغیّر الزي المدرسي فیھا كل بضع سنوات، محاولة منھا إجبار الأھالي شراء زي جدید
.«لأبنائھم وبالتالي الحصول على دخل إضافي
وأكمل: «المدارس ھذه أیضاً منعت الأھالي الذین یحاولون شراء زي مدرسي بكلفة أقل من الحصول على ھذا الزي من خارج المدرسة
.«بھدف نیلھا مزیدا من الدخل من ھذا الباب
.
وأشار الى أنھ یفترض أن تعطى الحریة للأھل للشراء من مصادر یعتقدون بأنھا أقل كلفة علیھم
ولفت «عایش» الى أن المدارس الخاصة تتنوع أدواتھا المستخدمة لإجبار الأھل دفع المزید من المال لتغطیة متطلبات أخرى للمدرسة من
.خلال الزي المدرسي
وذكر «عایش» بأن ھناك أدوات تعبث بالتعلیم وھذا الإجراء إحداھا، وأضاف: «وھو أحد الشواھد الإضافیة على أن التعلیم أصبح تجارة
أكثر منھ رسالة فقد تحولت الى «سوبرماركت» من ضمن منتجاتھا التعلیم وھي تبیع للأھالي الزي المدرسي، والكتب، والمناھج المختلفة
.
«التي تتغیّر بشكل مستمر
وأكمل: «عندما یُجبر الأھل على ذلك فإنھ یتح ّول الى مصدر من مصادر التھدید المالي الذي لم یكن یحسب حسابھ، وعندما یذھب لدفع
.«القسط المدرسي یتفاجأ بھذه الزیادات التراكمیة المتغیرة والمتزایدة سنة تلو الأخرى
وأضاف: «بالتالي یفترض على وزارة التربیة والتعلیم وضع حدود وسقوف لھذه التصرفات وأن یكون لھا جانب إشرافي لحمایة الأھالي
.«من تكالیف إضافیة لم تكن في حسبانھم
یعطي ھویة للمدرسة، والمدارس التي تغیّر زیّھا باستمرار تعبّر عن عدم وجود ھویة ورسالة
وأنھى حدیثھ بقولھ: «الزي المدرسي أحیاناً
.«حقیقیة تحملھا بالمعنى الدائم، فالزي المدرسي یؤكد على وجود المدرسة في الماضي، وثباتھا في الحاضر، واستمراریتھا في المستقبل
الراي