حقائبهم المدرسية اكياس بلاستيكية.. ودخل الاسرة 100 دينار - صورة
جو 24 :
مالك عبيدات - يجزم كثير من الاردنيين بأن من يتقلّد مواقع المسؤولية في المملكة لا يكادون يعرفون عن حالة الشعب إلا ما يرونه من خلال جولاتهم البروتوكولية وطرقات عمان الغربية، فيما يجهل اولئك المسؤولون -وبخاصة صناع القرار ومتخذيه من رؤساء الحكومات- حقيقة أوضاع الناس في المحافظات والقرى الطرفية "الأقل حظّا"..
اليوم، وضمن أسبوع "العودة إلى المدارس"، تناقل مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة "بائسة" لثلاثة أطفال في لواء دير علّا التابع لمحافظة البلقاء يجلسون سعداء بكتبهم المدرسية التي استلموها؛ بالرغم من كونهم اتخذوا الأكياس البلاستيكية حقائب لهم!
نترك الحديث عن العفش والفرش الممزّق وثلاجة الماء الموضوعة تحت مظلة "الزينكو"، وندعو أصحاب القرار للتمعّن بالأطفال وحقائبهم "أكياس محمص الشعب"، فهؤلاء الأطفال سيكونوا مطالبين بمنافسة أقرانهم في مدارس عمان والمدن الرئيسة الأخرى، وسيعتقد الوزراء ورؤساء الحكومات أن هنالك شعبا تتوفّر له سبل التميّز في التعليم ويتحمّلون كُلف التعليم الباهظة في جامعاتنا التي تتجه النوايا لرفع رسوم الدراسة فيها.
وليّ أمر الطلبة الثلاثة أبو محمد المشاهرة يقول إنه يعمل كـ "عامل زراعة" لدى المزارع المجاورة، ويتحصّل على دخل شهري يبلغ في متوسّطه (100 دينار)، خاصة وأنه يعاني من مرض "الديسك" ولا يتمكن من العمل في أوقات كثيرة من السنة..
ويضيف أبو محمد لـ الاردن 24 إنه يسكن في منزل مكوّن من غرفتين فيهما من العفش ما تحصّل عليه من بعض المجاورين، لافتا إلى أن أهل الخير وبعض الجمعيات تُقدّم له المساعدات في بعض الأحيان غير أن تلك المساعدات لا تكفي كي يؤمن لأطفاله كلّ مستلزماتهم.
ويلفت المشاهرة إلى أن كلّ أمله في الحياة هو تأمين ظروف تُمكّن أبناءه التسعة من تغيير واقعهم، وتجنيب ابنائهم الحياة القاسية التي عاشوها..