برشلونة.. "الضلع الناقص" يكتمل
طالما بقي ليونيل ميسي حيا يرزق يظل برشلونة الإسباني بخير، حتى بعد الرحيل "المزعج" لنيمار، أحد أضلاع أقوى مثلث هجومي في أوروبا خلال السنوات الماضية، الذي يكمله الأوروغواياني لويس سواريز.
فبعد بداية مقلقة للفريق الكتالوني مطلع الموسم أثارت الشكوك بشأن قدرته على المنافسة محليا وقاريا، حيث خسر من غريمه ريال مدريد ذهابا وإيابا في كأس السوبر المحلية، ألقت الجماهير اللوم على عجز المدير الفني الجديد إرنستو فالفيردي في إيجاد بديل مناسب لنيمار في تشكيلة "البلوغرانا".
وزاد الطين بلة، موسم الانتقالات الفقير لبرشلونة، الذي فشل خلاله في ضم أهم أهدافه، وهو صانع الألعاب البرازيلي فيليب كوتينيو قادما من ليفربول الإنجليزي، وسط غضب جماهيري مما اعتبر تكاسل إدارة النادي برئاسة جوزيب ماريا بارتوميو عن ضم لاعبين جدد، وغياب إستراتيجية واضحة لهيكل الفريق الرئيسي خلال السنوات المقبلة.
لكن ما قدمه "الساحر" ميسي أمام يوفنتوس الإيطالي، الثلاثاء، في افتتاح الموسم الأوروبي للفريقين، يثبت أن غياب نيمار لم يعد ذا تأثير كبير على الفريق، لا سيما بعد الانطلاقة القوية في الدوري الإسباني بالحصول على العلامة الكاملة، 9 نقاط من 3 مباريات.
"البرغوث" الأرجنتيني تلاعب بواحد من أقوى خطوط الدفاع في العالم، وسجل مرتين في شباك بطل إيطاليا ووصيف دوري أبطال أوروبا، كما كان وراء هدف ثالث سكن مرمى واحد من أفضل حراس المرمى في العالم، جانلويجي بوفون.
ورغم أن يوفنتوس افتقد 5 من لاعبيه الأساسيين على رأسهم المدافع القوي جورجيو كيليني، فبدا ظلا شاحبا للفريق الذي أطاح برشلونة من البطولة الموسم الماضي، فإن فريق "السيدة العجوز" خاض المباراة بعدد لا بأس به من النجوم، أهمهم لاعب الوسط الواعد باولو ديبالا والمهاجم غونزالو هيغواين.
لكن كيف تجاوز "الهادئ" فالفيردي غياب نيمار، ونجح في إظهار برشلونة بهذه الصورة المميزة خلال الأسابيع الأخيرة؟
بقدوم عثمان ديمبلي من بوروسيا دورتموند الألماني، حصل الفريق الكتالوني على دفعة معنوية كبيرة، وتفاءلت الجماهير خيرا بالشاب الموهوب الذي سيلعب في مركز نيمار، وبالفعل بدا اللاعب الفرنسي خلال الدقائق التي شارك بها، واثقا من نفسه ومتحملا لمسؤولية ثقيلة ألقيت على كاهله.
أما الافتقار إلى موهبة نيمار التي صنعت الفارق لبرشلونة خلال المواسم الأربع الماضية، فيبدو أن فالفيردي استعاض عنها بالتمريرات السريعة واللعب مباشرة على المرمى، بدلا من فلسفة الاحتفاظ بالكرة أكبر قدر ممكن وتهدئة اللعب.
وعلق لاعب وسط الـ"بلوغرانا" إيفان راكيتيتش على هذه النقطة تحديدا، عندما قال للصحفيين عقب اللقاء: "عندما نلعب بإيقاع سريع يكون من الصعب جدا اللعب أمامنا".
وأضاف: "لا يجري برشلونة تغييرات عديدة في المدربين، لكن الآن أصبحنا نملك الأفكار الجديدة، ونحن سعداء جدا بكيفية سير الأمور".