خلوة الحمارنة حول التعليم العالي.. اسئلة الاولويات والاهداف
جو 24 :
أحمد الحراسيس - يعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي يومي الخميس والجمعة خلوة في البحر الميت بعنوان "اصلاح التعليم العالي"، مستضيفا بعض رؤساء الجامعات ومن صنّفهم رئيس المجلس "مصطفى الحمارنة" على أنهم خبراء تربويون، حيث تأتي الخلوة عقب سلسلة لقاءات جمعت الحمارنة برؤساء جامعات خلال الفترة الماضية لتشهد مباحثات حول "مواصفات عضو هيئة التدريس والايفاد العلمي، وضبط الجودة والمدخلات والمخرجات والمناهج والاستقلال الأكاديمي والاداري وواقع الجامعات الخاصة ومستقبلها" كما سينتج عنها بالضرورة عدة "توصيات"..
لا نعلم حقيقة مدى إلزامية تلك التوصيات في ظلّ وجود "استراتيجية وطنية لتنمية الموارد البشرية"، الأمر الذي يطرح تساؤلا حول جدوى عقد مثل تلك الورشات والخلوات وصرف مبالغ مالية طائلة -بالتأكيد- عليها؟! ولماذا يتجه "مجلس الحمارنة" نحو التعليم العالي ولا يبحث سبل الارتقاء بالواقع المعيشي للمواطنين في مناطق ومحافظات الكرك والطفيلة ومعان والعقبة والمفرق والأغوار مثلا؟! وكيف يمكننا أن نتحدث عن الارتقاء بالتعليم العالي وأبناؤها لا يجدون حقائب يضعون فيها كتبهم المدرسية ويستعيضون عن ذلك بأكياس بلاستيكية!
وإلى جانب رفضنا لمبدأ تعيينه كرئيس للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بشكل يتناقض مع التعهدات الحكومية بعدم تعيين أي شخص لم يحالفه الحظ في الانتخابات، واعتراضنا على مبدأ "المجالس والهيئات المستقلة"، فإننا أيضا نسأل عن سبب خروج تلك المجالس والهيئات عن الأولويات التي يُفترض أن تنشغل بها إلى أخرى ثانوية، والسؤال هنا؛ لماذا لم يعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي جلسات وورشات عمل لايجاد سبل تنهض بالاقتصاد الوطني وتجنب الناس ويلات القرارات الحكومية التي جرى اتخاذها سابقا وسيجري اتخاذها لاحقا؟!
لا نعلم حقيقة لماذا تُصرّ بعض دوائر صنع القرار على دعم الحمارنة لتنفيذ أجنداته وخططه التي عارضها كثير من الناس بعدم اختيار الرجل عضوا في مجلس النواب، ولماذا لا يلتفت نائب المبادرة إلى الملفّ الاقتصادي بدلا من التدخل في ملفّ التعليم العالي، وأين هو من المناطق الأقل حظّا كي يناقش سبل دعمها والنهوض بها اقتصاديا ليتمكن الأهل والأبناء من التركيز في التعليم؟!
في الواقع إن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد واملاءات صندوق النقد الدولي وتعديلات قانون ضريبة الدخل هي أولوية الأردنيين جميعا والأمر الذي يشغل بالهم أكثر من أي شيء اخر، وهي الأمور التي يُفترض بـ "المجلس الاقتصادي والاجتماعي" أن يبحث فيها لايجاد مخرج للناس منها، وليس التنظير على الناس والحكومة في قطاع التعليم الذي لا نعرف علاقة المجلس به، خاصة في ظلّ وجود وزارة للتعليم العالي والبحث العلمي ومجلس للتعليم العالي يضمّ خبرات وكفاءات عريقة، إلى جانب وجود اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية والاستراتيجية الوطنية التي نتجت عن تلك اللجنة..