السعودي ل الاردن ٢٤: معالجات وزارة التربية لازمات الاكتظاظ ونقص الكوادر والابنية سطحية
جو 24 :
مالك عبيدات - ما ان يبدأ العام الدراسي الجديد حتى تنهال على مختلف وسائل الاعلام عشرات الشكاوى والملاحظات من قبل الاهالي وذوي الطلبة عن وجود نقص في الكوادر التدريسية هنا او عدم استيعاب الغرفة الصفية للطلبة او عدم تجهيز المدارس وصيانتها من قبل وزارة التربية اثناء العطلة الصيفية .
وبالرغم من التصريحات المتكررة من قبل المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ان المدارس جاهزة لاستقبال الطلبة في العام الدراسي الجديد ، وانه تم وضع الترتيبات قبل انتظام الطلبة في صفوفهم، الا ان الواقع مختلف تماما عما يعلن ، وطفت على السطح مؤخرا عدة قضايا منها عدم صيانة المدارس ، واخرى ان هناك بعض المدارس لا تنتمي الى هذه الحقبة التاريخية ، ولاول مرة نسمع في الاردن عن استخدام الكرافانات كغرف صفية ، وكل ذلك يؤشر على ان هناك فجوة كبيرة بين الواقع في الميدان وبخاصة بالاطراف وبين مركز الوزارة واصحاب القرار.
وزير التربية الاسبق الدكتور فايز السعودي اعتقد بان السبب في ذلك يعود للحلول السطحية التي يلجأ لها المسؤولون في وزارة التربية ، وذلك بدل وضع حلول جذرية ضمن خطة متدرجة من قبل الوزارة لحل المشاكل العالقة او التي يمكن ان تظهر اثناء العام الدراسي.
واضاف السعودي في تصريحات ل الاردن 24 اننا في كل عام نسمع نفس الكلام دون ان توضع الخطط لمعالجة هذه الاختلالات ، لهذا تبقى قائمة ، مشيرا الى انه ابان توليه وزارة التربية والتعليم اقترح موضوع الدوام الافتراضي للقضاء على هذه المشكلة ، والتي تتضمن دوام الكوادر الادارية والتدريسية قبل شهر من دوام الطلبة ودراسة واقع المدارس بشكل جدي وارسال النواقص فيها الى مديريات التربية وتزويدها للوزارة حتى لا يكون هناك ارباك في بداية كل عام وانتظام الطلبة من الاسبوع الاول.
ولفت السعودي الى ان المشاكل ستبقى قائمة طالما ان تعيين الكوادر التدريسية لا يتم قبل عام من مباشرته لعمله ، وذلك لتدريبه على كيفية دخول الغرفة الصفية واخذ الانطباع كامل عنها ،وكذلك تدريبه على التعامل مع الطلبة والمشاكل التي تحدث داخل الصف.
وأشار الى ان النقص الكبير في عدد المدارس وصل الى 1000 مدرسة تقريبا، الى جانب وجود 800 مدرسة مستأجرة لاتصلح للتدريس، وعدد هائل من الطلبة حتى وصل العدد الى مليوني طالب وطالبه ، ناهيك عن عدم وجود البنية التحتية المناسبة،الامر الذي سيتسبب بمضاعفة الشكاوى والمطالبات ...
وقدم مقترحا الى وزارة التربية بدراسة بالتعاون مع القطاع الخاص للتغلب على هذه المشكلة حيث يقوم ببناء المدارس وبخاصة في المناطق النائية وتقوم الوزارة بدفع رسوم الطلبة عنهم مشيرا الى ان انتقال الطلبة من المدارس الخاصة الى المدارس الحكومية يخلق الاكتظاظ في المدارس الحكومة لعدم وجود مساحات ومقاعد تستوعب هذه الاعداد.
ومن جانبه قال مدير ادارة التخطيط التربوي السابق الدكتور محمد ابو غزلة ان اسباب الاخفاق في التهيئة للعام الدراسي متعددة، منهامشكلة النقص في الأبنية المدرسية وهي مشكلة سنوية متكررة والوزير الحالي لا يتحمل مسؤوليتها ، وهناك أخطاء تراكمية تحتاج إلى رؤية وموارد لحلها واخطاء إدارية تستدعي المساءلة.
واضاف ابو غزلة ل الاردن 24 لو لم يتم العبث بخطط الأبنية المدرسية حسب مصادر النفوذ والشعبوية خلال السنوات الأخيرة، وتم تنفيذ توزيع الخريطة المدرسية حسب المناطق الجغرافية ووفق المعايير لإنشاء الأبنية المدرسية ، لما شهدنا هذه المشكلة هذا العام. مشيرا الى ان وزارة التربية امام تحديات معقدة وتحتاج الى تخطيط ، ولو كان هناك تخطيط لدى الوزراء السابقين لما ظللنا نعاني ذات الاشكالات في كل عام :(نسبة الزيادة السكانية التي حتما تعني زيادة في أعداد الطلبة ، الى جانب أعداد الطلبة السوريين المتزايدة ، و محدودية عدد المدارس التي تستلم ،أو تستأجر ،والنقل بين المدارس الخاصة والحكومية ، وقبول الطلبة الجدد من أبناء العائدين من دول الخليج وغيرها ، وقوائم احتياجات المدارس ومن المعلمين والمقاعد و التجهيزات، والكتب المدرسية التي يفترض ان تكون معروفة ومتوفرة سنويا ويمكن التنبوء بها ) .
وقال ان قبول الطلبة السوريين الجدد لهذا العام هو الأقل مقارنة بالسنوات الماضية ، اضف الى ذلك ان فتح باب النقل بين المدارس وعدم وضع محددات لعمليات القبول المدرسي، أدت إلى بروز هذه المشكلة في ظل غياب التخطيط الاستشرافي عند المسؤولين عن التنفيذ ، وعدم اعداد الخطط للتهيئة للعام الجديد من المستويات الإدارية كافة منذء بدء العطلة الصيفية يعد السبب الرئيس للإخفاقات التي تعرضت لها الوزارة هذا العام.
وارجع سبب الارباك في العام الدراسي الى غياب التخطيط الاستشرافي عند المسؤولين عن التنفيذ وعدم اعداد الخطط للتهيئة للعام الجديد من المستويات الإدارية كافة منذء بدء العطلة الصيفية هو سبب الإخفاقات التي تعرضت له الوزارة هذا العام. مؤكدا ان التاخر في اجراءات نقل المعلمين الخارجية وعمل امتحانات التعليم الإضافي للمعلمين كان سببا في إحداث المشكلة. وقال ابو غزله ايضا ان انشغال المسؤولين في الوزارة في عمليات الترقية والتنقلات الإدارية والاحالات على التقاعد أدى إلى انصرفهم عن الاهتمام بجوهر العملية التعليمة وتهيئة الاستعدادات له.
مشيرا الى وجود نقص وضغط على البنية التحتية بشكل سنوي والمشكلة مسؤولية جهات متعددة ...لكن هذا لا يبرر عدم تلبية الاحتياجات الاساسية من مقاعد وصيانة للمدارس وتوفير مياه للطلبة.