الرئيس المهووس بالتصوير يتخلَّص من مصوِّرين عملوا في القصر 30 عاماً.. كواليس الصور "الساحرة" للثنائي بشار وأسماء الأسد
20 عاماً في القصور الرئاسية، ما بين حكم الأسد الأب، والأسد الابن، عاصر المصوّر الصحفي عمار عبد ربه بكاميرته تفاصيل في حياة الرئيسين، الأب يكره الصور الشخصية، ويفضّل الصور الجدية التي تظهره بحزم، الأمر الذي نسفه برمّته خليفته في الحكم، وفضَّل الصور "العفوية غير الرسمية".
ولكي يحقق ذلك الهدف تخلَّص بشار الأسد من مصوِّري والده الذين رافقوه على كرسي الرئاسة على مدى 30 عاماً، وجلب آخرين لديهم القدرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
ولم يخل لقاء كان يجمع بين عبد ربه والأسد إلا وتنهال الأسئلة التقنية عن آليات التصوير للمصوِّر، يسأله مثلاً عن كيفية التعامل مع الإضاءة والكاميرات المختلفة، والأهم من ذلك كيفية إيصال رسائل محددة من خلال الصور.
وأخذ المصور السوري الذي توقَّف عن تصوير الأسد وعائلته بعد اندلاع الحرب في البلاد، أخذ على عاتقه تفسير الرسالة الخاصة لكلِّ صورة يوصلها للعالم، ما إذا كان الرئيس ضاحكاً غاضباً مسلياًَ، وغيرها من الحالات الانفعالية.
الوالد المرح، الذي يمكن الوصول إليه والتحدّث معه هي الرسالة التي كان يحرص الأسد إيصالها للصحافة الغربية قبل 7 سنوات، أي قبل اندلاع الحرب في بلاده، يقول عبد ربه إنّه وزوجته أسماء الأسد كانا يسعيان للانفتاح على الغرب.
فالأسد ينتمي إلى الطائفة العلوية الحاكمة، وهي من الأقليات مقارنة بالطائفة السنّية التي تنتمي لها زوجته، وبحسب عبد ربه كان ذلك يحمل "أملاً على التغيير بعد وصول بشار للحكم، علّه ينفتح على الداخل"، وهذا ما لم يحصل.
باختصار، يقول عبد ربه المقيم الآن في فرنسا، إن لدى الأسد رسالتين متناقضتين، حرص على إيصالهما في السنوات الأخيرة من خلال صوره وعائلته، الأولى للعالم يقول فيها "نحن طيبون ونحبّ أولادكم"، الثانية للداخل السوري مفادها "نحن قساة يجب علينا أن نكرهكم ونعتقلكم، وربما نقتلكم إذا تمردتم علينا".
وختم بقوله "الصورة الساحرة للثنائي تم استبدالها بالحقيقة البشعة للقمع".