برلمانية تدعو الوزير الأول الجزائري للاقتداء بتركيا.. قالت له: كن شجاعاً واتخِذ القرار

دعت نائبة برلمانية، الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى، للتحلي بالشجاعة، والاقتداء بالتجربة التركية؛ لمواجهة الأزمة المالية الصعبة التي تمر بها البلاد، وطالبته بالابتعاد عن نماذج الدول المتطورة لتنافي أوجه التشابه والمقارنة معها.

وقالت النائبة عن ولاية باتنة بسمة عزوار، المنتخبة عن حزب جبهة المستقبل المعارض، خلال مداخلة لها في جلسة علنية لمناقشة مخطط عمل الحكومة، 18 سبتمبر/أيلول 2017، إن الإقتداء بتركيا لمواجهة ندرة السيولة المالية في البنوك سيخرج البلاد من الأزمة، وكان فيديو المداخلة تداوله الآلاف على الشبكات الاجتماعية.

نحن لسنا أميركا أو اليابان

وجاءت مداخلة النائبة البرلمانية كتعليق على قرار الحكومة باللجوء إلى ما سمته "التمويل غير التقليدي"، للخزينة العمومية، والذي يعني القيام بطبع أوراق نقدية إضافية لضمان السيولة المالية للبنك المركزي.

ودعت بسمة عزوار الوزير الأول إلى التريث قبل الفصل في القرار والاستماع إلى تحذيرات الخبراء، وحذرت قائلة: "الجزائر سفينة إذا غرقت فسنغرق جميعاً، ولن ينجو أحد، وليس لنا بلد آخر للعيش فيه غير الجزائر".

وأضافت: "التمويل غير التقليدي سيأتي بالفقر؛ بسبب حدوث التضخم وسيجلب عواقب نحن في غنىً عنها".

وفي السياق، ضربت النائبة مبررات الحكومة عرض الحائط، مشيرة إلى أنها غير مقنعة؛ بسبب لجوء الوزير الأول إلى تقديم مقارنات مع الاتحاد الأوروبي الذي سنّ الإجراء نفسه خلال الأزمة الاقتصادية لسنة 2008.

وقالت عزوار: "لماذا نمثل أنفسنا باليابان وأميركا، نحن لسنا مثلهم لسنا ومثل إنكلترا، هل لدينا عملتهم واقتصادهم ووسائلهم التقنية، نحن لدينا البيروقراطية". وتابعت: "نحن كحزب نقترح حلولاً، مثلما فعلت تركيا".

كن شجاعاً وافعل مثل تركيا

وأوضحت نائبة حزب المستقبل المعارض أن الفكرة التركية لمواجهة الأزمة المالية وندرة الأموال بالبنوك اعتمدت على سن عملة جديدة؛ الأمر الذي أرغم أصحاب رؤوس الأموال المدخرة بطرق تقليدية إلى جلبها للبنوك وتغييرها بالعملة الجديدة.

وخاطبت أويحيى قائلةً: "السيد رئيس الوزراء، أنت قلت إن 50 في المائة من أموال الجزائر بالسوق الموازية، اتخِذ قراراً شجاعاً، وقل للناس إننا سنغير العملة وسيضطرون لوضع أموالهم في البنوك وسنخرج من الأزمة".

وكانت تقديرات اقتصادية أشارت في أوقات سابقة إلى أن نحو 40 مليار دولار من الأموال موجودة في السوق الموازية وخارج سيطرة الحكومة، واقترح خبراء فكرة تغيير العملة لإدخالها إجبارياً إلى البنوك.

ويميل غالبية الجزائريين إلى ادخار أموالهم في بيوتهم؛ بسبب رفضهم المعاملات الربوية للبنوك وعدم اعتماد الأخيرة بشكل واسع على نموذج التمويل الإسلامي.

وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي مع كلام النائبة بسمة عزوار، واعتبر البعض أنها قصفت الوزير الأول، بينما وصفها آخرون بامرأة بألف رجل.