نقش على مشهد حفل تخريج جامعة الشّرق الأوسط للعام الجامعي 2016/2017
جو 24 :
بقلم: د. جمانة السّالم
ثلاثة أعوام مرّت على عرافتي حفل تخريج جامعة الشرق الأوسط للعام الجامعي 2014/2015، ليتكرّر المشهد هذا العام في حفل تخريج الفصلين الثاني والصيفي للعام الجامعي 2016/2017، من الفوج الحادي عشر لطلبة الماجستير، والثامن لطلبة البكالوريوس، وما بين الحفلين مساحة من الزمن تستحقّ التأمل، مرّت فيها جامعة الشّرق الأوسط بحالات تطوّر وتقدّم على المستويات كافّة؛ وحقّقت نجاحات مشهودة تُسطّر بماء من ذهب في أسفار المجد والخلود، وذلك على مستوى النّدوات والمحاضرات، واللقاءات، وتبادل الزيارات الثقافيّة، والمعارض، ناهيك تطبيق نظام التعلّم الإلكترونيّ، وحوسبة الامتحانات، والتطوّر الكمّيّ والنوعيّ في أنشطة البحث العلمي لأعضاء الهيئة التدريسيّة، وتنوّع الأنشطة والفعاليات الطلابيّة، بما ينسجم ويتناغم مع القضايا الراهنة في مستويات عديدة.
وقد تجاوزت جامعة الشرق الأوسط ذلك الذي يمكن أن نراه مألوفًا في الجامعات إلى استحداث تخصّصات وبرامج دراسيّة حديثة ومتطوّرة تخدم سوق العمل، وتميّز ملحوظ ومطّرد في نتائج امتحانات الكفاءة الجامعيّة، وعقد شراكات مع مؤسّسات وطنيّة تتيح لخرّيجيها فرص عمل حال تخرّجهم، وانضمام إلى وثيقة (المغناكارتا) يكرّس قيم التعليم الجامعيّ والبحث العلميّ، واحتضان لأمانة حوكمة الجامعات العربية يكفل فيما يكفل إرساء القواعد المتينة لإدارة شؤون الجامعات، وغير ذلك الكثير ممّا حفلت به أيامنا في الجامعة، ورصدته عيون قنوات الاتَصال المرئيّ، والمسموع، والمقروء، والمواقع الإلكترونية المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعيّ، مؤكّدة حرص الجامعة الجادة الملتزمة الساعية للتعلّم على توفير بيئة علميّة آمنة منافسة، بكلّ ما أوتيت من مقدّرات وإمكانيّات ماديّة ومعنويّة.
أمّا حفل التّخريج الذي جرى قبل أيام في الجامعة فالحديث عنه ذو شجون، ولعلّني أبدأ من تحضيراته الجادّة التي سبقته بأيام عديدة، لأنّ الجامعة تؤمن أنّ لحظة إعلان التخرج هي الأحلى للطلبة، والأغلى على قلوب ذويهم؛ الأمر الذي اقتضى اتصالات واسعة النّطاق، وتجهيزات فنيّة ضخمة، واستعدادات على المستويات كافّة. قاد ذلك كلّه مسؤولون مباشرون، وعمل من ورائهم جنود مجهولون، جمعهم كلّهم همٌّ واحد مشترك، هو أن يظهر الحفل في أجمل صورة، ويعكس أحلى فرحة، بهَيبة تفرضها مناسبته، وبرُقيّ منشود يليق بجامعة تحترم نفسها ومنتسبيها، وطالبي العلم فيها.
ومن ثمّ، فقد كان الحفل نجمة مضيئة في سماء الوطن، شهد له القاصي والداني بالفرادة والتميّز؛ إذ إنّه عكس روح الفريق المحبّ لجامعته والمنتمي لها، وامتلأ بالبهجة والرضا في قلوب مئات الطلبة وآلاف الحاضرين، وقد كانت لحفلنا خصوصيّة ملحوظة؛ فقد تزامن مع ذكرى الهجرة النبويّة الشريفة على صاحبها أتمّ الصلاة وأزكى التسليم فطيّبته نفحاتها، وقد توجّه الطلبة الأوائل إلى موقع الحفل في موكب خاص بمعيّة سعادة الدكتور يعقوب ناصر الدين راعي الحفل، وعلى أنغام 35 عازفا وعازفة من فرقة موسيقات الأمن العام أسعدت الحاضرين بعروضها وموسيقاها التي ظلّت تصدح في الأفق، وتميّز الحفل كذلك بحضور سنيًّ كبير، كان على رأسه رئيس هيئة المديرين لشركة جامعة الشرق الأوسط الدكتورة سناء شقوارة وأعضاء الهيئة، ورئيس هيئة المديرين لشركة العالِم العربي المهندس شحادة أبوهديب وأعضاء الهيئة، وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، وعدد من الملحقين الثقافيّين العرب، وقيادات المجتمع المحلي، وقد امتلك الجمهور الكبير من ذوي الطلبة وأهليهم بعامّة ثقافة الفرح التي نظلّ ننشُدها في احتفالاتنا، فكان الحفل بفضل من الله ومنّة لوحة كرنفاليّة مرسومة بأزهى ألوان المحبّة لهذه الجامعة التي وعدت فصدقت الوعد، وأعطت فأجزلت العطاء، وأهدت للأردنّ الغالي كوكبة من الخريجين نجومًا مضيئة تلمع في سماه، استمعوا خلال الحفل باهتمام إلى نصائح الدكتور ناصر الدين راعي الحفل لهم، كما استمعوا من الأستاذ الدكتور الحيلة رئيس الجامعة إلى الخطة المستقبليّة المرسومة لها.
وكم كانت فرحتي كبيرة وأنا أتابع لاحقًا تسجيل الحفل الذي بُثّ حيًّا في لحظته، حين قرأت على وجه راعي الحفل رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور يعقوب ناصر الدين، وعلى وجه رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الحيلة، وعلى وجوه السادة كبار الحضور، وزملائي أعضاء الهيئة التدريسيّة ابتسامات الفرح، والفخر، والرضا بالمنجَز، ونظراتهم تمتدّ في الأفق، وأعناقهم تشرئبّ للأعلى أملاً في مستقبل واعد بكلّ الخير.
واللافت بحقّ هو ما أعقب الحفل مباشرة ممّا يجري خلف الكواليس، حين اجتمع رئيس لجنة التخريج مدير الإعلام والعلاقات العامة الأستاذ كمال فريج بأعضاء اللجنة، وبالكادر العامل على تنفيذ الحفل، يتدارسون منجَزهم بكلّ تفاصيله: إيجابيّاته الكثيرة، وسلبيّاته على قلّتها، ليكون ذلك بمثابة خارطة طريق لهم، باركها الدكتور أحمد ناصر الدين مستشار مجلس الأمناء للعلاقات العامّة، وقد أسعدنا بحضوره الاجتماع، مُثنيًا على الأداء بعامّة، وشاكرًا الجميع على انتمائهم الحقيقيّ للجامعة، وعلى جهودهم الكبيرة التي بذلوها لإنجاح الحفل.
وفي صورة مشرقة من صور تعظيم المنجزات تقيم الجامعة حفلا يعقب حفل التخريج، لتكريم الزملاء أعضاء الهيئة التدريسية الذين تمّت ترقيتهم إلى رتب علميّة أعلى خلال العام الجامعيّ الفائت، ولتكريم الطلبة المتفوّقين أكاديميًّا، ورياضيًّا، وفنّيًّا؛ بما يحفز على مزيد من البذل والعطاء، ويدفع نحو الإبداع.
بارك الله منجزنا العظيم، وأخذ بأيدينا جميعا لمزيد من التميّز والتقدّم في جامعة الشرق الأوسط، جامعة التنوير في بلد النور.