أشياء يجب أن يقلق منها جمهور برشلونة رغم البداية الجيدة!
لا شكّ أن جماهير نادي برشلونة الإسباني سعيدة بالنتائج التي حققها الفريق في بداية الموسم الحالي بتحقيق الانتصار في جميع المباريات الرسمية التي خاضها الفريق في بطولتي الدوري الاسباني ودوري ابطال اوروبا.
بالفريق الذي سقط بشكل مُهين على يد غريمه نادي ريال مدريد في بطولة كأس السوبر الإسباني مطلع الموسم بخمسة أهداف مقابل هدف واحد بمجموع المباراتين، دخل بعدها 6 مباريات في الليغا وواحدة في التشامبيونز ليغ فاز بهم جميعاً.
لكن السؤال المطروح هُنا، هل سيتمكن برشلونة من استكمال تلك المسيرة الرائعة في الفترة الطويلة المتبقية من الموسم الحالي؟ حيث أن المستوى حتى الآن لم يرتقِ إلى ما يرغب عشاق البلاوغرانا في رؤيته واعتادوا عليه في السنوات الماضية.
في تلك المقالة سنتحدَّث عن أشياء يجب أن يقلق منها عُشاق النادي الكاتالوني، والتي من شأنها أن تُفسد موسم الفريق، وإليكم تلك الأشياء:-
1- فريق اللاعب الواحد؟!
لطالما عهدنا برشلونة مُنذ عصر بيب غوارديولا أنه فريق متكامل يلعب كرة قدم شاملة، ولكن، يعتمد برشلونة هذا الموسم بشكل كبير على نجمه ليونيل ميسي والذي يفعل كل شيء للفريق في المباريات مُنذ بداية الموسم، حيث نجح في تسجيل 9 أهداف في 6 مباريات بالليغا يتصدَّر بهم جدول ترتيب الهدافين.
أمَّا في التشامبيونز ليغ فقد ساعد النادي على التخلُّص من كابوس نادي يوفنتوس الإيطالي وتخلَّص هو أيضاً من كابوسه الخاص في مواجهة الحارس الأسطوري جيانلويجي بوفون، حيث قاد البلاوغرانا لضرب السيدة العجوز بثلاثية نظيفة سجل منها هدفين.
لكن ماذا سيحدث في حالة غياب ميسي لسبب ما، سواء للإيقاف أو للإصابة، هل سيكون شكل برشلونة كما هو الآن؟ هل سينجح في تحقيق الانتصارات؟ الإجابة هنا بكل أسف، لا.
ميسي يُمثّل القوة الكاملة لبرشلونة هذا الموسم، وهو ما يعتمد عليه إرنستو فالفيردي المدير الفني الجديد للفريق، والذي يعتمد كلياً على تألق البرغوث الأرجنتيني في إنهاء المباريات وتسجيل الأهداف وصناعتها لفريقه.
ففي حالة غياب ميسي لن نجد من يراوغ لاعبين وثلاثة من أجل الوصول إلى المرمى وتسجيل الأهداف، ولن نجد من يرسل تمريرة من بين خمسة أو ستة لاعبين لزميل له يجد نفسه أمام الشباك الخالية يسجل هدفاً.
هذا الأمر وضح بقوة في مواجهة نادي غيرونا الصعيف أمس في الليغا، حيث اعتمد مدرب الفريق الصاعد حديثاً على الرقابة اللصيقة للبرغوث صاحب الـ30 عاماً بلاعب يبلغ من العُمر 20 عاماً فقط يُدعىبابلو مافيو، والذي منع خطورة ميسي ومنعه من التسجيل في شباك فريقه، رغم فوز برشلونة في تلك المباراة. لكن مستوى غيرونا ولاعبيه ليس بالقوة التي تُمكّنه إيقاف ميسي ومعه 10 لاعبين آخرين من برشلونة.
فكيف سيكون الحال لبرشلونة في حالة مواجهة عمالقة أوروبا أو كبار الليغا بدون ميسي أو برقابة لصيقة كالتي فرضها عليه بابلو ماشين مدرب غيرونا والتي يعلمها فالفيردي مسبقاً حينما فرضها على ميسي حينما كان مدربا لأتلتيك بيلباو باللاعب بالنسياغا؟
2- لويس سواريز:-
المهاجم الأوروغواياني هو علامة الاستفهام الأكبر في الفريق الكاتالوني، وليس مُنذ بداية هذا الموسم فقط، لكن الهبوط الكبير في مستوى لويزيتو بدأ مُنذ بداية النصف الثاني للموسم الماضي.
اللاعب المعروف بالشراسة الكبيرة أمام المرمى والإرهاق الكبير لدفاعات الخصوم لم يعُد كذلك. لم يعُد سواريز الذي حينما تسنح له 5 أو 6 فُرص أمام المرمى يُسجل منها هدفين أو ثلاثة على الأقل، لم يعُد المهاجم الذي يتمنى أي مدافع -مهما كان اسمه كبيراً- ألَّا يواجهه على أرض الملعب.
أصبح يتّصف سواريز برعونة كبيرة أمام المرمى ومجهود لم يعُد يظهر على أرض الملعب مع فريقه، فهل يعود هذا الأمر إلى كونه يشعر بأنه بدون بديل في برشلنة، أو أن البديل المتواجد له "باكو ألكاسير" لا يمتلك ثقة الجهاز الفني؟ إذاً لماذا تعاقد برشلونة مع ألكاسير؟
سياسة النادي في تدعيم الفريق مؤخراً سيئة للغاية، حيث يعمل النادي دائماً على التعاقد مع لاعبين يقبلون بدور البديل ولا تُفتح أفواههم ولو جلسوا على مقاعد البدلاء موسماً كاملاً وليس لاعبين يُجبرون اللاعبين الأساسيين على القتال من أجل الحفاظ على مراكزهم.
3- سواريز ليس الوحيد الذي يُعاني من سوء قرارات الإدارة في تدعيم الفريق:-
فهناك نجد أيضاً الخطأ الكبير الذي ارتكبه برشلونة في الميركاتو الصيفي هو عدم التعاقد مع لاعب مميز لتدعيم خط الدفاع بجانب كل من جيرارد بيكيه وصامويل أومتيتي، بل اكتفى النادي بالإبقاء على العجوز خافيير ماسكيرانو والذي لن يكون خياراً أوليّاً على حساب أي من الفرنسي والإسباني.
هذ الأمر تسبب أيضاً في هبوط كبير بمستوى بيكيه الذي أصبح تقريباً الحلقة الأضعف في خط دفاع البلاوغرانا بسبب هبوط مستواه، ويأتي معه الظهير الأيسر جوردي ألبا الذي لم يجد له برشلونة منافساً قوياً في هذا المركز يُجبره على إخراج أفضل ما لديه.
تلك القائمة أيضاً قد تضُم معها الإسباني سيرجيو بوسكيتس الذي يتواجد أساسياً في خط وسط برشلونة مُنذ أكثر من 7 سنوات ولم يُفكّر برشلونة ذات مرة في التعاقد مع لاعب قوي في نفس مركزه ولو كان صغير السن من أجل إجباره على تقديم الأفضل دوماً، فتارة نجد بوسكيتس أفضل لاعب في الفريق وتارةً نجده الأسوأ وسبب خسارة الفريق في مباريات هامة.
فمتى ستستيقظ إدارة برشلونة وتتّجه لتدعيم الفريق بأسماء كبيرة في كل مركز على غرار ما فعله الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد في الموسم الماضي؟ عندما نجح في تكوين فريقين ليس هناك أفضلية لأي منهما على الآخر وقاد الميرينغي للفوز بلقبي الليغا والتشامبيونز ليغ.
وأخيراً، نجد أن برشلونة لم يتحرَّك بقوة في الميركاتو إلَّا بعد تلقيه الصفعة الكُبرى برحيل البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي مقابل 22 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي في عقده، لكنه فشل في التعاقد مع أهدافه الكبرى بالكامل في الميركاتو وهم ماركو فيراتي لاعب وسط باريس، فيليب كوتينيو صانع ألعاب ليفربول، جان ميشيل سيري لاعب وسط نيس، هيكتور بيليرين ظهير أيمن آرسنال، ولم ينجح سوى في ضم عثماني ديمبيلي من بوروسيا دورتموند ولذي تعرَّض لإصابة ستُغيّبه عن الفريق لأكثر من ثلاثة أشهر. فهل يجب أن تبقى تلك الإدارة طويلاً على رأس نادي برشلونة؟