إلى الوزير الرزاز.. النهوض بالمدارس في الاطراف والمحافظات أولى من تعليم البرمجة - صور
جو 24 :
أحمد عكور - في الأنباء، أن وزارة التربية والتعليم أطلقت أمس الاحد، وبدعم من مؤسسة ولي العهد، مشروعا لتعليم البرمجة للمرحلة الاساسية من الصف الرابع الى الصف السادس، وذلك بالشراكة مع أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين.
يأتي ذلك في الوقت الذي لا زالت فيه المدارس الحكومية في المحافظات والأطراف تئن تحت وطأة نقص المعلمين والمقاعد واكتظاظ الغرف الصفية وسوء المباني في كثير من المناطق، بالرغم من مرور نحو شهر كامل على بدء العام الدراسي الجديد، الأمر الذي يثير سؤال الأولويات بالنسبة لوزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز.
لا خلاف على أهمية ادخال مشروع تعليم البرمجة للصفوف الأساسية، وإن كان هنالك بعض الملاحظات على الفئة المستهدفة، لكننا نعتقد إن الأولوية يجب أن تنصبّ على ترسيخ أسس العدالة في التعليم؛ فكيف يمكن للوزارة أن تذهب لتطوير الخدمة في بعض المناطق بينما تعاني الأخرى من سوء الخدمات؟! ثمّ ماذا عن أعداد طلبة الصفوف الثلاث الأولى غير القادرين على قراءة وكتابة الحروف بعدما كان عددهم 100 ألف عام 2013 وارتفع لاحقا إلى 120 ألف طالب وطالبة؟! هل انتهت الوزارة من تطبيق خططها لتصويب الأوضاع في تلك المدارس أم لا؟!
تأتينا في الاردن24 الرسائل والشكاوى حول البيئة التعليمية من مختلف مناطق وأنحاء المملكة، وجميعها تشكو عجز الوزارة عن النهوض بالتعليم فيها، وأكثر تلك الرسائل مصدرها مدارس ثانوية ينصدم المعلمون فيها من عجز الطلبة عن كتابة اسمائهم بالشكل الصحيح في بعض الأحيان أو قدرتهم على نطق الأرقام باللغة الانجليزية، وهم يرجعون ذلك أيضا إلى المدارس الابتدائية والأساسية.. وهذا ما نعتقد بضرورة أن يكون علاجه أولوية الوزير الرزاز؛ ليس بتشديد التعليمات وتطبيق الأنظمة والقوانين فحسب، بل بتوفير الكوادر المؤهلة والبيئة المدرسية المناسبة للطلبة.
اليوم مثلا، نشرنا في الاردن24 عن مدرسة اعتذرت عن استقبال الطلبة المنقولين إليها لعدم توفر المقاعد، وقال مدير التربية إن عدد الطلبة في بعض الصفوف وصل إلى 80 طالبا، ولا نعلم كيف لمعلم أو أي انسان أن يتمكن من ايصال معلومة إلى هذا العدد الكبير من طلبة الصف الأول والثاني ابتدائي، ومدرسة أخرى تعاني عدم توفر الكهرباء "وبالتالي تعذر استخدام الحاسوب" منذ العام الماضي، وبالأمس نشرنا جزءا صغيرا من الشكاوى التي وردت حول سوء استعدادات الوزارة للعام الدراسي الجديد، وقبلها احتجاج للأهالي بالتزامن مع زيارة الملكة رانيا إلى الحلابات.. وكنا قد !
يؤسفنا أن نسمع طالبا في الصفّ العاشر أو الأول ثانوي أو التوجيهي يسأل عن أساسيات استخدام جهاز الحاسوب، ولكن هذا حاصل في الأطراف وكثير من المحافظات، وبالتأكيد لا نريد أن يكون هذا الأمر هو موضوع مناهجهم، فالأصل أن يجيد الطالب التعامل مع الحاسوب في الصفوف الأساسية الأولى، وهو ما لا تعتبره الوزارة أولوية لديها كما يؤكد ذلك واقع الميدان التربوي.
المسؤولية لا تقع هنا على وزارة التربية والتعليم والوزير الرزاز فحسب، بل إنها تشاركية أيضا مع الجهات التي تُقحم نفسها في العملية التعليمية، والتي شهدنا بوجودها انحدارا كبيرا في مستوى التعليم بالمملكة، ونؤكد على أن "تعليم البرمجة أمرٌ جميل ومطلوب، لكن الأولوية للمدارس والمناطق الأقلّ حظّا".. والحلّ هنا بإحداث ثورة كاملة في الوزارة وآلية عملها واعطاء الجزء الأكبر من الخطط للمدارس الأقلّ حظّا فالأكثر وهكذا حتى نجسر الهوّة بين مدارس عمان الغربية ونظيرتها في الشرقية والمحافظات.. وهذا ما طالبنا به الوزير منذ اليوم الأول لتولّيه المسؤولية..
اقرأ أيضا: