موناكو طريق برشلونة للخروج من أزمة الإنفصال!
يعيش إقليم كتالونيا حاليا وقت عصيب، بعدما تم التأكيد على نتيجة الاستفتاء الخاص بتأييد الإنفصال عن إسبانيا، من حيث سيناريوهات مواجهة الحكومة الإسبانية، ولكن الأهم الذي يشدنا، هو مستقبل استمراربرشلونةفيالدوري الإسبانيمن عدمه.
ومن خلال متابعة تصريحات بعض مسؤولي إدارة نادي برشلونة، حول سيناريوهات التعامل مع الإنفصال في حال اقراره بعد الاستفتاء، والتي تحدثت عن احتمالية الرحيل عن الليغا، الى دوري أوروبي آخر، سواء الإيطالي أو الإنجليزي، فإن الأمر متفاقم بشدة على السطح.
ولكني أرى أنه داخل عقل كل كتالوني محب لفريق برشلونة، فإن خيار ترك اللا ليغا هو قرار غير محبذ، فهناك علاقة وثيقة تربط البرسا بالليغا، سواء تاريخية أو عاطفية أو حتى تنافسية، فلا يتخيل أحد أن كلاسيكو الأرض لن نراه مرتين في العام- على الأقل- كما اعتاد العالم.
وكذلك على الصعيد الإقتصادي، سيكون على البرسا تحمل خسائر غير اعتيادية نتيجة الرحيل عن الليغا، ولن يستطيع الايفاء بإلتزاماته مع رواتب نجومه الضخمة، فالبرسا يدرك تماما أن الرعاة من المؤكد سوف ينسحبوا من لديه في حال رحيله عن الليغا، فقيمة وقوة البرسا ليس لأنه فريق عملاق فقط، بل لأنه متواجد في منافسة مع فريق عملاق آخر، هو ريال مدريد، وهذه "التيمة" يلعب عليها الكثير من الرعاة، ولو تبدلت فلن يكون أمرا محبذًا من قبلهم.
كما أن أسطورة برشلونة عبر التاريخ،ليونيل ميسي، من المرجح بقوة عدم موافقته على العبث بمستقبله مع الساحرة المستديرة، فلن يقبل بطبيعة الحال اللعب في دوري كتالونيا، او التواجد في درجات أدنى في أيًا من الكاليتشو أو البريميرليغ، خاصة أنه ما زال لم يوقع رسميًا على عقده الجديد، وهناك من يترصد انتقال أعجوبة كرة القدم بدون مقابل، فستكون هدية السماء لأي فريق، وضربة قاصمة للبرسا، أقسى من رحيله عن الليغا.
وفي المقابل.. فإن رابطة الليغا تعي هي الأخرى مدى فداحة خسارة تواجد البلاوغرانا، وأن في مصلحته استمرار مشاركته بالبطولة، فإسمه وجماهيريته في إسبانيا والعالم، والرعاة بسبب قوة اللا ليغا، تحتم على الرابطة التمسك بتواجده بشتى الطرق.
وأتوقع أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة الخانقة، أن سوف يسلك برشلونة طريق تم رسمه من قبل بخطوات موناكو، الذي يمتلك حالة مشابهة بل تكاد تكون متطابقة، فـ فريق موناكو تابع لإمارة موناكو، التي تتواجد داخل حدود فرنسا، ويشارك في الدوري الفرنسي، ووقتها ستكون معظم الأطراف-الرياضية- قد خرجت من هذا الإعصار المدمر، بلا خسائر تذكر، بل تكاد تكون أقوى من حيث زيادة حدة الندية والمنافسة بعد الإنفصال.
