بوذية أحبت شاباً مسلماً واتخذت قراراً أشعل الفوضى والاحتجاجات.. قصة رومانسية لعاشقين جعلا المستحيل ممكناً
جو 24 :
عند منزل مسقوف بالصفيح أمام جبال هيمالايا الشاهقة، انتظر نحو 300 ضيف لحضور حفل زفاف في حديقة خضراء كبيرة، تملأهم الحماسة، في انتظار وصول العروسين.
وعندما ظهر بطلا الحفلة، أحاطهما الضيوف في حالة من السعادة؛ ليُرافقوهما من خلال المدخل وإلى المنزل، امتلأت الغرف برائحة وليمة أُعدت للاحتفالبالمناسبة؛ دجاج تندوري والشاي المالح، ولفائف طازجة، ولحم ماعز مطبوخ بالزبادي والتوابل. ولكن عائلة العروس بأكملها غابت عن الحفل.
ووفق تقرير لصحيفة The New York Times، فإن العروس هي ستانزين سالدون من عائلة بوذية، والعريس هو مرتضى أغا مسلم الديانة. وقد نشأ كلاهما في منطقة لداخ، وهي ولاية نائية من إقليم جامو وكشمير في الهند. فما الذي يحدث هنا عندما تُحب امرأةٌ بوذية رجلاً مسلماً؟ الفوضى.
يضيف تقرير The New York Times أن رومانسية العروسين ولَّدت احتجاجاتٍ، وأغلقت الشركات، وتسبَّبَت في إشعال مشاعر الضغينة بين القادة المسلمين والبوذيين. وقد اضطرت الشرطة والمحاكم إلى التدخل في الأمر. لعدة أيام، اضطر كل منهما إلى الهروب والاختباء.
ستانزين وأغا، البالغان من العمر 30 و32 عاماً على التوالي، لا يُلقيان بالاً لكل الخلافات الدينية.
التقى أحدهما بالآخر في رحلة للكُلية إلى جبال الهيمالايا، وظلَّا على اتصال منذ ذلك الحين. أغا وهو مهندس حكومي، وستانزين تعمل بالخدمة الاجتماعية، عاشا في جامو، جنوب لداخ، ولم يتمكن أحدهما من التوقف عن الاتصال بالآخر لتناول القهوة والغداء.
قالت ستانزين إنَّها شعرت بحبها لمرتضى صاحب الكلام العذب والسمت اللطيف، لكنها أبقت ذلك سراً. وبعد حادث سير كاد يودي بحياتها قالت: "كان وجه مرتضى هو ما لاح أمام عيني. قلت لنفسي إنَّ الحياة جد قصيرة ويجب أن أعترف بحبي"، حسب تقرير The New York Times.
وكيف يُصبح مرتضي أكثر سعادة من ذلك؟ لكنه عندما أخبر عائلته برغبته في الزواج بفتاة بوذية في مدينة ليه، ردَّ والده بأنَّ ذلك مستحيلاً.
في يوليو/تموز 2016، بمساعدة أحد أعمام مرتضى، عقد الزوجان حفل زفاف صغيراً تحت سماء زرقاء صافية في مقابلة واحد من أنهار جبل كارجيل المتلألئة. ثم عادا إلى وظيفتيهما ولم يدرِ أحد شيئاً عن علاقتهما، واحتفظا بمنزلين منفصلين وخططا للاجتماع في يوم واحد.
ولكن سرعان ما اكتشفت أسرتاهما الأمر. في حين قبل أهل مرتضي بالأمر، اشتاط أهل سالدون غضباً. أبعدوها عن جامو وحبسوها في منزل العائلة. قالت ستانزين إنَّ والدها بصق في وجهها.
وقالت ستانزين إنها فقدت 20 باونداً من وزنها، وكانت تشعر بالألم لبُعدها عن مرتضى وتملّكها الرعب
من والدها، الذي ظل يصرخ في وجهها.
وقالت: "انعزلت تماماً عن العالم الخارجي. كنت أخشى الموت، بينما كان والدي يصيح: لماذا لم تموتي بمجرَّد أن وُلِدتِ؟".
وذات صباحٍ، تسلَّلَت إلى الخارج. كانت تعرف أن عائلتها ستطاردها؛ لذا توجَّهَت إلى المحكمة وحصلت على قرارٍ تقييدي يُلزِمهم بأن يدعوها وشأنها. لكن المشكلة كانت أكبر من عائلتها، وصارت الأمور في المدينة شائكةً بصورةٍ أكبر.
ثار غضب المجتمع البوذي بشدة إزاء هذه العلاقة. وحين هربت ستانزين، ذهب شبابٌ من المجتمع البوذي يجوبون السوق الرئيسية بالمدينة لمطالبة أصحاب المحال التجارية بالمساعدة في العثور عليها.
وتعيش ستانزين الآن مع أغا في شقةٍ بإقليم جامو ذي الأغلبية الهندوسية، والذي يبدو منطقةً محايدةً بالنسبة للزوجين الشابين.
وتماماً كما كان يخشى القادة البوذيون، تحوَّلَت ستانزين إلى الإسلام.
الزوجان يبدو أنهما قد نجيا دون أن يمسهما ضرر. وتأمل الزوجة أن يأتي والداها ذات يومٍ قريب ويُرحِّبان بها وبزوجها بالعناق.
وفي حفل زفافهما، الذي جرى تأجيله طويلاً، في سبتمبر/أيلول، كانت ستانزين تبتسم حينما وَضَعَ أقارب زوجها إكليلاً من الروبيات الهندية حول عنقها.