حسام تحسين بك: صنّاع «باب الحارة» داعشيون
قامة من قامات الفن السوري، انطلق من إحدى فرق الفنون الشعبية وأصبح ممثلاً ومغنياً وكاتباً وملحناً. هو الفنان القدير حسام تحسين بك، الذي يصف حياته بالهادئة، ويؤكد أنه لم يرسم خطاً فنياً لمستقبله ولم يكن لديه أي طموح، فما حققه من إنجازات كان من طريق الصدفة.
في هذا اللقاء، تحدّث حسام تحسين بك عن حياته اليومية، وعن عائلته وزوجته نتالي التي غنّى لها أغنيته الشهيرة، وعن ولديه: راكان، ونادين التي ورثت كسلها عنه.
كما تطرّق في حديثه إلى آخر أعماله الفنية، والكثير من المحطات والذكريات مع أهم نجوم الزمن القديم والحديث لموقع لها الفني.
لماذا تم تأجيل «كندوش» عملك الشامي الذي كتبته، وهل سيبصر النور هذا الموسم؟
هذا العمل سبّب لي الاكتئاب، وهو مسلسل بيئي شامي يقع في ستين حلقة، ويرصد البيئة الشامية الحقيقية خلال فترة 1983. وقد كتبت هذا العمل لأصحح المبالغات والمغالطات التي بتنا نراها في الأعمال الشامية... فنساؤنا لسن ثرثارات وصاحبات مكائد، ورجالنا يتميزون بالنخوة والكرامة، وليسوا بلا ضمائر ينهبون إخوتهم وأقربائهم... «كندوش» عمل واقعي وأتحدّى أي شخص يتابعه أن يجد ثغرة واحدة فيه، ذلك أنه مبنيٌ على أدبيات الحي الدمشقي الصحيحة.
في العام الماضي، عرضت العمل على شركة «قبنض»، وحدّثني صاحبها مؤكداً أن «كندوش» هو عمل «عشر نجوم»، وأن أناملي من ذهب، لكنه لم يستطع إنجاز هذا المسلسل لاكتمال أعمال الشركة، على أن يتم تنفيذه هذا الموسم، لكنني لست متفائلاً، ومن المفترض أن يتولى الفنان وائل رمضان الإخراج.
لماذا لم تعرض العمل على شركة إنتاج أخرى؟
أخطأت كثيراً في تنازلي عن العمل، ولولا هذا التنازل لسحبت العمل من الشركة وعرضته على أخرى.
لماذا سمّيت العمل «كندوش»؟
«كندوش»... هو عبارة عن وعاء خشبي، بارتفاع مترين ونصف المتر، في أسفله فُتحة، وفي أعلاه أضلاع يساوي طول الواحد منها متراً، كانوا قديماً يملأونه بالحبوب، ومن الفتحة السفلية يستخرجون الحبوب بوزن يعادل الكيلوغرامين ونصف الكيلوغرام، وسمّيت العمل «كندوش» ليس لأنني أحببته فقط، بل لأن له مغزى.
وماذا عن «الزايغ»، العمل الثاني الذي كتبته؟
«الزايغ»... هو الرجل الذي يعشق النساء. والعمل يتحدث عن صديقين يحبّان السهر، أحدهما متزوج والثاني عازب، وذات يوم يكتشف المتزوج أن صديقه رهن منزله وصرف كل ماله بالتباهي أمام الناس، فيضطر للبحث عن عروس له لئلا يسكن في منزله، وتكون العروس أرملة، والعمل من النوع الكوميدي، والمضحك المبكي.
رغم انتقادك الشديد لمسلسل «باب الحارة»، ووصفك القائمين عليه بالدواعش، لكنه لا يزال العمل الأكثر متابعةً عربياً؟
لا يزال «باب الحارة» متصدّراً الأعمال العربية من ناحية المشاهدة، لكن المشاهد العربي يحب المكائد، و«باب الحارة» ليس عملاً بيئياً، بل مجموعة حكايات ألصقوا عليها «ماركة البيئة»، والقائمون عليه كالدواعش، فكما دمّر تنظيم «داعش» مدينة تدمر الأثرية، طمس هؤلاء الكتّاب تاريخ البيئة الشامية، لأنهم وجدوا في شركات الإنتاج أرضاً خصبة.
لذا، أؤكد أن «باب الحارة» عمل تجاري وليس فنياً، وما كان ليستمر لو لم يجد له راعياً رسمياً. مثلاً، نحن اليوم نتعرف على البيئة التركية من خلال الأعمال التي نتابعها وتسلّط الضوء على مجتمعهم، كذلك المشاهد العربي عندما يرى تلك الأعمال الشامية، سيؤكد أنها تعكس الواقع السوري والتاريخ الدمشقي.
شاركت في الجزءين الأول والثاني من «باب الحارة»، لكن هل أنت من رفض العمل في باقي الأجزاء؟
لقد صوّرنا الجزءين الأول والثاني من العمل في وقت واحد، وفي ما بعد عُرض عليّ العمل في باقي الأجزاء، لكنني رفضت، والسبب هو اعتقاد صنّاع العمل أن من يشارك في هذا المسلسل يكون مديناً لهم، ويعود إليهم الفضل في نجوميته.
هل باقي المشاركين في العمل يتعرضون لهذه المعاملة أيضاً؟
الفنان عباس النوري، يأخذ ما يريده، وأي رقم يطلبه يعطونه إياه، لذلك لا تهمه نظرتهم ولا حتى نظرة أحد.