متخصصون :آليات القبول المباشر في تخصصات الطب ودكتور الصيدلة بحاجة لدراسة
دعا متخصصون ومعنيون الى دراسة آليات تطبيق قرار مجلس التعليم العالي المتعلق بالقبول المباشر في تخصصات الطب وطب الاسنان ودكتور الصيدلة اعتبارا من العام الجامعي 2013-2014 .
وبينوا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان التخصصات التي تضمنها هذا القرار مهمة ويجب عدم المساس بها إلا بعد ضبط جميع التفاصيل واجراءات القبول داخل الجامعات والكليات المعنية .
استاذ الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية ،عضو اللجنة المختصة بوضع آليات القبول المباشر الدكتور محمود الشياب قال ان القبول عن طريق الكلية في التخصصات الثلاثة يكون بناء على معدل الثانوية العامة حيث سيحدد المعدل لاحقا وحسب كل تخصص .
واضاف ان الطلبة المقبولين سيدرسون خلال السنة الاولى 45 ساعة دراسية ، بعدها يتم تحديد الطلبة الذين يبقون في تخصصهم وفقا لاحتساب 30 بالمئة من معدل الثانوية العامة و70 بالمئة من معدل الطالب في السنة الدراسية الاولى .
وبين ان الطالب يدرس في السنة الاولى مواد اساسية في تخصصه وهي التي تعكس مستواه الحقيقي وقدرته في التخصص الذي اختاره ، ويُجرّب ويتأنى ولا يدخل دفعة واحدة وبشكل نهائي في التخصص كما هو في القبول الحالي .
واوضح ان الطالب لن يخسر اي ساعات درسها في حال التحق بتخصصات ضمن الكليات الطبية او العلمية، وفي حال التحق بتخصصات هندسية ، سيخسر بعض الساعات فقط .
واشار الشياب الى ان القبول المباشر جاء لقياس المستوى الحقيقي للطالب في تخصصه ،وكذلك لمراعاة الضغوط او المرض او الظروف الخارجة عن ارادة الطالب في مرحلة الثانوية العامة والتي قد تؤثر على معدله سلبا الأمر الذي لا يؤهله لدراسة هذه التخصصات الثلاثة بحسب آلية القبول المطبقة حاليا رغم ان الطالب قد يكون من المتفوقين وأهلا لدراسة هذه التخصصات .
واكد ان هذا القرار يتيح المجال للطالب الاختيار بعد دراسة السنة الاولى ، فاما ان يبقى في التخصص الذي اختاره او يذهب الى التخصص الاخر الذي تم قبوله فيه من خلال القبول الموحد والذي سيبقى محفوظا له لمدة عام في الجامعة التي تم قبوله فيها .
نقيب الاطباء الاردنيين الدكتور احمد العرموطي قال ان ايجابية هذا القرار تتمثل بعدم حرمان طالب الثانوية العامة الذي يرغب ويستحق دراسة الطب من فرصة إثبات ذاته في هذا المجال ، لكن الإشكالية هي أننا سنجد طلبة ممن لا يجوز لهم الاستمرار في دراسة طب الاسنان مثلا ويلقون اللوم على الاساتذة او الكلية او طريقة الامتحانات او صياغة الاسئلة ، الامر الذي يحتاج الى الضبط الفعلي من جميع النواحي لهذه العملية وفي جميع محاورها .
واشار الى انه ليست السنة الدراسية الاولى فقط في تخصص الطب هي من يدرس الطالب فيها المواد الاساسية بل تعد السنوات الاربع الاولى من الدراسة مواد اساسية ، متسائلا : كيف نحكم على الطالب من اول سنة دراسية ؟
وقال : لسنا بحاجة الى آليات قبول أخرى ، واصفا اجراءات القبول المعمول بها حاليا بالممتازة ولا نحتاج إلا الى زيادة اعداد مقاعد القبول لأن القبول المباشر يجعلنا نتخوف من عدم العدالة فيه والتمييز اثناء دراسة الطلبة في السنة الاولى ، فقد يحصل بعضهم على علامات لا يستحقونها في حين ان آخرين هم افضل بمستواهم .
ودعا الدكتور العرموطي الى العمل على عدم تأثير قبول الطلبة العرب وغيرهم ممن يدرسون وفق النظام الموازي على اعداد الطلبة المتنافسين لدراسة تخصصات - الطب وطب الاسنان ودكتور الصيدلة ، وقال " صحيح ان هناك تبادلا ثقافيا وعلميا ، لكن ليس على حساب رغبة وحاجة طلبتنا الذين يبذلون الجهود الكبيرة من اجل الحصول على معدل يؤهلهم للمنافسة في التخصص" .
عميد كلية الطب في الجامعة الاردنية الدكتور عزمي محافظة قال ان عملية القبول الجديدة قد تُحدث نوعا من الارباك خاصة اذا ما تم توزيع الطلبة ممن لا يجوز لهم الاستمرار في دراسة التخصص على التخصصات والكليات الاخرى الاقل مستوى الامر الذي يحتاج الى تحقيق توازن بين الطلبة المقبولين الجدد في هذه الكليات وبين الطلبة الذين سيوزعون ، مؤكدا ان آلية القبول الحالية ليست سيئة لنضع آليات جديدة للقبول .
عميد كلية الطب في جامعة مؤتة الدكتور بسام نشيوات ذهب الى ان اجراءات القبول الجديدة تعمل على اختيار النخبة من الطلبة في التخصصات الثلاثة والتي تحتاج فعلا للمتميزين في دراستها وسيكون له الأثر الايجابي على الصعيد المهني .
وقال : ان الطالب الذي يخفق في الاستمرار بدراسة تخصص الطب مثلا ووفقا للإحتساب المقرر لمعدل الثانوية العامة ونتيجته بعد الانتهاء من دراسة السنة الاولى ، فانه يتحول الى تخصص طب الاسنان او تخصص دكتور الصيدلة او تخصصات اخرى او انه يبقى في تخصص الطب على حساب النظام الموازي ، وعلى كل كلية في هذه التخصصات الثلاثة تحديد عدد معين لطلبة الموازي الذين تقبلهم بحيث لا يكون على حساب الاعداد المتنافسة .
واضاف ان هناك خيارين بالنسبة لامتحانات نهاية العام التي يقدمها الطلبة المقبولون وفق القبول الجديد هما إما ان يتم عقد امتحان موحد لهم لكل تخصص ولجميع الكليات في المملكة، او ان تعقد كل كلية امتحانا خاصا بها .
ودعا الى إيجاد معادلة لحل ال( كوتات المخصصة) في التخصصات الثلاثة لأوائل المحافظات والعاملين بالجامعات وابناء القوات المسلحة والمناطق الاقل حظا وفق اسس واضحة بحيث لا تتأثر بآلية القبول المباشر.
يشار الى ان قرار مجلس التعليم العالي بالقبول المباشر في تخصصات الطب وطب الاسنان ودكتور الصيدلة اعتبارا من العام الجامعي 2013-2014 يتضمن قيام الطالب بتقديم طلب الالتحاق ضمن القبول الموحد وآخر للكلية التي يريد الالتحاق بها وللتخصصات الثلاثة الآنفة ، ويكون القبول عن طريق الكلية وفق التنافس في معدل الثانوية العامة، ويدرس الطالب السنة الدراسية الأولى والمتضمنة 45 ساعة دراسية وبعدها يتم تحديد من يبقى في التخصص ومن يتم توزيعه على تخصصات أخرى .
اما طلب القبول الموحد والتخصص الذي يحصل عليه الطالب من خلاله يبقى ساريا ومحفوظا له لغاية عام حيث انه يستطيع الذهاب اليه والالتحاق به إذا اخفق في التخصص الذي اختار دراسته عن طريق الكلية مباشرة .
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس اعلن في وقت سابق ان القبول في التخصصات الهندسية سيكون بشكل مباشر في الجامعات في مرحلة مقبلة بعد تطبيق القبول المباشر في تخصصات الطب وطب الاسنان ودكتور الصيدلة وان عملية تغيير آليات القبول يأتي في إطار توفير العدالة بين الطلبة، على اساس القدرة والرغبة.
(بترا)