jo24_banner
jo24_banner

الملك: علينا التفكير في كيفية إعادة دمج الإخوان بجوانب الإصلاح المستقبلية

الملك: علينا التفكير في كيفية إعادة دمج الإخوان بجوانب الإصلاح المستقبلية
جو 24 : أكدالملك عبدالله الثاني أنه " علينا التفكير في كيفية إعادة دمج الإخوان المسلمين في مختلف جوانب الإصلاح المستقبلية في الأردن"،مشيرا الى إن 90% من الأردنيين مترددون في الانتماء لأحزاب سياسية.

وقال خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات الاجتماع السنوي الـ43 لـ"منتدى دافوس" الاقتصادي العالمي في سويسرا، أدارها الإعلامي في شبكة CNN فريد زكريا، " في بلدي الأردن مازال ما نسبته 90 بالمئة من المواطنين مترددين في الانتماء إلى الأحزاب السياسية. ولذلك، فبالرغم من ما لدينا من منجز انتخابي تمثل في نسبة مشاركة في الانتخابات ناهزت 56 بالمئة وفاقت توقعات الجميع، إلا أن العمل الصعب الحقيقي الذي ينتظرنا في الأردن هو تجذير ثقافة الانتماء للأحزاب السياسية".

وأضاف " وفي أذهان الأردنيين ما زالت فكرة أن تكون منتمياً لحزب تؤشر فورا على معنى سلبي. هذا هو التحدي الذي ينتظرنا من العمل على مدار الأربع سنوات القادمة".

وأكد جلالته " ما زلت أعتقد أن الإخوان جزء من المعادلة، وعلينا التفكير في كيفية إعادة إدماجهم في مختلف جوانب الإصلاح المستقبلية في الأردن".

وتالياً مقتطفات من المقابلة:

فريد زكريا: جلالة الملك، عندما ننظر إلى الربيع العربي، هل يصح أن نستنتج في ضوء هذه المرحلة التي وصلنا إليها، بأن القمع لم يجد نفعاً، في حين أن العطايا نجحت. وما أقصده بذلك هو أن الدول التي لجأت إلى القمع، إما سقطت أنظمتها أو أنها تترنح كما هو الحال في سوريا، في حين أن الدول الأخرى التي تمتلك ثروات نفطية هائلة كانت قادرة على تقديم العطايا بأشكال مختلفة، خاصة في منطقة الخليج، ما مكنها من أن تنجو وتستمر؟

جلالة الملك: في بلدي الأردن مازال ما نسبته 90 بالمئة من المواطنين مترددين في الانتماء إلى الأحزاب السياسية. ولذلك، فبالرغم من ما لدينا من منجز انتخابي تمثل في نسبة مشاركة في الانتخابات ناهزت 56 بالمئة وفاقت توقعات الجميع، إلا أن العمل الصعب الحقيقي الذي ينتظرنا في الأردن هو تجذير ثقافة الانتماء للأحزاب السياسية. وباللغة العربية فإن الكلمة هي "حزب"، وفي أذهان الأردنيين ما زالت فكرة أن تكون منتمياً لحزب تؤشر فورا على معنى سلبي. هذا هو التحدي الذي ينتظرنا من العمل على مدار الأربع سنوات القادمة. أعتقد أننا تجاوزنا الجزء السهل من الربيع العربي، والذي أصبح خلفنا الآن. أما التحدي الماثل فهو يبدأ اليوم ويتجسد في محاولة بناء أحزاب سياسية ذات برامج قائمة على قواعد ومبادئ تمثل مواقف المواطنين إزاء قضايا الصحة والتعليم والخدمات والضرائب. هذا هو التحدي الحقيقي الذي ينتظرنا، وهو تحد غير مقتصر على الأردن، بل إن الجمهوريات التي مرت بمرحلة الثورات تواجه أيضاً هذا التحدي.

فريد زكريا: عندما تنظر إلى الانتخابات التي تم إجراؤها للتو، تجد نسبة الاقتراع تجاوزت 56 بالمئة، وقد سمحتم لمراقبين دوليين بالإشراف على الانتخابات لأول مرة.

جلالة الملك: للمرة الثانية.

فريد زكريا: نعم، للمرة الثانية. ولكن هذه المرة كانت أوسع وأشمل.

جلالة الملك: بكل تأكيد.

فريد زكريا: وبرغم كل هذا، فإن "الإخوان المسلمين" قالوا إنهم سيقاطعون الانتخابات، وأنهم يعتزمون التظاهر، ما مدى خطورة هذه المشكلة؟

جلالة الملك: إذا كنت تعيش في الأردن اليوم، فإن الأردنيين سيقولون لك أن هذا الأمر لا يعد مشكلة على الإطلاق. الإخوان المسلمون شككوا منذ البداية بنتائج الانتخابات، كما أن المعارضة كانت تعتقد بأن التسجيل للانتخابات لن يستقطب أحد، إلا أن لدينا نسبة تسجيل غير مسبوقة وصلت إلى 70 بالمئة وهي أعلى من الكثير من دول الشرق الأوسط. وعودة إلى نسبة الاقتراع في الانتخابات الأخيرة والتي زادت عن 56 بالمئة، فإنها فاقت توقعات الجميع، كما شهدنا أعلى عددا من المرشحين للانتخاب. وأعتقد أنه إذا نظرت إلى هذه العوامل فإنها تشير إلى أننا كأردنيين قد قررنا المضي قدماً. عموما فإن الإخوان المسلمين يشكلون مكونا مهما في مجتمعنا، ورسالتي لهم على مدار الأيام الماضية كانت: بغض النظر عن المواقف السابقة، لنعتبرها جزء من الماضي، وإذا ما أردنا المضي بالإصلاح السياسي إلى الأمام، لا بد أن تكون العملية السياسية جامعة، وأن يشعر الجميع بأنهم شركاء فيها. ويكمن التحدي الآن في طبيعة المبادرة للتواصل مع المعارضة التي قاطعت الانتخابات، والتي كان حجمها محدودا في الواقع، إلا أننا نريدهم أن يكونوا جزءاً من العملية السياسية، لأن بقاء أي مجموعة خارج العملية سينعكس سلباً. والتحدي القائم يتمثل في كيفية إدماج الجميع خلال الأربع سنوات القادمة، وكيف يقومون بتجديد طروحاتهم.

فريد زكريا: هل يمكنكم التعايش مع رئيس وزراء إخواني؟

جلالة الملك: إذا نظرت حتى إلى الانتخابات المصرية وتابعت عدد الذين سجلوا وعدد الذين اقترعوا، تجد أن حجم الإخوان المسلمين في انتخابات مصر شكل 12 بالمئة كتقدير مبدئي. لكنني ما زلت أعتقد أن الإخوان جزء من المعادلة، وعلينا التفكير في كيفية إعادة إدماجهم في مختلف جوانب الإصلاح المستقبلية في الأردن. بترا
تابعو الأردن 24 على google news