إقرار السنة التحضيرية بالكليات الطبية..أسئلة برسم الإجابة
يفترض أن الجامعات التي يوجد فيها كليات طبية انها تعمل على وضع خطط دراسية وتعليمات جديدة للقبول في تلك الكليات، في ضوء إقرار مجلس التعليم العالي «السنة التحضيرية» في تلك الكليات، إنسجاما مع ما ورد في الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية.
وبحسب قرار مجلس التعليم العالي، فإن تطبيق السنة التحضيرية في الكليات الطبية سيكون اعتبارا من العام الدراسي المقبل 2018-2019، ما يعطي الفرصة على ضرورة ان يجيب مجلس التعليم العالي وكذلك الجامعات على جملة أسئلة، يتطلبها تغيير آليات القبول الحالية.
ورغم أن مجلس التعليم العالي عند إقراره للسنة التحضيرية في الكليات الطبية، إلا أنه لم يقدم اي تعريف لها، فيما يفترض ان الطالب سيقبل كطالب كليات طبية، على ان يحدد معدله في تلك السنة تخصصه لاحقا، بحيث يتم توزيع الطلبة على تخصصات تلك الكليات حسب المعدل.
بداية، تنص أسس القبول على تخصيصات مقاعد جامعية لفئات من الطلبة منها المقاعد المخصصة للمكرمة الملكية لابناء القوات المسلحة وابناء المعلمين وابناء المخيمات، الى جانب تخصيصات لاوائل المحافظات وأخرى ابناء الكليات التي لا يوجد فيها تخصصات طبية، بالاضافة الى المقاعد المخصصة لابناء الاردنيات المتزوجات من أجانب، وغيرها.
وفي ضوء اعتماد السنة التحضيرية اعتبارا من العام الجامعي المقبل، كيف يمكن توزيع المقاعد المخصصة لتلك الفئات من الطلبة في تخصص الطب وطب الاسنان، إذ أن هنالك احتمالية ان يكون ترتيب الطالب خارج نطاق العدد المحدود للقبول مثلا في تخصص الطب، ما يعني أن حصة اي من التخصيصات السابقة،قد تقل، فكيف يمكن تكييف ذلك مع ما تنص عليه اسس القبول؟
ويقتضي الواقع الجديد ايضا، ان تفكر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بمضامين الاتفاقيات الثقافية وتبادل الطلبة مع دول أخرى، إذ ان هنالك مقاعد تخصص لطلبة اجانب بموجب تلك الاتفاقيات، مقابل مقاعد لطلبة اردنيين في جامعاتهم، وبالعادة الحصة الاردنية تكون أكثر، فإذا لم يحقق الطالب العربي المبعوث الحد الادنى المطلوب بالسنة التحضيرية للالتحاق بالطب ، فهل سيؤثر على حصة الاردن بمقاعد الطب وطب الاسنان الخارجية؟.
وفي هذا الاطار، ماذا بالنسبة للطلبة الوافدين، الذين في العدد الاكبر يفدون لدراسة التخصصات الطبية، هل ستؤثر السنة التحضيرية على عملية استقطاب طلبة وافدين؟ إذ أن الطالب الوافد سيدخل في مراهنة لمدة سنة للالتحاق بتخصص الطب او طب الاسنان.
وفي هذا الصدد أقرت وزارة التعليم العالي خطة لاستقطاب طلبة وافدين، ورفع عددهم من (40.5) الف حاليا ليصل الى (70) الفاً بحلول عام 2020، في وقت يقدر عدد الطلبة الوافدين بالجامعات حتى العام الجامعي الماضي (2635) طالبا وطالبة في تخصص الطب.
ويقدر عدد طلبة كليات الطب في الجامعات الست التي تطرح هذا التخصص بـ(9697) طالبا وطالبة، حتى الفصل الثاني من العام الجامعي الماضي، يشرف عليهم زهاء (470) عضو هيئة تدريس، بتجاوز يقدر بحوالي (2000) طالب عن الطاقة الاستيعابية.
وفيما طلب مجلس التعليم العالي من الجامعات تزويده بالخطط والتعليمات المتعلقة بالسنة التحضيرية في الكليات الطبية قبل نهاية الفصل الاول الحالي، يفترض ان يقف المجلس على الاسئلة التي يفرضها التعديل والتغيير على اليات القبول في الكليات الطبية.الراي